فاتورة «تفجير المارينز» تثير قلق حزب الله‎

تفجير المارينز لبنان
أميركا تحاسب ايران على ما فات من أعمال تخريبية استهدفتها، ويخشى مقربون أن يفتح ملف كل العمليات الامنية المتهمة فيها ايران وحزب الله من قبل عدد من الدول في العالم بالسنوات الماضية، خصوصا تلك التي تلت انتصار الثورة الاسلامية في العقدين الاخيرين من القرن الفائت.

“لن يهددنا الإرهابيون” عبارة قالها رونالد ريغن بعد ساعات من تفجير “إسماعيل العسكري” شاحنته بقاعدة الماشاة الأميركية (المارينز) التي تمركزت في مطار بيروت والذي تبنته فوراً منظمة الجهاد الإسلامي، إلا أن الولايات المتحدة الأميركية كانت قد وجهت أصبع إتهامها إلى مجموعة شيعية لبنانية حديثة النشوء من المرجح أن تكون نفسها التي إنبثق منها حزب الله عام 1985.

منذ يومين تداول الإعلام خبر إعلان المحكمة العليا الأميركية إجتزاء مبلغ ملياري دولار من الأصول الأميركية المجمدة لإيران ومنحها على شكل تعويضات للجرحى القدامى وأهالي الضحايا والمتضررين من تفجير المارينز، وقد أعربت إيران إستيائها من خطوة المحكمة الأميركية.

في العام المنصرم توصلت مجموعة الدول 5 + 1 التي تضم الولايات المتحدة الأميركية إلى “إتفاق فيينا” مع إيران، القاضي بالإفراج عن أموال الجمهورية الإسلامية المحجوزة لدى اميركا ودول أخرى.

تتهم الولايات المتحدة الأميركية حزب الله اللبناني وإيران بالوقوف خلف التفجير مستندة بإتهامها على ما توصلت له المحكمة الأميركية إلى أن الكيفية التي تم بها تنفيذ التفجير بحاجة إلى عقل ضالع في مسألة التفجيرات وقادر على تمويل العملية وتأمين الخبرات اللوجستية لمراقبة التحركات داخل المطار بالإضافة إلى تأمين 6 طن من المواد المتفجرة.

في أكثر من مناسبة، نفت الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإلى جانبها حزب الله تهمة ضلوعهما بالتفجير ولكن منفذ التفجير إسماعيل العسكري المنتمي إلى الجالية الإيرانية وإلى الطائفة الشيعية ضاعف الترجيحات حول ضلوع إيران وذراعها العسكري في لبنان بالعملية.

إقرأ أيضاً: القمّة الخليجية ـ الأميركية تؤكد وحدة الاهداف مواجهة «داعش» و«إيران»

إن الولايات المتحدة تُدرج هذه العملية بقائمة العمليات المؤلمة التي تلقاها الجيش الأميركي بحيث ذهب ضحيتها ما يزيد عن 241 أميركيا وأصيب حوالي 120 أميركي بجروح خطيرة، وترافق التفجير الأول بتفجير اخر إستهدف كتيبة المظليين الفرنسية، فسقط لفرنسا أيضاً نحو 50 قتيلاً جلهم من العسكر، مما دفع الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران انذاك إلى التوجه نحو بيروت بزيارة غير رسمية، ليتفقد مكان التفجير.

وعلى ضوء القرار الأميركي، إعتبر المرشد الأعلى لإيران الإمام علي الخامنئي “أن رجال حزب الله هم شرف الأمة الإسلامية ويسطعون كالشمس”، وإستنكر المتحدث بإسم الخارجية الإيرانية حسين جابر أنصاري بتصريح له لوكالة رويترز، إستمرارية اميركا بسلوكها العدائي تجاه إيران واضعاً ما حدث في خانة الإفتراء ودليل على إستمرار عداء أميركا لدولته التي يستحيل الثقة بها.

وعود على بدء، يبدو أن الاتفاق النووي الذي وقّع منتصف العام الفائت بين ايران والدول الكبرى لن يجبّ ما قبله، وهو بالتالي لن يشفع لإيران ولا لحزب الله أو تنظيم الجهاد ما قاموا به من عمليات أمنية وعسكرية ضدّ أميركا وحلفائها الغربيين في العقود المنصرمة، والفاتورة جاهزة، دفعتها ايران من ودائعها في أميركا التي كان من المفروض أن يفرج عنها تطبيقا لاتفاق فيينا، ولكن يد القضاء كانت أسرع فحرمت شعب ايران منها ليفهم بوضوح أن هذه العمليات ستكلفه غاليا، واذا كان الاتفاق النووي قد جنّب ايران الانتقام العسكري، فإنّ الجزاء المالي بالمرصاد لها ولشعبها الذي لن يرض بعد اليوم ان يتحمّل تبعات الأعمال التخريبية التي تقوم بها بلادهم في الخارج بواسطة أذرعها وخلاياها الأمنية الكثيرة الموجودة في العالم.

إقرأ أيضاً جنبلاط يستعد لـ«تكويعة» جديدة نحو حزب الله والسبب…البلديات!

أما حزب الله الذي يستنزف في سوريا، والذي فوجىء بعقوبات اقتصادية شهرية بحق مؤسساته وأفراد متعاونين معه في الفترة التي تلت توقيع الاتفاق النووي، وهو كان يتمنى ان تنعكس روح هذا الاتفاق عليه بدل من محاصرته، فانه يخشى ان يكون حكم تعويض الملياري دولار بسبب عملية تفجير المارينزالذي أصدرته المحاكم الاميركية أول أمس، بداية لفتح ملفاته في العمليات الداخلية والخارجية التي كان يقوم بها يوم كان الجهاد ضدّ أميركا والغرب يعتبره فرضا واجبا عليه، كما الجهاد والقتال ضدّ اسرائيل.

السابق
صُوَرْ للقطط.. في أماكن غير مألوفة
التالي
لست افضل من الأب باولو