عارض التبرع لمضايا وقدم ابنه فداء لبشار…

سقط محمد الكبش قتيلاً مع سبعة آخرين من عناصر حزب الله خلال قتالهم في حلب وريفها الى جانب قوات بشار الأسد اليوم وتحت غطاء الطيران الروسي. ربما كان لهذا الخبر أن يمر مروراً سريعاً وسط الأخبار اليومية وفي وقت باتت النعوش المحملة بأجساد الشباب اللبناني والعائدة من سوريا تجارة رائجة لحزب الولي الفقيه ومحوره الممانع. لكن محمد الكبش الذي سقط كبش فداء على مذبح بشار الأسد وكرمى لعيون الولي الفقيه الإيراني هو ابن صيدا من حيث الهوية وان كان انتماؤه قد ابتعد عن ربى تلك المدينة الضاربة في عمق الانتماء الوطني. ومحمد الكبش هو ابن المعمم خضر الكبش، أحد المشايخ السنة الذين غرر بهم حزب الله وضمهم “سياسياً” الى صفوفه ومحوره؛ فقد برز اسم خضر الكبش كونه المعاون الأول لرئيس ما يسمى “تيار النهضة الوحدوي” بزعامة المعمم الآخر خضر حنيني، وهو التيار السياسي الهجين الذي دُفِع به الى الواجهة في صيدا مع صعود الثورة السورية وبروز التوجه الشعبي المؤيد لها في عاصمة الجنوب.

إقرأ أيضًا: بالصور: سقوط 7 مقاتلين لحزب الله في حلب

وتذكر مصادر صيداوية بالمواقف الشائنة والمثير للإشمئزاز التي وقفها خضر الكبش في مواجهة توجهات مدينته العامة وممالأته لحزب الله وبشار الأسد وإيران المرشد. آخر هذه المواقف كان ما سماه الكبش “عروبة الجاهلية التي هي نهج المملكة السعودية والتي يتغنى بها الحريري لا تعنينا لأنها تمثل القتل” على حدّ زعمه وذلك في شباط منذ هذا العام عندما هاجم مواقف المملكة العربية السعودية بعيد قرارها وقف الهبة العسكرية للبنان مخافة ان تقع في يد حزب الله. وكأني بخضر الكبش يفاضل ويعلن تحيزه للفرسنة الإيرانية للقرار اللبناني في مواجهة الأيادي البيضاء للعربية السعودية.

كما لا ينسى أهل صيدا، كيف تصدوا له ولتزلفه لهم حين وقف كتفاً على كتف مع البعثيين أمثال محمد قواص ليدّعوا في تموز 2012 أنهم مع أصحاب عربات الخضار الذين اعتصموا في حينه احتجاجاً على نقلهم الى السوق الجديد. في حينها، حاول القواص والكبش أن يصطادوا بالماء العكر، فكان أن لفظهم أهل صيدا الطيبين المعتصمين طالبين منهم مغادرة الاعتصام في ساحة النجمة الى غير رجعة. ويسجّل أيضاً للكبش في سجله الأسود، تطاوله على منصب الافتاء في صيدا وعلى الأوقاف الاسلامية فيها حين دعت للتبرع لمضايا السورية المحاصرة والتي تموت جوعاً. وقد وصف الكبش مواقف خطباء المساجد بصيدا في حينه بأنها “دعوات مشينة لأنها تهاجم سوريا والمقاومة!” في حين أن جلّ الدعوات كانت لرفع الظلم عن مضايا التي تموت جوعاً كما يرد لها بشار الأسد.

إقرأ أيضًا: معارك شرسة في حلب.. وحزب الله يطلب الدعاء من أنصاره

كما ترجح مصادر مطّلعة على شؤون المدينة أن خضر الكبش الذي قيل أنه تعرض لإطلاق نار من مسلحين لاغتياله تارة، وطوراً تم الإعتداء عليه بالضرب من مجهولين في ظلام الليل، قد رتّب هذه الأحداث بالتعاون مع ميليشيا “سرايا المقاومة” وحزب الله في صيدا، وعمل على فبركة ما جرى من أجل تسليط الضوء عليه وعلى أمثاله من جهة، ومن أجل توجيه أصابع الاتهام لخصومه السياسيين من جهة أخرى كي يحظى بحماية أمنية معيّنة. أياَ يكن، فإن خضر الكبش وأمثاله يواصلون دفع فواتير الولاء لحزب الله والطاعة العمياء للنظام الأسدي وهم لم يبخلوا حتى بأبنائهم. وهنا من المفيد القول وربما من دون الشماتة، أن ننبه أنّ حسن نصرالله وحزبه هو جزء من استراتيجية مرسومة وتنفذ منذ عقود، وأن خضر الكبش وأمثاله هم ألعوبة في يدي ولي نعمهم من حارة حريك إلى طهران.

(14 آذار)

السابق
بالفيديو.. هذا ما قاله طبيب «الدعارة»
التالي
أحيانًا نحتاج لكذبة أمل.. إقرأ برجك وتأمّل