حجب المنار.. و «سبابة» السيد!

بات واضحًا أنّ قرار حجب قناة المنار عن البث تفصله "نايل سات" عن سائر قنوات الشبكة، فالمحطات التلفزيونية الأخرى التي شملها القرار ما زالت تبث والحلول بشأنها مطروحة، فيما المنار ملفها سياسي منفصل عن الشق التقني، وهذا ما تمّ التصريح عنه علنيةً في الأوساط إذ تمّت الإشارة لـ«الوجه السياسي» لوقْف الشركة المصرية للأقمار الاصطناعية «نايل سات» بثّ قناة «المنار» التابعة لـ «حزب الله» لـ «عرْضها برامج يثير النعرات الطائفية».

في المبدأ نحن مع حرية الإعلام، ومهما تباينت المواقف السياسية، فلكل منبر صوته، وإنطلاقًا من هذه المعادلة الديمقراطية لا يمكننا سوى أن نتضامن مع قناة المنار ومع حقّها في البث، وأن ندين القرار بقمعها وبمنعها عن الأقمار الاصطناعية..

ولكن في سياق هذه التداعيات فانها تنتهي بخلاصة واحدة، وهي أنّ المنار تمّ عزلها عن الساحة الإعلامية المرئية لا بدّ لنا من طرح سؤال وهو: كيف سيتعامل جمهور الحزب مع هذا القرار؟

إقرأ أيضًا: وقف بث النايل سات: أسباب مالية أم سياسية؟!‏

بعد صدور هذا القرار المتعلق بقناة حزب الله، سألت أحد الأصدقاء ممّن ينتمون للحزب أولًا وثانيًا … و عاشرًا، ماذا ستكون حالكم بعد إقفال قناتكم المدللة وحجب “عربسات – نايل سات”، وكيف ستستمعون لنشراتها الإخبارية، وتقاريرها الفتنوية، وبرامجها المكررة الشكل والمضمون.
إلا أنّ صديقي وبدون أيّ تردد أجابني “ويسكروها اصلا ما بحضرا الا لشوف السيد، وكل شي تاني بتابعه سوشيال ميديا”.
جواب صديقي خرج من عمق المنطق، فماذا تبث قناة المنار من مواد تستقطب المتابع، وماذا تقدم من جديد لجمهورها؟ نشراتها الإخبارية باتت مملة وأفكارها أحادية متشددة حتى أنّ أبناء حاضنتها ضاقوا ذرعًا بها، إذ وصل بها التعصب لحد تصريح أحد المذيعين فيها في فترة سابقة أنّ مطعمًا فنيا في ضيعته هو «أكل هوا ووسخنة وعهر»، ناهيك عن اعتبار المنار مؤخرًا سيقان الرجال عورة واستعمال أسلوب داعش في “تغطية” الجزء المحرم.

المنار لم تعد قناة جماهيرية حتى في أجواء حزب الله، وممّا زاد سقطتها مزاحمة الميادين بكل ما تملكه من مقومات جعلتها تقفز عنها بأشواط متقدمة.

قناة المنار

بكل موضوعية، جمهور الحزب لا يأبه إن منعت المنار وأوصدت أبوابها، إذ أنّه لم يكن يحمل “الريموت كونترول” ليشاهد هذه القناة إلاّ عند إطلالة السيد، وهنا المشكلة الحقيقية التي تواجه المنار والحزب وهي كيفية وصول خطابات السيد وسبابته إلى المتابعين بعد الحظر الذي فرضته الأقمار الاصطناعية، إذ أنّ لا شاشة لبنانية (غير المنار) ستجرؤ على فتح هوائها لأمين عام حزب الله مخافة أن يصلها في اليوم الثاني قرار منع البث.
إذًا، معضلة المنار لن تكون في الأخبار والنشرات، فمواقع التواصل الاجتماعي باتت هي المخبر الأول والمصدر الأول لكل اللبنانيين، ولم تعد لا للنشرات الإخبارية ولا البرامج الحوارية تستقطب مشاهدة حيّة في حين يستطيع المشاهد أن يقرأ ويتابع ويتفاعل مع كل ما يجري في الحلقات المعروضة “فيسبوك – تويتر”.
ولأنّ المشكلة محصورة مع شخص السيد حسن نصر الله في قضية بث المنار، لا أجد من حلّ له إلا التوجه لشبكتي تويتر وفيسبوك، فيستطيع السيد في هذه المرحلة الاستفادة من خدمة البث الحي التي أطلقها “مارك زوكربيرغ”، وأن يتشارك معنا ومع من وصفهم بمشاغبي التواصل الاجتماعي بالتغريد، وبالريتويت وبالتعليق.

إقرأ أيضًا: وقف بث النايل سات: أسباب مالية أم سياسية؟!‏

فهل يصبح السيد حسن نصر الله ناشطًا بالسوشيال ميديا بعد حرمانه من الهواء الفضائي؟؟

كل شيء مباح.. فحزب الله الذي تصل صواريخه لما بعد بعد حيفا، يصل سيده لأبعد من تويتر وفيسبوك، إلا أننا حينها سنتفتقد سبابة السيد، وما أدراكم ما سبابة السيد؟

السابق
سوكلين وسوكومي – بيان افتتاح المؤتمر الصحافي
التالي
علاقة الأباء ببناتهم