سيناريو افتراضي بعد تهديد «الحرس الثوري».. أمام السعودية 4 دقائق لاعتراض صاروخ ايراني

أطلق قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري مواقف نارية الثلثاء اعتبرت انقلاباً على الاتفاق النووي بين إيران والغرب والذي لم يكن متحمساً له أصلاً، وانطوت على تهديد مباشر للسعودية. فما هي الخلفيات المحتملة لهذه المواقف؟ وهل يمكن إيران أن تذهب الى حد اطلاق صواريخ على السعودية؟.
لطالما كان الحرس الثوري متحفظاً حيال أي اتفاق نووي مع الغرب عموماً، وأميركا خصوصاً.فهو كان دائماً يخشى أن تقيد أي تسوية محتملة إمكاناته العسكرية وتهدد مصالحه الواسعة داخل الاقتصاد الإيراني.ومع ذلك، التزم “الباسدران” دائماً عدم تحدي المرشد الاعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الذي أبدى دعمه للمفاوضات النووية. ومن هذا المنطلق امتنع جعفري عن التعليق على المحادثات، ويعود الكلام ما قبل الأخير (الثلثاء) له في هذا الشأن الى تشرين الثاني 2014 عندما كانت ايران ومجموعة 5+1 للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، إلى ألمانيا، منكبة على تحويل الاتفاق الإطار الى اتفاق نهائي.
ولكن خامنئي رفع أخيراً الحظر على ما يبدو، عن توجيه الإنتقادات الى الحكومة الايرانية التي فاوضت على الاتفاق.وهو وجه الشهر الماضي سهاماً عدة في اتجاه للرئيس الإيراني حسن روحاني، وواشنطن بحجة امتناعها عن إعادة الأموال الإيرانية المجمدة ورفع العقوبات عن القطاعات المالية والمصرفية الإيرانية. واعتبر تصريحه بأن من يقولون إن المستقبل هو المفاوضات وليس الصواريخ إما جهلاء أو خونة”، موجهاً روحاني والرئيس الإيراني السابق هاشمي رفسنجاني. ومذذاك، كرت سبحة التصريحات لمسؤولين إيرانيين كبار انتقدوا فيها الحكومة.

وبدوره،شكل كلام جعفري تأكيداً لهذه المواجهة مع روحاني والغرب، إذ هدد حكومة #روحاني بطريقة مباشرة، قائلاً إن المشاريع والنظريات السياسية التي تتعارض مع مسيرة الثورة الإيرانية ستتفكك وتنهار، وأن الشعب الإيراني سوف يسقط هذه الحكومة والبرلمان في أي انتخابات مقبلة، و”سيتم حذفهم من الخارطة السياسية في إيران”. وحمل بشدة على الاتفاق النووي، واصفاً إياه باتفاق العار والذل.
بالنسبة الى المدير التنفيذي لمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري رياض قهوجي، ليست تهديدات “الحرس الثوري الإيراني” جديدة فهي “نمط حياة” بالنسبة اليه، وإن تكن تأتي في سياق امتعاض إيراني شامل من الشكل الذي تتعامل به واشنطن مع رفع العقوبات.
وفي المقابل، يشير قهوجي في اتصال مع “النهار” إلى أن هذه المواقف الايرانية تتزامن مع تصعيد أميركي أيضاً. فالإدارة الاميركية تتصرف على أساس أن الاتفاق النووي جزء من أمور عدة يتعين على إيران معالجتها للعودة إلى المجتمع الدولي، وبينها وقف تدخلات “حزب الله” و”الحرس الثوري” في سوريا، ووقف تجاربها الصاروخية”، الامر الذي يثير سخط الإيرانيين.

اقرأ ايضًا: ايران القلقة من التفاهمات تستعد لإرسال قوات برية إلى سوريا
الحوثيون في السعودية
الى ذلك، يرى قهوجي دوراً معنوياً محتملاً في النبرة الإيرانية.”فمع استمرار الزخم العسكري للتحالف الاسلامي والمحادثات التي يجريها وفد من الحوثيين في السعودية لإنهاء الصراع في اليمن “، يمكن أن يكون هدف الخطاب التصعيدي رفع المعنويات في الداخل.

