لواء الفاطميين.. «لحم أفغاني رخيص» قذفت به إيران للمدافع في سوريا

كشفت صحيفة الجورنالي الإيطالية، أن الحضور الإيراني في سوريا، لا يتوقف على ميليشيا حزب الله اللبناني أو العراقي، أو غيره من التشكيلات العراقية الأخرى، إلى جانب الحرس الثوري، وقوات نخبة أخرى مختلفة، ولكنه يستند أيضاً إلى لواء كامل من الأفغان الخاضعين للقيادة الإيرانية، تحتب مسمى لواء الفاطميين، الذي يضم 20 ألف مقاتل.

 ولكن على عكس اللبنانيين أو العراقيين، لا يلقى لواء الفاطميين من الإيرانيين سوى الاحتقار والازدراء والاستهانة، ذلك أنه لواء من لحم المدافع كما أسمته الصحيفة، كل رجاله من “الذين تقذف بهم إيران في المهمات الصعبة والمستحيلة”.

خطوط أمامية
ورغم ولائهم وشراستهم في القتال إلا أن رجال اللواء المتحدرين من الأقلية الهزارا الشيعية في أفغانستان، يُمثلون آخر هم أو هاجس لإيران في المعارك الدائرة في سوريا، ما جعل المئات منهم يسقطون قتلى من أجل الأسد، للدفاع عن معاقل وقلاع النظام التي تتعرض لأشرس الهجمات من قبل المعارضات السورية المختلفة، كما سقط آلاف الآخرين منهم في مهمات شديدة الخطورة، مثل القتال في الصفوف الأولى ضد داعش، أو الميليشيات الأخرى، أو إرسالهم إلى المناطق الخطيرة التي تعرف قصفاً أو تفجيرات متعمدة، سواءً بالسيارات أو الألغام أو الانتحاريين، لتخفيف الخسائر وتقليصها في صفوف الحرس الثوري وقوات النظام وعناصر حزب الله اللبناني.

وكشفت الصحيفة أن إيران قذفت بآلاف الهازارا المضطهدين في أفغانستان في الحرب السورية منذ 2013، بعد تدريب قصير على يد الحرس الثوري.

ورغم أن أعمار أغلبهم، كما أكدت تقارير دولية كثيرة لا يتجاوز في أفضل الأحوال السادسة عشرة من العمر، إلا أن إيران دفعت المئات منهم إلى جبهات القتال في دمشق، وحلب، وحمص، ودير الزور، وحماه، واللاّذقية، وحتى مرتفعات الجولان.

لاجئون
وعلى عكس الميليشيات الأخرى التي تستعين بها إيران في حربها السورية، ينحدر أغلب المنخرطين حسب الصحيفة من الأفغان في صفوف لواء الفاطميين، من اللاجئين الهاربين من أفغانستان خاصةً من المناطق الشيعية المنكوبة، إلى إيران، والذين بلغ عددهم حسب وكالة غوث اللاجئين 950 ألف لاجئ.

ووجدت إيران في هؤلاء اللاجئين إليها، سوقاً رائجة لشراء اللحم الذي تستطيع أن تقذف به إلى المدافع كما تقول الصحيفة، فاللاجئ الهزارا، يجد نفسه في صفوف المقاتلين في سوريا، بعد وعد بتسوية وضعيته في إيران، وتمكينه من الإقامة القانونية والعمل واستقدام عائلته، إلى جانب “الراتب المغري” الذي يعادل حوالي 400 يورو شهرياً.

ترحيل أو إعدام
وفي صورة الرفض لا تتأخر السلطات في ترحيل العشرات من اللاجئين كما تفعل يومياً إلى أفغانستان مرة أخرى، بتهمة الدخول غير الشرعي إلى إيران، أو ارتكاب سرقة أو جريمة، هذا إذا لم ينته الأمر برافض الخدمة العسكرية في السجن، بتهمة تهريب وترويج المخدرات وعقوبتها الإعدام.

(24 أبو ظبي)

السابق
جريمة تحت يافطة الممانعة
التالي
سمير جعجع يوجه جملة نصائح لمحور «المقاومة والممانعة»