فيروز ليست «سودا ولا بيضا»… ولكن صحافتكم صفراء‏

نشر موقع “الجديد” في 4 نيسان تحقيق يظهر في خلاله اتّهام أو تساؤل بأن السيدة فيروز عنصرية، وتحديداً ضد “سود البشرة”، وجاء فيه: قد لا يلاحظ من يستمع إلى كثير من أغنيات السيدة فيروز وجود عبارات تحمل بعداً عنصرياً تجاه ذوي البشرة السوداء، وهي عبارات كتبها ولحنها الأخوان الرحباني، وتبدو صادمة إذا ما جرى التدقيق فيها.

اقرأ أيضاً: حسن صبرا.. فيروز عدوة الناس

حيث تقول فيروز في أغنية “ليلية بترجع يا ليل”: “أنا مش سودا بس الليل سوّدني بجناحه”. وهنا يبدو كأن تحولها إلى اللون الأسود أمر مشين، ترفضه وتبرره بأن الليل هو من سوّدها.

وفي أغنية أخرى تقول فيروز: “ردي منديلك ردي، بيضا والشمس حدةّ، بكرا بيجي محبوبك وبيلاقيكي مسودة”. أيضاً، يظهر بوضوح أن السواد يتحول إلى شأن مستنكر لدى فيروز والأخوين الرحباني.

ومن مسرحية “سهرة حب”، تقول فيروز في إحدى الردّات: “باب البوابة ببابين قفولة ومفاتيح جداد، وعالبوابة في عبدين الليل وعنتر بن شداد”. وهنا يبدو الربط واضحاً بين العبودية وذوي البشرة السوداء، فهل كانت فيروز عنصرية؟ أم أنها أخطاء “رحبانية” غير مقصودة؟

فيروز

هذا التحقيق على الرغم من قساوته تجاه السيدة فيروز ولو على الأقل ظاهرياً، إلاّ أنه اتّهام مباشر من قبل “موقع الجديد” السيدة فيروز بالعنصرية. وهذا سيسمح للمتطفلين وأصحاب المآرب الأخرى بالتطاول على إحدى ركائز لبنان الفنية والثقافية مما سيجلب الأذى الشديد على فيروز وآل الرحباني. فلا يكفي ظلم الدولة بحقّ عمالقة الفن في لبنان وعدم الاكتراث لهم أقّلها تأمين العلاج الصحّي، بل زاد الطين بلّة بتوجيه ضربات تساؤلات من المواطنين والإعلام المرئي والمسموع، تصل حتى الاتهامات الفنانين بأشياء عارية عن الصحّة، ولا تعدو إلا استجلاباً للـ”clicks” ولأكثر مشاهدة في لبنان والعالم العربي.

فبدلاً أن يقف الإعلام والمواطن مع أعمدة الثقافة والفن في لبنان، ومساعدتهم في سبيل تحصيل حقوقهم المعيشية والحياتية، نجد اليوم ان الاكثر انتشارا هو اعلام الصحافة الصفراء التي تسعى إلى هتكهم وملاحقة ونشر “سكوب” من هنا ومن هناك، فقط من أجل استجلاب جمهور اكثر، اي ليصبح الموقع اكثر مشاهدة، ناهيك عن أن الإعلام لم يعد يهتم إلى صحّة الخبر من كذبه.

وهذه تويت تظهر انجراف السوشال ميديا بأي خبر كان صادقاً أم كاذباً..

Ahmed Magdi Tawfeek: كتبنا و ما كتبنا.. و كان يوم اسود يوم ما كتبنا #مش_فيروز

@A_borashed: كان على فيروز ان تكون عنصرية نرجسية تسب اللي رايح و لي جاي و تتباها باموالها (علما انها اغنى فنانة عربية) كي تكون معروفة ببلادكم.

السابق
تشفير الواتس آب… ضمانة لخصوصية تامة
التالي
سوكلين وسوكومي – بيان افتتاح المؤتمر الصحافي