ومن الإجراءات #السعودية غير البعيدة عن ردود الفعل الايرانية التصعيدية، زيادة التدخل العسكري الإيراني في سوريا وتجاوزه مستوى الحرس الثوري، “أي الانتقال من الميليشيات الى القوات النظامية”.
توتر سعودي-إيراني
وعلى خط مواز، يستمر التوتر الإيراني-السعودي.وفي آخر فصوله قرار الرياض حظر أجوائها ومطاراتها على شركة ماهان للطيران المدني، التابعة ل”الحرس الثوري”، واتهام مستشار وزير الدفاع السعودي أحمد عسيري الثلثاء إيران بأنها لم تعد عامل “عدم استقرار في المنطقة” فحسب، وإنما هي تسعى أيضاً إلى إطالة أمد النزاعات في دول عربية عبر دعم ميليشيات مرتبطة بطهران.
ومن الجانب الايراني، هدد جعفري بأن “الحرس الثوري أعد الخطط اللازمة للرد على سلوك السعودية بالمنطقة في حال صدرت الأوامر”.
فهل هذه التهديدات جدية أم أنها أيضاً في سياق النمط التقليدي للحرس الثوري تحديداً؟.
لا يستبعد قهوجي أن تكون هذه التهديدات المتبادلة جزءا من “التسخين” الذي يسبق مفاوضات محتملة بين الجانبين. ويستبعد إطلاق ايران صواريخ عى السعودية، لأن طهران تعرف جيداً أن أمراً كهذا سيستدعي رداً عسكرياً عنيفاً لا من السعودية فحسب، وإنما أيضاً من المجتمع الدولي. أما في أسوأ السيناريوات، فيقول:”إذا أطلقت ايران صواريخ، سيدمر نظام باتريوت قسماً منها في الجو، والقسم الاخر سيصيب أهدافه ولكنه سيستدعي رداً لا من السعودية فحسب، وإنما أيضاً من المجتمع الدولي…السعودية تملك سلاحاً جوياً متطوراً جداً، وستحصل أيضاً مواجهات بحرية”.
ومن جهته، كتب المراسل السابق لموقع “ديفانس وان” في وزارة الدفاع الأميركية ماركوس فيزبرغر عن سيناريو اطلاق إيران صاروخاً على إحدى دول الشرق الأوسط، قائلاً:سواء أكان الصاروخ يحمل رأساً نووية أم لا، سيكون أمام الدول العربية أربع دقائق كحد أقصى للتحرك “.
ففي أحسن الحالات، يتم رصد الصاروخ عند إطلاقه وستلاحقه أجهزة الرادار التي تتعقب مساره وتنقل المعلومات الى صاروخ اعتراضي ينطلق لتفجيره. وإذا سارت الامور كما هو مخطط لها، سييصدم الصاروخ الاعتراضي الصاروخ الايراني ما أن يدخل مجدداً الغلاف الجوي للأرض”.
وفي السيناريو المفترض ، يقول فيزبرغر إن السعودية هي هدف الصاروخ الذي سيطير فوق الامارات وقطر والكويت .ومع أن هذه الدول تملك أنظمة رصد أميركية متطورة، أثيرت خلال القمة الخليجية التي عقدت خارج واشنطن في أيار الماضي مشكلة التنسيق بين معدات كل دولة، وجددت الولايات المتحدة ضغطها لربط أنظمة الرصد الصاروخي والرادارات لكل الدول العربية بدرع صاروخية واحدة.

وفي انتظار القمة الخليجية التي يشارك فيها الرئيس الاميركي باراك أوباما في الرياض هذا الشهر، يبدو أن التوتر الايراني – السعودي والايراني – الأميركي سيسجل مستويات جديدة.

(النهار)

السابق
ضحية شبكة دعارة تروي: القوّادون معروفون منذ سنوات وهؤلاء هم المتورطون بتجارة القاصرات
التالي
جنبلاط: يجب الطلب من قيادة الجيش تشكيل لجنة تحقيق لتتعاون مع اللجنة النيابية لمعرفة كيف ومتى دخلت معدات الانترنت غير الشرعي