السفارة الأميركية تقوم برعاية ندوة «#اختراق_التطرف» على الانترنت

في الرابع عشر من شهر نيسان الحالي، وبرعاية السفارة، أطلق القائم بالاعمال في السفارة الاميركية السفير ريشارد  جونز ندوة بالتعاون مع منظمة تبادل الاعلام الاجتماعي (SMEX) تحت عنوان  “#اختراق_ التطرف”،  وهي ندوة تشاركية حول مكافحة التطرف العنيف على الانترنت. هذه الندوة التي ستمتد على مدى ثلاثة أيام وهي الأولى من نوعها في لبنان، سوف تجمع قادة من الحكومة اللبنانية والمجتمع المدني والقطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية لتقييم التهديدات التي يشكلها التطرف العنيف على الانترنت في لبنان، وتطوير مقاربة منسقة، بقيادة مجتمعية، من أجل تسويق رؤى بديلة وشاملة لأمل في مستقبل أفضل. يشارك في الندوة مجموعة من الخبراء المحليين والدوليين، وتشمل دورات حول مواقع التواصل الاجتماعي وتوجيه الرسائل، وتكتيكات دعاية داعش وأهمية حماية حقوق الإنسان والحريات المدنية على الانترنت عند وضع التدابير المضادة. هذه الندوة  حول”#اختراق_ التطرف” هي رمز للإلتزام المشترك بين لبنان والولايات المتحدة لمكافحة المنظمات المتطرفة العنيفة مثل داعش ونظرائه.

 

وكجزء من أنشطة الندوة، تقوم سفارة الولايات المتحدة أيضا برعاية منتدى “رفع أصوات الشباب: دردشة حول التكنولوجيا، مكافحة التطرف العنيف، وحرية التعبير”  سوف يقدم هذا المنتدى، بالتعاون مع الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) و منظمة تبادل الاعلام الاجتماعي.(SMEX) فرصة للشباب لكي ينضموا الى نقاش حول مواجهة التطرف العنيف على الانترنت، وفي مجتمعاتهم،  وإقتراح ردود ممكنة.

لمزيد من التغريدات حول هذه الندوة اتبع هاشتاغ  #HackingExtremism  او #إختراق_التطرف على موقع تويتر

فيما يلي كلمة القائم بالاعمال الاميركي السفير ريتشارد جونز بالمناسبة:

صباح الخير، سعادة السفير شربل وهبي مدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية،

الضيوف الكرام،

السيدات والسادة،

يسعدني أن أرحّب بكم في ندوة “# اختراق_ التطرف”  وهي ندوة تشاركية حول مكافحة التطرف العنيف على الانترنت، التي تستضيفها سفارة الولايات المتحدة في بيروت بالتعاون مع منظمة تبادل الاعلام الاجتماعي (SMEX). هذه الندوة هي الحدث الأول من نوعه في لبنان. قيادات من المجتمع المدني، والقطاع الخاص، والحكومة اللبنانية يجتمعون هنا، من أجل فحص دوافع التطرف، وتعلم المزيد حول الأدوات اللازمة لرفع مستوى الوعي ومواجهة رسائل الكراهية عبر الانترنت ، وتطوير مقاربة منسقة، بقيادة مجتمعية، من أجل تسويق رؤى بديلة وشاملة للأمل في مستقبل أفضل.

 

قال الرئيس أوباما، ” الأيديولوجيات لا تهزم بواسطة البنادق. بل بأفكار أفضل ورؤية أكثر جاذبية واقناعا”. إن التحدي الملحّ للتطرف العنيف يتطلب منا تبنِّي  مقاربة إيجابية استباقية، تتضمن مساهمات من مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة من أجل تقويض جاذبية الحركات المتطرفة وأيديولوجياتها التي تسعى إلى تجنيد الشباب والجنوح نحو التطرف والتشديد على العنف. ولكن ما هو أكثر أهمية من ذلك، ينطوي على نهج يقوده أولئك الذين هم على خطوط المواجهة في معركة المواجهة مع التطرف العنيف في مجتمعاتهم – أولئك من بينكم من تجمعوا في هذه القاعة اليوم.

 

لماذا تعلَّق السفارة الاميركية أهمية على هذا المسعى؟ وما هي الصلة بلبنان؟ داعش والنصرة  وباقي الجماعات المتطرفة يشكلون خطرا على لبنان سواء على المستوى التكتي أو الايديولوجي. إن العناصر الشجاعة في الجيش اللبناني وقوات الأمن تواجه داعش بانتظام على طول الحدود الشمالية، وتلاحقهم في أي مكان يهددون استقرار لبنان. إن التفجير الجبان الذي قامت به داعش بحق المدنيين في منطقة برج البراجنة في تشرين الثاني الماضي، كان تذكيرا صارخا بقدرة داعش على الاختراق عميقا في لبنان. ولكن القوى الأمنية اللبنانية ردت بسرعة وألقت القبض على الإرهابيين الذين كانت لهم صلة بالهجوم. لقد قاموا بعمل رائع حقا للحفاظ على أمن لبنان في مواجهة هذه التهديدات الحقيقية والمباشرة من قِبَل المتطرفين الذين يمارسون العنف.

