18 نيسان: ممّن نعتذر من شهداء قانا.. أم من الشهيد فليحان!

لم يتذكر إلا قلّة مجزرة قانا، ولم يتوقف إلا عدّة عند ذكرى استشهاد باسل فليحان..

قانا “18 نيسان 1996″، جثث الأطفال، أشلاء النساء، رائحة دماء المدنيين العزل.
ضحايا قانا، لم يحملوا سلاح، ولم يقاتلوا ليسنشهدوا على الجبهات، هم الضعفاء الذين هربوا من عناقيد الغضب الصهيونية ليطلبوا الحماية في مجمع مقر الكتيبة (الفيجية) التابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.
18 نيسان بعد الساعة الثانية ظهرًا أطلقت المدفعية الاسرائيلية نيرانها صوب الكتيبة، مخلّفة مجزرة ما زال يؤرخ التاريخ لفظاعتها، فبلغ عدد الشهداء الـ 110 شهيدًا، ناهيك عن 18 جثة لم يتمّ التعرف عليها فعنونت بـ “رجل مجهول” و “امرأة مجهولة” و “طفل مجهول”.

20 عامًا، وقانا ما زالت شهيدة، هذه البلدة التي قد سبيت مرتين فكرر العدو اغتصابها في 30 تموز 2016، إذ كانت مجزرة دموية ثانية سقط بها ما يقارب الـ 55 شهيداً، وانتشلت جثث تعود لـ27 طفلًا.
قانا المنكوبة لم يتوقف أحد اليوم عند ذكرها إلاّ لمامًا، فيما المقاومة تحوّلت زحفًا زحفًا دفاعًا عن بشار تحت أكذوبة “لا لن تسبى زينب مرتين”.

إقرأ أيضًا: في الذكرى الثانية لمجزرة السارين الكيمياوية

ليست قانا وحدها من سقطت من القاموس اللبناني، فشهيد رفيق لشهيد، نسيته اليوم المفكرة الوطنية، إنّه النائب باسل فليحان الصديق الذي رافق الرئيس رفيق الحريري في حياته كما في استشهاده.
باسل الذي أصيب بحروق طالت 65% من جسده وجروح بليغة لم يسلّم الروح لحظة الانفجار الرهيب الذي هزّ وسط بيروت، وإنّما تأخرعن صديقه 64 يومًا.

رفيق الحريري باسل فليحان
أجل، نسينا باسل، ولم نعتذر، فقط منسق الأمانة العامة لـ 14 آذار النائب السابق فارس سعيد هو من أدرك الخطيئة فغرد على تويتر:”اعتذر منك باسل فليحان لأَنِّي لم اتذكر يوم استشهادك من اجلنا و انت مفخرة الشباب اللبناني تعتذر منك ايضا ١٤ اذار الحزينة في هذه الايام”.

إقرأ أيضًا: حرب مستمرة

قانا وفليحان، مجزرة وشهيد، جمعهما الوطن، التاريخ، التضحية..
قانا وفليحان، رموز  يؤسف أن لا يتوقف اللبنانيون عندها، وان لا يشعلوا الشموع لراحة نفس الشهداء والشهيد…

إلا أنّه وفي ظلّ مجازر العروبة وفي ظلّ الحروب الدموية التي تحيط بالمنطقة، وفي حين أنّ كل يوم تشهد “سوريتنا” مجزرة، بات الموت شبحٌ بارد وباتت ذكراه لا تحرّك نفوسنا .

السابق
مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الاثنين 18-4-2016
التالي
«الزنادقة» الذين قامت على أكتافهم الحضارة الإسلاميّة