جنبلاط يستعد لـ«تكويعة» جديدة نحو حزب الله والسبب…البلديات!

وليد جنبلاط
لم يعد خافيًا على أحد، أنّ عدم استشارة زعيم المختارة في ملف البلديات من قبل الرئيس سعد الحريري، انعكس جبهةً مشتعلة بين الاثنين، فما بدا ظاهريًا خلافًا بين جنبلاط - المشنوق، ما هو إلاّ مؤشرات لتباين أعمق بين كل من الحزب التقدمي الإشتراكي وتيار المستقبل .

الانتخابات البلدية لن تؤجل، هذا المانشيت الذي جعل وليد بك جنبلاط يتحوّل عن خطّه وثوابته ففتح جميع ملفات الفساد “منه وجر” وقلب الطاولة على نفسه أولاً وعلى الحلفاء ثانيًا، وصولاً للإعتراف بفشله وإعلانه عن نيته تقديم استقالته في الجلسة المقبلة بسبب جلسة تشريع الضرورة التي يدعو إليها الرئيس نبيه بري.
ولكن اللافت في كل المواقف التي أصدرها أمس وليد بك جنبلاط من خلال برنامج كلام الناس مع الإعلامي مارسيل غانم هو الغزل الصريح لحزب الله والإعتراف به وبدوره كلاعب إقليمي يمثل إيران وتطلعاتها.
أولاً، وقبل السؤال عن أسباب الاستهداف للوزير نهاد المشنوق من قبل زعيم المختارة، وعن “التكويعة” الأخيرة لحارة حريك لا بدّ أن نقرأ واقع النائب وليد جنبلاط في البلديات، في هذا الشأن أكدت مصادر صحفية أنّ الانتخابات البلدية سوف تحرج جنبلاط إن في القرى المسيحية الملحقة بورقة معراب أو السنية المتحالفة ضده، أو الدرزية والتي شهدت في المرحلة الأخيرة تنام واضح لنفوذ كل من الأمير طلال أرسلان والوزير السابق وئام وهاب.

إقرأ أيضاً: جنبلاط يخلط الأوراق: سوليدير جريمة كبيرة.. ولا بد من تسوية تريح حزب الله
هذا الواقع، المرتبط بشحّ التمويل السعودي، وبالتشدد الحريري الذي لن تكون هداياه الانتخابية متاحة هذه المرة، إذ أنّ القرى الدرزية سوف تشهد معارك بلدية فضلاً عن سيطرة قرار المستقبل على إقليم الخروب.
إنطلاقًا من هذه المعطيات، اعتبرت الصحف اللبنانية أنّ زعيم المختارة منزعج من إجراء الانتخابات في هذه الظروف التي لا يحكمها توافق وتحالف بينه وبين أيّ فريق سياسي يمكّنه من خوضها، إضافة لكونه لا يريد الدخول في لعبة العائلات وزواريبها، ولا هز استقرار الجبل، كما صرّحت مصادر الصحف نفسها أنّ جنبلاط يوصف الانتخابات البلدية بالمصيبة التي يتمنى إيجاد السبيل لتأجيلها.

جنبلاط
فـ “تكويعة” جنبلاط أمس من خلال إطلالته الإعلامية لم تشكل عنصر مفاجأة، إذ أصبح من المسلمات على زعيم المختارة أن يقلب التحالفات وبوصلتها حيث تصّب مصلحته، فملفات الفساد التي يخوض بها جنبلاط حربًا شرسة منطلقًا من مبدأ محاسبة الذات أولاً، ما هي إلاّ ورقة يحرقها للضغط على شريكه تيار المستقبل.
ولكن الإصرار المتقاطع بين الحريري- المشنوق، لإعادة اللعبة الديمقراطية المغيبة منذ سنوات عن الساحة اللبنانية، لم تخضع لابتزاز ملفات الفساد.

إقرأ أيضاً: رواية الأنباء لخلاف جنبلاط – المشنوق
فلا الحملة على عبد المنعم يوسف ساهمت في تليين مواقف المستقبل، ولا الهجمة الشرسة على قوى الأمن الداخلي وعناصرها، بل على العكس هذه الملفات منحت الوزير نهاد المشنوق وتياره من خلفه حقّ الرد والتوضيح والتصويب.

العناد المستقبلي من جهة، والبلديات من جهة ثانية، دفعت بوليد بك لتغيير اللعبة، فإنقلب مجددًا على ذاته معلنًا أنّه لن يشارك بجلسة انتخاب رئيس الجمهورية ولو اكتمل بها النصاب ما لم يشارك حزب الله الشريك في الوطني، كذلك أوضح رغبته بلقاء السيد حسن نصرالله وفق الثوابت التي تريّح الأخير.
وغازل في معرض إطلالته أداء النائب حسن فضل الله في ملف الانترنت غير الشرعي، كما ركز على دور حزب الله وإيران في المنطقة، وعلى أنّ حزب الله هو الوحيد الذي يستأثر بالمصداقية نظرًا لحيثيته.

هذا التلميع لحزب الله ترافق بهجمة مرتدة ضد المستقبل عنوانها “كلنا زبالة” والتصويب على كل من عبد المنعم يوسف والوزير المشنوق وسوليدير “أي الحريرية السياسية”.

فهل ينفع التودد لحزب الله من قبل وليد بك جنبلاط، بحصد ما خسره مستقبلًا، وهل هو صادق باستقالته التي يريد أن يعلنها؟

ناشطون متابعون، علقوا على هذه المواقف أنّ حزب الله لن يثق بالجنبلاطية المتقلبة، وأكدوا أنّ الاستقالة ما هي إلا لعبة أخرى من زعيم المختارة.

السابق
لا نوبات قلبية ولا سكتات مع هذه الأطعمة
التالي
حمود للوطنية :اعطيت الاشارة بختم تحقيق قضية الغوغل كاش وسيتم الادعاء على موقوفين