بلديات «الضاحية»… ضحية حزب الله

بلدية الغبيري
حرب تموز كانت مفصلية للضاحية الجنوبية، وقد عجزت بلديات الضاحية التابعة لحزب الله عن تثبيت نظرية نصرالله: "سنعيدها أجمل مما كانت"!

يأتي الإستحقاق البلدي في ظل وضع إقتصادي معيشي متردٍّ في الضحية الجنوبية التي كانت منطقة إستهداف للعدو الإسرائيلي في أكثر من تاريخ لأنها تحوي مراكز حزب الله وقيادته وتشمل الثقل الشعبي والجماهيري للحزب.

بالعودة إلى حرب تموز فقد ألحقت الآلة الحربية الإسرائيلية دمارا هائلا في الأبنية والبنى التحتية، وعلى اثر إنتهاء هذه الحرب رفع السيد حسن نصرالله شعار “ستعود أجمل مما كانت” كي يكتشف ابن الضاحية بعد 11 عاماً، أن هذا الشعار إقتصر على إعادة تشييد الأبنية بدون أي مخطط إنمائي للمنطقة، فمؤسستا “جهاد البناء” و “وعد” كان لديهما الفرصة لإنشاء مدينة تتوائم مع متطلبات المدن الحديثة والمعاصرة.

تشمل الضاحية عدة بلديات: حارة حريك، الشياح، الغبيري، برج البراجنة، تحويطة الغدير ـ الليلكة ـ المريجة. وخلال المرحلة الممتدة من الـ2006 إلى الـ2016، لم تلحظ الضاحية أي نشاط ملموس للبلديات على صعيد إيجاد حلول لأزمة الطرقات وزحمة السير والمواقف العشوائية وتعدي أصحاب المحال على الأرصفة،وإنتشار الحواجز الحزبية غير الشرعية والبناء العشوائي، كما لم تعمد البلديات على إنشاء حدائق عامة، أما الطامة الكبرى فهي إنتشار مافيات المولدات التي يتواطأ معها بعض أعضاء مجالس البلديات.

الضاحية

سكان الضاحية الآن على بعد شهر من إستقبال فصل الصيف وشح الموارد المائية، ومنها ستدخل مافيات صهاريج المياه على خط إستغلال حاجات الناس للمياه كسلعة لا غنى عنها.

وقد توجه موقع “جنوبية” فسأل عض سكان منطقة حارة حريك حول نشاط بلديتهم، فعبّر احد أصحاب محال البقالة عن رأيه في الأداء البلدي والإنتخابات المرتقبة، مجيباً: “يلي رح يجوا جداد رح يجيبوا المَيْ والكهربا ويشيلوا النفايات؟”

وقالت السيدة نجوى المقيمة في منطقة بئر العبد أنها “ترفض المشاركة في الإنتخابات البلدية لشعورها بالإحباط وأردفت نحن لم نعد غنم”.

إقرأ أيضاً: مين هيّ ضاحية بيروت الجنوبية وشو تاريخها؟ (1)

ثم استصرح “جنوبية” شريحة من الشباب الذين يشكلون المكوّن الأكبر في التركيبة السكانية للضاحية الجنوبية، والذين يعانون من بطالة يستغلها حزب الله لدفعه للمشاركة في الحرب السورية إلى جانب الطاغية بشار الأسد بعد أن عبّأهُ مذهبياً ودسّ الخوف في نفوسهم تجاه المجهول التكفيري القادم.

وعلق أحمد وهو شاب عاطل عن العمل بالقول “على الرغم من الوضع الإقتصادي السيئ ولكن لن أتخلى عن إقتراعي لصالح لائحة الحزب في حارة حريك”.

أما علي المتخرج حديثاً من كلية العلوم (الجامعة اللبنانية) فهو يفصل بين موقفه السياسي المؤيد لحزب الله والإستحقاق البلدي الذي يراه مناسبة للتعبير عن سخطه من أداء حزب الله البلدي.

إقرأ أيضاً: العيد في غير موقعه.. في الضاحية !

إن الجوّ العام في الضاحية مأسور في الإحباط مما يفقد القدرة شيئاً فشيئاً للبحث عن بديل يؤمن للناس حياة كريمة بدل مستنقعات البطالة والتدهور الاقتصادي والإجتماعي والتعليمي الناتج عن سياسات حزب الله التي لم تراعِ يوماً مصالح “أشرف الناس”.

السابق
عكاظ.. منظومة حزب الله المالية: تبييض اموال ومخدرات
التالي
بالصور والأدلة.. ريما كركي: لقد وقعتِ في الفخ!