خلاف ايراني روسي في سوريا…وقرار الجبهة أصبح في موسكو

لا تزال المعارك العنيفة متواصلة بين قوات النظام وفصائل المعارضة المسلحة، شمال حلب. وبحسب الأنباء فقد تمكنت المعارضة من صدّ تقدم قوات النظام في حندرات، واستعادة جميع النقاط التي تقدمت إليها مؤخراً، كبدتها خسائر بشرية وعسكرية كبيرة، رغم القصف الجوي والصاروخي من طائرات النظام الحربية على مواقع المعارضة.

وعلى جبهة داعش في شمال حلب أيضًا، سيطرت المعارضة السورية على بلدة الراعي ذات الموقع الإستراتيجي والهام، بعد أن كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية. ويأتي خبر السيطرة على هذه البلدة بعد قتال عنيف استمر لعدة أيام بين عناصر المعارضة وتنظيم الدولة، كما استطاعت المعارضة تأمين خطوط إمدادات لها من تركيا.

وقالت مراسلة بي بي سي في لبنان، لينا سنجاب، إنّ “قرية الراعي تعتبر معقلاً هاماً لتنظيم الدولة الإسلامية، لأنّها تقع على الحدود التركية – السورية”.

حسن روحاني وفلادمير بوتين
حسن روحاني وفلادمير بوتين

هذه الانتصارات المزدوجة للمعارضة السورية على جبهتي داعش والنظام في ريف حلب الشمالي على الحدود التركية تقلق النظام السوري ومن خلفه إيران وحزب الله، الذين تشاءموا من القرار الروسي الذي منعهم قبل شهرين وبعد أن تهاوت دفاعات فصائل الجيش الحر والنصرة في ريف حلب فتمكنوا من فكّ الحصار والسيطرة على بلدتي نبل والزهراء بفعل نيران سلاح الجو الروسي وراجمات صواريخه الحارقة المساندة، منعهم الروس من تكملة سلسلة الإنتصارات الميدانية والسيطرة على بلدة إعزاز في الريف الشمالي لحلب لإقفال الحدود مع تركيا وقطع خط امداد المعارضة بشكل نهائي عن المدينة.

وتقول المعلومات الواردة لموقع جنوبية من مصادر متابعة قريبة من حزب الله أنّه وبعد الهجوم الكبير الذي شنّته جبهة النصرة على مواقع الجيش السوري وحزب الله والمليشيات المساندة في ريف حلب الجنوبي، وسط غياب الطيران الروسي ممّا طرح تساؤلات عدّة، تمكنت الجبهة من السيطرة على بلدة العيس وتلتها الإستراتيجية وبعض القرى المجاورة لها مع ما صحبه من تكبيد الجيش والحزب لخسائر فادحة قدرت بخمسين قتيل، وهذا ما أثار غضب إيران التي رأتها فرصة سانحة لتعلن أنّ وقف اطلاق النار الذي أعلن في ميونخ قبل شهر خرق من قبل المعارضة وهو ما يستأهل ردّا قويًا وحاسمًا.

إقرأ أيضًا: لهذه الأسباب ستتخلى روسيا عن الأسد

وبحسب تلك المعلومات فإنّ إيران أرسلت اللواء 65 وأمرت حزب الله بإعادة وحداته القتالية التي كان سحبها مع وقف إطلاق النار، وقام بحشدها في ريفي حلب الشمالي والجنوبي، تمهيدًا لشنّ الهجوم الكبير.

غير أنّ تلك المصادر تؤكد أنّ الممانعة الروسية ما زالت قائمة، وأنّ الحسم العسكري غير مطروح في ريف حلب وذلك خوفًا على العملية السياسية من الإنهيار وبالتالي إفشال محادثات جنيف التي أعلن الأميركيون والروس أنّهم يلتزمون بإنجاحها.

هذا الخلاف الإيراني الروسي حول سير العارك في سوريا يخفي خلافًا أعمق بحسب مراقبين، وهو بدأ بداية العام الحالي مع التدخل الجوي الروسي في سوريا لصالح النظام واستحواذ موسكو على الملف السوري دون طهران، وبداية تنسيق الرئيسين الروسي والأميركي الجاد في العمل على حلّ الأزمة السورية وإنهاء الحرب.

إقرأ أيضًا: زيارة ملك البحرين لروسيا وهديته لبوتين تصدم الجمهور العربي

ويدرك الإيرانيون في نهاية الأمر أنّ أملهم الوحيد هو في كسر هذا المسار السلمي الذي سوف يؤدي بنهايته إلى إرساء نظام سوري جديد لن يكون بشار الأسد على رأسه وستكون معه مصالح إيران مهمشة ومهددة، لذلك فإنّ جلّ الطموح الايراني الآن هو محاولة عرقلة الحلّ السلمي وتأخيره قدر المستطاع، غير أنّه وبعد تحوّل سلاح الجوّ الروسي إلى بيضة القبان في المعارك السورية، وهو ما أثبته تقدّم جبهة النصرة الأخير وسيطرتها على مواقع في ريف حلب الشمالي لم يستطع حزب الله والجيش السوري استرجاعها حتى الآن دون مساندة سلاح الجوّ الروسي، ممّا يؤكد أنّ القرار العسكري في سوريا ويتبعه السياسي أصبحا فعلاً في يَدْ موسكو.

السابق
سناء محيدلي: وصيتي أن تسموني «عروس الجنوب»
التالي
قوى الامن: توقيف شبكة دعارة في خلدة