 

التطرف العنيف هو سرطان يلتهم بسرعة النسيج الاجتماعي، وهو يسعى إلى جذب الشباب عن طريق التصوير المشوه للواقع، سارقين بذلك مستقبل هؤلاء الشباب، وسالبين العائلات أولادهم أو بناتهم. إن رسائل الكراهية لداعش هي نقيض القيم اللبنانية المبنية على التسامح والانفتاح والتعايش. خلال الشهر الماضي، أصدرت داعش فيديو على يوتيوب هددت من خلاله لبنان، مستخدمة مرة أخرى تكنولوجيا العالم الحديث لإيصال التعابير الأكثر بدائية من التحيز والوحشية. ليس لدى ما يسمى “الدولة الإسلامية” أية رسائل ايجابية لتقديمها. للأسف، فإن داعش تستخدم الانترنت – وهي أداة يجب أن تستخدم عادة لتشجيع التدفق الحر للمعلومات –  كأداة لنشر الخوف والكراهية والعنف لتصيب قلوب وعقول شبابنا. نحن نعيش في عصر يؤمن لنا معلومات متاحة لتكون في متناولنا كل يوم وهي تتخطى كثيرا ما كانت تحتويه جميع المكتبات عبر التاريخ منذ أن كنتُ فتىً. انه لمأساوي أنه بدلا من جني ثمار تلك الفرصة، فإن بعض الشباب يسقطون ضحية للتضليل من قبل مروجي التضليل الإعلامي المنحط. في كل من مستويات المجتمع من القاعدة، إلى السلطات المحلية، إلى الحكومة، علينا جميعا أن نلعب دورا، في وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، لهزيمة الدعاية الخبيثة لداعش والكشف عن حقيقة السرديات المتطرفة والعنيفة: عواء الوحوش.

 

إننا نعتقد أن داعش يشكّل خطرا على الولايات المتحدة وعلى المجتمع الدولي بأكمله. والولايات المتحدة وشركاءها في التحالف العالمي لمكافحة هذا التنظيم قد التزموا استخدام كل أدوات القوة لإلحاق الهزيمة به. وكما قال وزير الخارجية السيد كيري مؤخرا، أن الناس يتعلمون أكثر وأكثر عن كذب هؤلاء الذي يبنون عليه “خلافتهم” المزيفة. ولكننا نعلم أن الانتصار في هذه المعركة لن يتمّ بسرعة، ولن يتمّ من خلال الوسائل العسكرية  فقط، وليس من خلال دولة وحدها. إنه صراع طويل الأمد سوف يؤدي إلى تحقيق النصر من خلال اتباع نهج شامل في توحيد مجهود الجهات الحكومية وغير الحكومية في جميع أنحاء العالم.

 

هذا هو جوهر دعمنا لهذه الندوة التي ستستمرّ لمدة ثلاثة أيام. لا نفترض الولايات المتحدة أن تكون لديها كل الإجابات حول التطرف العنيف أو أي مواضيع أخرى. وعلى كل حال، سوف تختلف الحلول من دولة لأخرى، وكل حل يتطلب معرفة محلية وخبرة وفهما للقيم الأساسية للمجتمع المتضرر. لقد جرى العمل على هذه الندوة بهدف تمكيننا جميعا ولنتعلم من بعضنا، ومن أجل تشكيل تحالفات من شأنها أن تساعد على بناء الوعي وتطوير مدارك مجتمعاتنا. ومع ذلك، بما أن مواجهة التطرف العنيف قد أصبح قضية عالمية أيضا، فإننا أتينا ايضا بخبراء دوليين للمساهمة في النقاش من خلال التشارك بخبراتهم ووجهات نظرهم حول وسائل التواصل الاجتماعي ، واطلاق الرسائل، وأساليب داعش.

 

أودّ أن أشكركم جميعا على الخدمة التي توفرونها بالفعل لبلدكم ومجتمعكم. نأمل أن تجلب لكم ندوة  “#اختراق_التطرف”  مصادر جديدة وفرص من شأنها أن تكون مفيدة في مكافحة الرسائل الضارة لداعش ونظرائها، ولوضع حلول جديدة ومبتكرة للتحديات التي يشكلها المتطرفون العنيفون، وخاصة عبر شبكة الانترنت. أريد ايضا أن أشكر جيسيكا ديري ومحمد نجم،  وفريقهم في SMEX لمساعدتنا في تحويل هذه الرؤية إلى واقع. وأتمنى للجميع نتائج مثمرة للغاية في الأيام الثلاثة المقبلة، ونتطلع قدما الى سماع النتائج!

 

عاشت الصداقة اللبنانية الاميركية وعاش لبنان!

السابق
السعودية – مصر: بداية «عودة الروح» عربياً
التالي
سرقة مصرف «الاعتماد اللبناني» صباح اليوم في الكرنتينا