لا تُهملنا يا هرتسوغ

(المضمون: الكراهية التي يبثها اسحق هرتسوغ ضد العرب في اسرائيل ستعود اليه مثل السهم المرتد).
هل تذكرون مشهد الحِداد التاريخي على موت قائد كوريا الشمالية؟ إن شيئا مشابها يحدث الآن في المناطق العربية في اسرائيل. ففي كل مكان ستجدون الاعلام السوداء ترفرف على كل عمود وكل شرفة، الجمهور الغفير يملأ الميادين وأعينه منتفخة من البكاء. إن نهر النيل ليس مثل نهر الدموع التي تُذرف من العيون.

اقرأ أيضاً: الملك سلمان «أمير المؤمنين» وأوان قطف عملاء إيران في المنطقة قد حان

أيها القائد المحبوب، بوجي، لا تُهملنا. فمن الذي سيقوم باضطهادنا ومصادرة اراضينا؟ من الذي سيميز ضدنا؟ من الذي سيقوم بادخال “الشباك” الى مدارسنا وأسرّتنا؟ نحن لم نحبك فقط، بل اعتدنا عليك ايضا. فبماذا اخطأنا؟ بدوننا ما كان يمكن لاسحق رابين أن يكون رئيسا للحكومة. والاصوات التي منحناها لاهود باراك في انتخابات 1999 تفوق الاصوات التي حصل عليها حافظ الاسد من شعبه.
يوجد لنا طلب واحد: رجاءً يا اسحق هرتسوغ، أحب شعبك. نعم، أحب اليهود فقط. ففي نهاية المطاف هذا مكسب لنا. في هذه الاثناء، في عيد الحرية، نحن نصرخ: خُذ شعبك الى الحرية، قم بتحريره من الزنزانة التي يدفعه اليها نتنياهو وجماعته. فهذا قد يكون ايضا فرصة لتحرر الشعب الفلسطيني من الاحتلال.
هرتسوغ، أنقذ أبناء شعبك من الضياع، من الطريق ومن دائرة الكراهية المحبوس فيها. فها هم أبناء شعبك يخشون من التحدث بالعبرية في خارج البلاد خوفا من التعرض لهم. أما نحن العرب فعالقون في الوسط. اذا تحدثنا بالعبرية فاننا نثير سخط اللاساميين. واذا تحدثنا بالعربية فاننا نثير سخط كارهي العرب والمسلمين.

كوريا الشمالية
يجب القول، يا هرتسوغ العزيز، إن تعاملك مع الآخر هو انعكاس لشخصيتك. واذا أردت أن لا تظهر مثل مُحب للعرب فان هذا يعكس الخلل في شخصيتك وسيرتد اليك بالانتقام، لأن الكراهية هي نقيض الحب.
الشاعر نزار القباني قال في احدى قصائده: “لا توجد منطقة وسطى بين الجنة والنار”. وأنت اخترت أن يكون أبناء شعبك في منطقة الكراهية. فالكراهية مثل الحب لم تعد مجرد كلمة، بل لغة كاملة. واذا قمت بتوجيه الكراهية الى مدخل بيت الجار فهي سترتد اليك مثل السهم المرتد.
إن من يختار كراهية الآخر يبدأ بالتحديد بـ “الآخر” الذي يوجد داخل شعبه. قُم بفحص تاريخ الشعوب. واذا لم يكن لك وقت لذلك، فقط انظر من حولك. النار تصيب في البداية المقربين. والآن أصبح وزير الدفاع موشيه يعلون نفسه الذي هو جزء من الليكود، أصبح هدفا للكراهية.
أنا لا أعرف اذا كانت هذه الاقوال ستجد آذانا صاغية لدى هرتسوغ. لأن هناك اشخاص حساسون من النصائح. ولكن بما أننا في فترة عيد فسأقول نكتة وحتى لو لم تساعد فهي على الأقل ستُضحك اخواننا الذين يحتفلون بعيد الحرية على أنقاض الاغلاق والطوق ضد الجيران:
قالوا إن مسافرا في حافلة توجه الى من يجلس بجانبه وسأله: هل أنت من الصين؟ فأجابه بـ لا. وبعد تكرار السؤال عليه عدة مرات ضاق ذرعا وأجاب بـ نعم، أنا صيني. عندها سأله الاول: لماذا اذا عيونك ليست مثل عيون الصينيين؟.
إن العيون الصينية يجب البحث عنها في الصين. والقيادة التي تطرح البديل، إبحثوا عنها عند المصممين، وليس عند من ينجرون خلف الرأي العام. توقفوا عن ازعاج هرتسوغ الذي سيصبح القائد. فهو ببساطة هكذا.
واذا كنا نتحدث عن النكات، فانه يمكننا الحديث بنفس اللغة عن العصفور الذي سقط في حضن القط الذي قال له بقلق: الله يحفظك. فأجابه العصفور: اذا نجوت منك فألف شكر لله.
رجاءً يا هرتسوغ، حررنا من حبك.

(هآرتس )

السابق
مالك مكتبي و «إلى اللقاء»
التالي
بالصورة.. نوال بري: الإستاذ كبير العيلة لا قبله ولا بعده‏