عام بعد المئة على الإبادة الأرمنية..والمذابح الجماعية مستمرة

غدا هي الذكرى الأولى بعد المئة، لأكبر مذبحة وابادة جماعية فى التاريخ إنها المجزرة الأرمنية التي وقعت في نيسان 1915، المذبحة التي لا تزال آثارها تنزف معاناة وظلما إلى يومنا هذا.

على  الرغم من مرور قرن على  الإبادة الأرمنية إلا أن الأرمنيين يحرصوا في الرابع والعشرين من نيسان من كل عام إلى إحياء هذه الذكرى وتأكيد الوفاء لمعاناة شعب تعرّض لأبشع عمليات الإبادة والتهجير على يدّ السلطنة العثمانية قديمًا.

وبقدر ما أصبحت هذه القضية تشكل إشكالية في عصرنا هذا وذلك مع إصرار الأرمن على اعتراف الرسمي بالإبادة الجماعية من قبل مختلف الحكومات في جميع أنحاء العالم، في ظل استمرار إنكار الدولة التركية وقوع هذه المجازر وتجريم كل من يعترف بها بحسب المادة 305 من قانون العقوبات.

إلا أنه وعلى الرغم من حجم هذه المأساة بإبادة مليون ونصف وهي بمثابة قتل شعب بأكمله بأبشع الطرق بحرقهم أحياء والإعدام والموت بسبب مرض التيفوئيد أو العطش أو الجوع. نرى هذه المأساة تتكرر في عصرنا هذا بنفس الطرق الوحشية والهمجية وبنفس المبادئ التي تمارسها الجماعات الإرهابية وتوابعها من داعش وجبهة النصرة  وغيرهم من المتأسلمين.

وفي هذه المناسبة نظمت شبيبة الطائفة الارمنية الكاثوليكية، أمس مسيرة شموع من مدرسة مسروبيان في برج حمود وصولا الى باحة البطريركية في الجعيتاوي. وتلى المسيرة صلوات وكلمات عن “الابادة الارمنية وما تتعرض له الاقليات المسيحية في الشرق من ابادة وانسلاخ قسري عن ارضها”.

بمناسبة هذه الذكرى قال الاعلامي زافين قيومجيان لـ “جنوبية” إن “الابادة الأرمنية تدخل غدًا مرحلة جديدة وهي بداية القرن الثاني، لذا هناك تحدي أمام الأرمن للتعاطي مع هذه المأساة بطريقة جديدة”. مشيرا إلى أن “هناك مفترق طرق بنسيان الماضي أو باعتبار أن القضية مسألة حق ويجب احياء ذكراها ونقلها عبر الأجيال”. وتابع قيومجيان “لذا فالتحدي أمام القضية الأرمنية  والقضايا المماثلة مثل القضية الفلسطينية والأكراد وغيرها  هو بالوصول إلى مستوى جديد بدلا من أن يكون احياء ذكرى الابادة مناسبة فلكلورية وتعبئة الهواء”.

كما لفت قيومجيان أن “المرّة الوحيدة التي تحدث فيها عن القضية  كانت السنة الفائتة عبر احياء ذكرى المئة عام على مدى شهر نيسان، وذلك حرصًا على أن لا تكون هذه المناسبة للثرثرة وبيع الكلام، انما يجب أن تأخذ مسار جديد وأهمه  تحويل هذه القضية إلى قضية قانونية  على مستوى المحافل الدولية لرسم مسار عالمي ولتكون بذلك درس لكل العالم”.

الابادة الارمنية

وخلص قيومجيان  “يجب أن لا  يكون احياء الذكرى من خلال الاحتفال بالموت أو الاحتفال بمليون  ونصف المليون أرمني الذين قضوا في الابادة فقط يجب الاحتفال بالمئة مليون أرمني الذين استطاعوا رغم كل شيئ الاستمرار وبناء أنفسهم”.

كما رأى نائب تكتل التغيير والاصلاح غسان مخيبر في حديثه لـ “جنوبية” أن “على الرغم من حلول هذه المناسبة للمرة الـ 101 عام كأول مذبحة جماعية في القرن العشرين نلاحط للأسف أن هناك جماعات أخرى هم ضحية لابادات ومذابح في القرن الـ 21 في العراق وسوريا وغيرها بدون اعتراف وعدالة”.

وطالب مخيبر في هذه المناسبة “الحكومة اللبنانية وحكومات العالم بالاستمرار بالضغط على الحكومة التركية للاعتراف بالجريمة والتعويض المادي والمعنوي وذلك لتكون عبرة وخطوة باتجاه  العدالة الحقيقية لحماية لمكونات المختلفة لا سيما المسيحيين من الجماعات الارهابية وهذا تحدي كبير للعالم”.

إقرأ أيضًا: الخازن في الذكرى المئوية للمجازر الارمنية: نأمل ان ينعم وطننا بالسلام

وبدوره عبر عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب شانت جنجنيان عن “اسفه باعتبار انها ذكرى أليمة لم تكن الوحيدة في هذه الحقبة انما شهد لبنان أيضا أعمال اجرامية وظلم على يد العثمانيين وأن ما حدث غير مبرر”. وتابع “لكن هول المجازر الأرمنية وبشاعتها انها ارتكبت على نطاق واسع طال مليون ونصف  أرمني، وكانت جريمة منظمة”.

كما اعتبر “أنه كذلك ما يزيد ألم الذكرى نكران تركيا إبادة بهذا الحجم”. ودعا في  الختام، جنجنيان إلى “معالجة الأمور بطريقة دبلوماسية والابتعاد عن زرع الأحقاد من خلال تحويل القضية إلى مسألة قانونية لتحصيل الاعتراف من قبل الأتراك وذلك ليس لتصفية الحاسبات انما من أجل الحق”.

إقرأ أيضًا: انقرة تحذر فيينا بعد اعترافها بـ«الابادة الارمنية»

كذللك صرّح عضو كتلة المستقبل النائب معين المرعبي لـ “جنوبية” أن “كل المجازر والابادات التي حدثت هي عمل ضد الانسانية وهي مستنكرة”.  متمنيا ” أن تتوقف كل هذه المجازر سيما التي تحدث في سوريا”.

 والجدير بالذكر، أن مذابح الأرمن  تشير إلى القتل المتعمد والمنهجي للسكان الأرمن من قبل الدولة العثمانية خلال وبعد الحرب العالمية الأولى،  وقد تم تنفيذ ذلك من خلال المجازر وعمليات الترحيل. ويقدّر الباحثين ان اعداد الضحايا الأرمن تتراوح ما بين 1 مليون و 1.5 مليون نسمة.

السابق
إيران لا تمانع قيام «كانتون» علوي في سوريا
التالي
مستشار سابق لأوباما يعتذر عن نصائحه السابقة:كان يجب علينا قصف بشار الاسد