محمد ياسين أسير رابع والمفاوضات مع النصرة بدأت

محمد ياسين أسير حرب، هكذا سوف يعرّفه حزب الله ليضيفه لثلاثة سابقين لم تثمر المفاوضات بشأنهم بعد.. فما المشترك بين ياسين والأسرى الثلاثة؟ وما التصريحات التي أفاد بها كل من هؤلاء لدى وقوعهم في الأسر؟ وما قصة الـ 600$؟ والـ 700$؟

ثلاثة مقاتلين سبقوا محمد، وقعوا في الأسر بعد كمين نصبته لهم جبهة النصرة  في 14-11- 2015 في ريف حلب، حينها بثت النصرة شريطًا مصوّرا ظهروا به ليعترفوا بالمهمة العسكرية التي أوكلها إليهم حزب الله في معركة ريف حلب الجنوبي بقيادة اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني. 

ومن خلال الشريط الذي لم يتجاوز عدة دقائق كشف الأسرى عن وجود ثلاث جبهات عراقية وايرانية وجبهة لحزب الله، يضاف إليهم عناصر أفغان جميعهم بقيادة سليماني، كذلك لفتوا إلى وجود عناصر قلّة من الجيش السوري النظامي.

وفي الشريط نفسه أشار الأسير محمد مهدي شعيب إلى أنّه يتقاضى 700$ لذهابه إلى سوريا وكذلك هديا، أما الأسير حسن نزيه طه فأقرّ انّه يتقاضى فقط 600$.

https://www.youtube.com/watch?v=y2bjkludjmY

منذ شهر تشرين الثاني وحتى شهر شباط الجاري، لم يسمع عن الأسرى الثلاثة أيّ جديد عبر وسائل الإعلام اللبنانية، حتى روّجت الـ mtv لحلقة خاصة من برنامج بموضوعية سوف تَعرض خلالها الإعلامية كارول معلوف مقابلة مصوّرة أجرتها مع أسرى حزب الله، في حينها سرّبت معلومات مقرّبة من الحزب أنّ المفاوضات جارية في ملف الأسرى، وبسبب الضغط الحزبي على القناة والإعلامية لم يتمّ عرض إلا 7 دقائق من اللقاء لدواعٍ لم يتمّ الدخول في تفاصيلها.

فما كان من معلوف إلا أن أعادت نشرها كاملة عبر قناتها في يوتيوب في 8 شباط 2016، بعد إطلالتها مع الإعلامي وليد عبود بستة أيام.

في هذه المقابلة ظهر فقط محمد مهدي شعيب وحسن نزيه طه، فيما غاب عن الصورة موسى كوراني الذي كان قد ظهر في الفيديو الأوّل مضرّجًا بالدماء ممّا يدلّ على إصابته البالغة.

الأسيران تحدثا لكارول، وقالا عن التعبئة الحزبية التي تبدأ منذ عمر السادسة، وأنّ ولاء التبعية الشيعية في لبنان هو لحزب الله فالعقيدة قبل الوطن.

كذلك اعترفا أنّ الصورة كانت بعيدة عن الواقع إذ كان يروّج أنّ من يحارب في سوريا ليس الشعب وإنّما سجناء الدول العربية، وأنّ تدخل الحزب هو لحماية للمناطق الشيعية (ريف قصير مثلاً) من المجازر والسبي، كذلك اكدّ الأسيران في المقابلة أنّ ما رأوه في سوريا كان مغايرًا تمامًا ليتضح لهما أنّ مفهوم “الجهاد المقدس” غير واقعي إذ ما يقوم به الحزب في سوريا هو أجندة سياسية وأنّ هذه الحرب غير مبررة.

إقرأ أيضًا: مقابلة كارول معلوف مع اسرى حزب الله: هل خرقت معاهدة جنيف؟!

مقابلة الأسيرين لم تحرّك حزب الله وإعلامه إلاّ ضد الإعلامية كارول معلوف فعملوا على شيطنتها ليصل بهم الأمر لدفع مناصريهم لاتهامها بأنّها قد تزوجت الخليفة أبي بكر البغدادي.

يسقط اليوم أسير آخرًا بيد جبهة النصرة  لحزب الله وهو محمد جواد ياسين، ياسين صرّح عن مهمّة حزب الله في تلّة العيس وعن المشاركين بها من قوات عراقية وأفغانية وإيرانية وعناصر حزب الله كذلك سرد كيف تدرّب على القتال مع الحزب وعدد المعارك التي شارك بها في الأراضي السورية. 

مع العلم ان مصداقية ما يقوله أي أسير تبقى متدنية بسبب احتمال الضغط والتهديد من الجهة الآسرة.

 إقرأ أيضًا: جبهة النصرة تبث فيديو لأسير جديد لحزب الله من مجدل سلم..

إذًا، أسرى حزب الله اليوم اصبحوا أربعة، والمفاوضات جارية بحسب مصادرة مقرّبة من مناصري جبهة النصرة قائمة، وارعاية قطرية، فما هي الفاتورة التي سوف يدفعها الحزب لاسترداد مقاتليه وما التنازلات التي سيعمد إلى تقديمها؟

مع الإشارة إلى أنّ مناصري الحزب وإعلامه انتقدوا بشدة عملية التبادل التي أجرتها الدولة اللبنانية مع جبهة النصرة لاسترداد مخطوفي الجيش اللبناني، وساقوا الكثير من التهم الى العسكريين المحررين بسبب تصريحاتهم، فكيف سيتعاملون مع أسراهم والحيثيات نفسها إن من ناحية الجهة الخاطفة، أو من ناحية التصريحات التي يمكن أن تكون مرة أخرى شاكرة للجبهة ومنتقدة لحزب الله.

السابق
مهمة خطيرة لمساند رأس مقاعد السيارات…من يعرفها؟‏
التالي
حزب لله… ويكذب!!