لكم «اجر السيد» ولنا «سماء لبنان»

استوقفني منذ يومين ردّ فعل موظف العربية، أو قناة “العبرية” (كما يحبب لجمهور حزب الله أن يناديها) على قرار القناة إغلاق مكاتبها في بيروت..
هذا الموظف الذي لم يتوقف أثناء تصريحه الإعلامي عند اعتبارات أساسية وأهمّها الأخلاق المهنية والوفاء للمؤسسة، وتقدير من يمثلها، فكان جوابه وتعليقه الفظ على هذا القرار الذي تسبب به حزب الله “فدا اجر السيد”.

هذا الفداء، الذي قدمه الموظف لسيده علنية، إن كان يدل على شيء فهو أنّ كل موالٍ لحزب الله هو على علم اليقين بأنّ السيد حسن نصرالله كان المسبب الأوّل والأهم لقطع أرزاقهم، وأنّ المملكة لم تتدخل يومًا لا بالإنتماء الديني ولا بالخط السياسي للعاملين بمؤسساتها وما هذا الموظف إلا عينة على ذلك..
“فدا اجر السيد”، عبارة حسب بها موظف العربية أنّه يتقرّب من ولي حاضنته، إلا أنّها أسقطت القناع عن بعض الموظفين الذين يقدمون الولاء المذهبي أولًا وأخيرًا، وأظهرت الديكتاتورية العمياء وطفيليات التبعية، إذ أننا تفوقنا بـ “اجر السيد” على كل من النظامين السوري والإيراني وبتنا أكثر انحداراً لمستوى الأقدام..

لهذا الموظف لا بدّ من القول، “فدا اجر السيد”، انتَ وعملك، و فداه قد تذهب وتحارب وتقاتل لأجل الـ 600$، وفداه أيضًا مالك وأولادك..
“فدا اجر السيد”، تحوّل الجنوب لمقابر ودماء ولأمهات ثكلى، وتحوّلت النساء لأرامل..
“فدا اجر السيد”، اصبح حزب الله المقاوم “منظمة ارهابية”، وأصبح الشيعي منبوذ في حاضنته العربية.

إلا أنّ “اجر السيد” حدها على لبنان، وليس “فداها”.. فالوطن لا يفدى لأقدام، والعروبة لا تفدى لأقدام، والدولة اللبنانية لا ولن تفدى لا لـ “اجر السيد” ولا لأي شخصية كانت سياسية أو دينية…

وإن كنتم مصرّين على هذا الفداء، فلكم “اجر السيد”، ولنا “سماء لبنان”

السابق
مقتل أبو فراس السوري وعشرين اخرين في إدلب
التالي
هذا ما ينتظرك في أبراج اليوم…