شهد العام الماضي جريمتين كرّستا تفلت الأمن في لبنان، هما جريمة جورج ريف و المقدم الشهيد ربيع كحيل، المشترك بين الحادثتين هو الحافز وتفلت السلاح إذ أنّه ولأجل أفضلية مرور لم يتردد هشام ضو في إطلاق الرصاص على المقدم فأصابه بأربعة منها بجروح خطرة أدّت لوفاته لاحقًا..
هشام لم يكن لوحده في الحادثة وإنّما شاركه بها نجل رئيس بلدية حومال خليل ضوّ، ايلي ضو.
بعد الحادثة تمكّن هشام ضوّ تمكّن من الفرار إلى تركيا ومنها إلى إحدى الدول الأوروبية، فيما تمّ توقيف إيلي ضو، والذي حُكم عليه بعقوبة الأشغال الشاقة حتى عشرين سنة سندًا إلى المادة 547 و 219 من قانون العقوبات.
عشرون عامًا، لم يحكم بها ايلي ضو إلا 7 أشهر لا غير، إذ أنّ المحكمة العسكرية في لبنان قد وافقت على تخلية سبيله، هذا القرار الذي قد يشكل صفقة بين عائلة ضو وشقيق المقدم كحيل.
في 15 و16 شباط الماضي، نشرنا معلومات وردت لموقع “جنوبية” عن العرض المقدّم من آل ضوّ، عائلة المتهم بقتل ربيع كحيل، والذي يبدأ بـ4 ملايين دولار.. وقد يصل إلى 20 مليون دولار. وأنّ شقيق الشهيد ربيع كحيل، سامي، يريد وصاية الطفل، كي يستطيع “إدارة” هذه الأموال طوال السنوات الـ18 المقبلة.
كذلك أشرنا، إلى أنّ شقيق المقدم ربيع كحيل رفع دعوى بحقّ الزوجة، تتهمها بأنّها غير مؤهّلة للوصاية وفي الدعوى اتهامات بأنّها “غير مسلمة”، إضافة إلى أنّه قد هددها بالقتل.
فهل تمّت التسوية؟ وهل الإفراج عن ايلي هو الخطوة الأولى، يليها عودة لهشام ضو وهو متمتع بكافة حقوقه المدنية؟
إقرأ أيضًا: صراعات على إرث الشهيد الضابط ربيع كحيل (2): ابن الأشهر دفن أباه.. وهذا ما عرضه القاتل
بالعودة لقرار المحكمة العسكرية الصادر اليوم، كان لموقع جنوبية اتصال مع المحامي معن الأسعد الموكل من زوجة الشهيد كحيل للتوقف عند ملابسات الحكم القاضي بتخلية سبيل ايلي ضو، الاسعد صرّح لنا أنّه “للأسف الجديد نظام المحكمة العسكرية وقانونها لا يسمح بتقديم دعوى شخصية ولا الدخول طرف في المحاكمة ولا بالحضور كمحامين، فلا نبلغ بإخلاء السبيل ولا بتاريخ المحاكمات ولا بأي تفاصيل”
معلّقًا: “بعد صدور الحكم يحق للمتضرر أن يأخذ الدعوى إلى القضاء المدني للمطالبة بالعطل والضرر.”
وأضاف الأسعد “أنّ ضو قد أخذ إخلاء سبيل بانتظار نتيجة المحاكمة، إيلي ضوّ الذي كان مع القاتل، وابن عمّه، وابن رئيس البلدية، فيما القاتل هشام ضوّ لا يزال متوارياً، وهو الثري الذي يحكى عن مفاوضات يحاول إقامتها مع العائلة.”
إقرأ أيضًا: صراعات على إرث الشهيد الضابط ربيع كحيل (1): الشقيق هدّد الزوجة بالقتل؟
وقال: “نحن نمثل كامل ورثة ربيع كحيل، زوجته وابنه”، مردفًا: “لم نتواصل مع أحد ولم نتفاوض مع أحد، ونعتبر اننا كلنا تحت القضاء، وملابسات هذا الموضوع غير واضحة معنا، نعتبر أن ما حصل في المحكمة العسكرية غير مفهوم لنا نريد الاطلاع على ظروفه لنعرف على أي أساس اتخذ القرار.”
وعن مصير ايلي ضو بعد هذا القرار، أوضح الأسعد أنّ “أصول المحاكمات، استناداً الى نظام المحكمة العسكري، تتابع الجلسات، ويحاكم إيلي ضو كشريك في القتل، حرا، وهشام ضو لا يزال متواريا.”
