العيش المشتبك

محمد العبدالله

حلوة هيدي “كرامة بيروت” والتنمية والتحرير (أحلى وأحلى)

وقال عبد الله، مستأنفاً حديثاً سابقاً عن “الترويكا” والخلافات المستعادة، دورياً، بين الرئاسات والزعامات. رئاسات الجمهورية والمجلس والحكومة، خلافات المحاصصة والصلاحيات و”العيش المشتبك” قال: ومثل ذلك مثل سيارة بثلاثة “ديركسيونات” وهذه صيغة اتفاق الطائف (صيغة عبقرية، فحتى الآن لا نعرف سوى سيارة بـ”ديركسيونين” للمعلم و”ديركسيون” للمتعلم، ولا توازن بينهما، بل المعلم هو الذي يصدر التعليمات بكيفية استعمال كلا “الديركسيونين”، أما في حالتنا فلا يوجد معلم و”الديركسيونات الثلاثة” متوازنة على سبيل الافتراض والاتفاق). وهذه “الديركسيونات” الثلاثة هي الأساسية في سيارة دولة الطائف، ويحاذيها “ديركسيونات” رديفة نصف أساسية، ثم “ديركسيونات” أخرى في المقاعد الخلفية وعلى الرفاريف والسطح، فالبلد مؤلف من 17 طائفة معترف بها. عال؟ سأل عبد الله. قلنا: عال العال، فأردف: ومن المتوقع بالطبع، أنه، أثناء القيادة في جميع هذه “الديركسيونات”، خصوصاً الأساسية، أن على بعض الأكواع والمفارق والمصلبيات والمستديرات، مثل السللور والكهرباء والتعينيات وغيرها، أن تختلف اتجاهات “الديركسيونات” اختلافاً قد يكون قليلاً فيحصل “الأكسيدان” العادي؟

اقرأ أيضاً: أيّها الشعر! عذاب ماراتوني

حديد بحديد – إلى “الميكانيسيان”
وأكمل عبد الله: وقد تختلف اتجاهات هذه “الديركسيونات” أحياناً، أكثر من “قليلاً” فـ…
تدهور غير محمود، فلا بد من الونش ثم إلى المخرطة والميكانيسيان والحداد والبويجي إلخ… فتابع عبد الله: فهذه الدولة، دولة الطائف، تشتغل عند الونش والميكانيسيان والحداد والبويجي… ولا بد؟
– لا بد ماذا؟
قال: لا بد لكل هؤلاء من تعويض أتعابهم.
– لا بد مما ليس منه بد.

الشاعر محمد العبدالله
وقال: ولكن، من حادث إلى حادث، ومن اختلاف إلى اختلاف ومن زيارة إلى زيارة ومن استدعاء إلى استدعاء للونش والميكانيسيان والبويجي والكهربجي إلخ… أصبحت السيارة، سيارة الدولة، دولة الطائف، مجموعة متجاورة غير متلاصقة من الرقع وألوان أنواع البويا وتمديدات أشرطة الكهرباء المتشابكة، وبات يعز على “اللبناني” (حلوة هيدي “اللبناني”) أن يركب في سيارته “اللبنانية” أو يعوّل على وصولها إلى “الغاية المنشودة”… وسكت عبد الله.
– أي يا عبد الله. لماذا سكت؟
– يا جماعة قلت “الغاية المنشودة”.
– يعني؟
– لازم كنتو تقاطعوني.
– ليش؟
– أنا بدي إسألكن، ما الغاية المنشودة؟
– المفروض أنها دولة القانون والمؤسسات ما أجمل القانون والمؤسسات! وكرامة بيروت “حلوة هيدي كرامة بيروت” والتنمية والتحرير (أحلى وأحلى) وما يقوله “وليد بك”، من حين إلى آخر، بوجوب التصدي لمشروع الهيمنة الأميركية على المنطقة (أحلى وأحلى وأحلى).
– ممتاز. بما أنها غاية منشودة وواضحة فلم لا نبدأ بالنشيد؟
– يلا يا عبد الله.
النشيد:
هالسيارة مش عم تمشي.
بدنا حدا يدفشها دفشِه
قالوا في ورشة تصليح
ما ينعرف وين هيي الورشة

(مجلة شؤون جنوبية)

السابق
هل سيتسبب حزب الله في عقوبات على مصارف لبنانية؟
التالي
إسقاط طائرة حربية وأسر الطيار