الثنائية الشيعية تختنق في «بعلبك – الهرمل»

بعلبك

لفترة طويلة من الزمن إعتبرت الثنائية الشيعية “حزب الله وحركة أمل” أن منطقة بعلبك الهرمل تمثل مركزا لثقلهما الشعبي، غير أن الفشل وإنعدام الخطط الإنمائية في هذه المنطقة ” بالإضافة إلى التهميش المتراكم الذي تعرض له أبناءها بدأ يؤثر على موازين اللعبة التقليدية القائمة بين الأحزاب الشيعية والبنية الشعبية التي يعتمدان عليها.

اقرأ أيضاً: أمل وحزب الله: الثنائية المفخخة

إن الشعار الذي ردده السيد عباس الموسوي “سنخدمكم بأشفار عيوننا” بقي في إطار الكلام التسويقي والتعبوي ولم يدخل حيز التنفيذ وبدا جلياً عند النظر إلى الحرمان والتهميش الذي يعاني منه سكان منطقة بعلبك – الهرمل. كما وأن الشعار الشهير لحركة أمل “إغاثة محرومي لبنان” إرتدَّ نجاحه فقط على مسؤولي حركة أمل.

راس بعلبك
ترزح أغلبية مناطق بعلبك تحت خط الفقر المدقع نظراً لغياب المشاريع التنموية وإنعدام الرؤية التخطيطية للبلديات لتأمين فرص عمل للشباب لإبعادهم عن خطر المخدرات والسرقة. بحيث تنذر هاتان المنطقتان عن وجود خطر حقيقي يهدد إستقرارها الإجتماعي مع العدد الهائل للمطلوبين بمذكرات الجلب والإحضار. ولم تستطع أي من حركة أمل أو حزب الله من إجتراح حلول أو إقتراح قوانين في المجلس النيابي لتأمين البديل عن زراعة الحشيش.
أما على الصعيد السياحي والتراثي فحدث ولا حرج عن ما آل إليه الوضع هناك، فبعد أن كانت بعلبك تعتبر من أهم المناطق السياحية في لبنان خصوصاً والشرق الأوسط عموماً، صارت بفعل التهميش بؤرة يحتمي فيها المجرمون وتجار المخدرات والسارقين، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على غياب الرؤية. فعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن قلعة بعلبك تحولت من رمز تاريخي إلى “دشمة ترفع عليها أعلام حزب الله”.

اقرأ أيضاً: الانتخابات البلدية… «أم المعارك» ام مراهقة سياسية؟

ومن هنا، يحضرنا سؤال “ماذا فعلت الثنائية الشيعية لمنطقة بعلبك الهرمل؟” ومتى سيعي أهالي تلك المنطقة اهمية الوقوف بوجه من يستغل أوجاعهم وهمومهم وهواجسهم لتجيرها خدمة للمشروع الإيراني. أيام قليلة تفصلنا عن الإستحقاق البلدي في “بعلبك الهرمل”، فهل سيعيد الإحباط الإجتماعي التي تعاني منه كلتا المنطقتان إلى إعادة فرز الثنائية الحاكمة، أم سنشهد إنحرافاً عن الولاء المقدس لبدعة التكليف الشرعي الذي يدغدغ أوتاره السيد حسن نصرالله عند الإنتخابات البلدية أو النيابية.

السابق
#الأسد_نيرون_دمشق
التالي
لا تنتقدوا «نادين».. جميعنا «نادين»