إلى بشار خليفة لا تيأس… فثقافتنا كما حريتنا «عضو ذكري»

وأنا أقرأ ما كتب مارسيل خليفة على صفحته الخاصة فيسبوك بعدما منع الأمن العام ابنه بشار مار خليفة من إدخال ألبومه إلى لبنان إلا بشرط حذف أغنية، توقفت وتساءلت " هل ينتقم إله الفن والإبداع منّا؟".

سؤال قد يبدو مستهجنًا ولكن في اليوم الذي نلتف به كإعلام حول شعاع الفن المتجسد بالصورة والصوت بين مبدعي الثوار في سوريا، لنجد بالمقابل وزارة الثقافة اللبنانية تكرّم “ليال عبّود” في اليونسكو، فيما يمنع في الوقت فنانٌ شهد له الإبداع من إدخاله عمله إلى الوطن، لسبب وهو أنّ لا ثقافة في رقابة الأمن ولا في وطن السخافة..
لا بد أن نسأل، من ينتقم من واجهتنا الفنية وحريتها؟

إقرأ أيضًا: مهزلة تكريم ليال عبود: ما علاقة وزارة الثقافة بالعري والاثارة ؟!

المصيبة الأكثر سوءًا بالنسبة لبشار مار خليفة ليس قرار المنع، وإنّما الأسباب التي أدّت إليه، وننقلها كما وردت في صورة القرار لأن ثقافتنا تعيب علينا هكذا سجال..
“ارحمنا ارحمنا ارحمنا وحل عنا، وعند تجزئتها تصبح (***) عضو ذكري، يا رب صرلي مية سنة بصوم وبصلي ارحمني.. بما معناه أطلب منك أن لا تجبرني على فعل أيّ شيء لا أريده – حل عنّا أي يتخلى عن الرب، دعوة إلى نبذ الرب”

قرار منع أغنية بشار خليفة
قرار منع أغنية بشار خليفة

ما ذكرناه أعلاه هي الأسباب التي وردت حرفيًا في الوثيقة التي نشرها الفنان مارسيل غانم ومصدرها الأمن العام اللبناني، الخطيئة الأولى في هكذار قرار قمع للحريات، هي قولبة تقطيع كلمة لغاية فنية أو للترافق مع إيقاع معين إلى لمحة جنسية معيبة، أما الخطيئة الثانية فهي المفهوم الجامد للذات الإلهية البعيد عن الثقافة والإطلاع.
فهو لا يقصد بالرب الإله الكلّي الذي يجمعنا وإنّما رب الحروب الدينية الذي يختلف عليه الجميع.

إقرأ أيضًا: إعلام «المؤخرات» …دائمًا في المؤخرة!‏

ومهما كانت الدواعي يبقى سقفٌ واحد لا يسمع لأيّ فرع أمني أن ينتهكه وهو سقف الحرية ولا سيما الحرية المسؤولة فما بالنا بالفنية التي لا تقتل ولا تشاغب ولا تقطع طرقات..

السابق
جنبلاط: هذا ما أكده لي المشنوق.. وأفرجوا عن هؤلاء الشباب
التالي
كيف قرأت «هآرتس» الإسرائيلية زيارة العاهل السعودي لمصر؟