المصالح السياسية تطفو على سجال جنبلاط – المشنوق والأمور نحو الحلحلة

بعد احتدام الخلاف أمس بين جنبلاط والمشنوق، تكثفت الاتصالات من أجل تطويق السجال بين الحليفين في الانتخابات المقبلة، ليتحول السجال إلى "غيمة صيف".

بعدما وصل الصدام بين رئيس حزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ووزير الداخلية نهاد المشنوق إلى أوجّه بإعتلاء المنابر وتحويل الفضاء الافتراضي من قبل الطرفين إلى منبر لتبادل التهم بالفساد. يبدو أن تيار المستقبل والحزب التقدمي يعملان إلى تطويق الخلاف باعتبار أنها غيمة صيف ومرّت، وبحسب مصادر مطلعة أكّدت لـ”جنوبية” أنه “منذ مساء أمس نشطت اتصالات بين الحليفين لوضع حد لهذا الجدال سيما بعدما اتسعت دائرة الأخذ والردّ إلى حدٍّ استدعت رداً من كتلة “المستقبل” النيابية استهجنت فيه “التهجمات على وزير الداخلية”. واعتبرت الكتلة أنّ “الحملة المنظمة التي يتعرض لها وزير الداخلية إنطلاقاً من بعض الحسابات الصغيرة والفئوية لا تخدم منطق الدولة التي نطمح إليها ولا يعزّز المؤسسات التي يجب أن تكون في خدمة الجميع، في الوقت الذي يعمل البعض على هدمها وتقويض دورها”.

لكن، تطورات الأمس وما تضمنها من فتح الاشتراكيين النار على المشنوق بالتزامن مع التصويب والتهجم على رئيس هيئة أوجيرو عبد المنعم يوسف طرح عدة علامات استفهام حيال مستقبل العلاقة بين الحزب التقدمي والتيار. خصوصًا مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية التي تجمع بين التيار والاشتراكيين الحليفين التاريخيين في منطقة الاقليم على الصعيد النيابي والبلدي.

في هذا السياق، كشفت مصادر مطلعة على ملف السجال الحاد بين جنبلاط والمشنوق لـ”جنوبية” “إلى امتعاض جنبلاط من المستقبل بعد أن تعثر الاتفاق على التحالفات في الإقليم مما دفع زعيم المختارة للضغط على المشنوق لإرجاء الإنتخابات”. لكن اشتداد الصدام دفع الحليفين إلى شد الأحزمة وبالتالي تؤكد المصادر إلى “أنه سرعان ما تم تعميم قرار في الاقليم من قبل الجهتين على أن لا يؤثر هذا الخلاف على سياق التحالفات بين الحزبين”.

وليد جنبلاط

وفي وقت، كاد أن يهدد هذا الاحتدام العلاقة بين الحليفين كشفت بعض الصحف أنه “بعد وقت قصير من صدور البيان، كان أحد المقربين من جنبلاط يتواصل مع الرئيس سعد الحريري مستفسرا عن حقيقة الموقف، فأوحى الحريري للمتصل بأن لا علاقة له مباشرة بالفقرة التي تهاجم ضمنا جنبلاط والوزير ابو فاعور”.

وهذا ما أكدته مصادر مقربة من الحزب الاشتراكي لـ”جنوبية” عن أن “الحريري تبرّأ من انتقاد الكتلة”. وحرصت المصادر على التأكيد أن “لا اشكال بين الحزب التقدمي والمستقبل انما الاشكال مع وزير الداخلية والتصعيد أثير لأنه ينغلق على قضايا مهمة بالنسبة للشأن العام”. لافتا إلى أن “المشنوق لم يعد يمثل المستقبل فمن كان يشتم الحريري ليلاً نهارًا اليوم يدافع عنه”. وتساءل “هل ما يقوم به وزير الداخلية يحصل برضا كامل من المستقبل والحريري”.

إقرأ أيضًا: أسرار جنبلاط: هل يريد تأجيل«البلدية»؟ وماذا عن الشحّ المالي الخليجي؟

وخلص المصدر إلى أنّ “الحزب التقدمي لم يثير الموضوع بهدف التطرق إلى داخل التيار أو لاشكال شخصي مع المشنوق وان كل ما يتم تداوله في الصحف غير صحيح وأن لا علاقة لانتخابات البلدية في هذا التصعيد”، وتوجه للمشككين بالقول “فلينتظرونا عند صناديق الاقتراع”.

ومن جهة أخرى، أكّدت مصادر مستقبلية لـ”جنوبية” أن”السجال الذي حصل أمس انتهى وهو بمثابة غيمة صيف وعدت”. وشددت المصادر عن أن “هناك حرص متبادل على تمتين العلاقة بين الحزب التقدمي والتيار، وأن لا يشوبها أي شيء”. موضحا أن “التطور الذي حصل أمس كان كافيا لوضع حد لهذا السجال”.

كما رفضت المصادر التعليق على ما ورد في صحيفة السفير ” حول تبرؤ الحريري من بيان المستقبل، لأاّنه بحسب المصدر “انّ السفير لا تعتبر مصدر موثوق خصوصا أن سياستها قائمة على الافتراء “. وخلصت المصادر إلى أن “ما يجمع الحليفين أكبر بكثير من أن يفرقهما هذا الاشكال”.

المشنوق لجنبلاط: هواجسك «نميمة» ومن يشكو ليخرج من لجوئه للصالونات السياسية أولاً

وبدوره قال عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت لـ”جنوبية” ” لا اعتقد ان الجرة انكسرت بين جنبلاط والحريري”. مؤكدا “أن المستقبل لا يضع غطاء فوق أحد ولكن، في الوقت نفسه نرفض الافتراءات”. وختم فتفت “اذا كان هناك شخص مسؤول فليحاسب أمام القضاء”.

وعلى رغم من حدة التصعيد الذي جرى أمس يبدو أن الطرفان لا رغبة لهما بكسر الحلف بينهما سيما ان البلد قادمة على استحقاق ومن شأن هذه الخلافات أن تضعفهما. وتبقى المصالح السياسية هي التي تتحكم بالعلاقات بين الافرقاء.

السابق
الإمام الخامنئي: شباب حزب الله يتألّقون كالشمس وهم مبعث فخر للعالم الإسلامي
التالي
الحريري… كيف اغتاله حزب الله وآخرون