عنصرية الإعلام المسيحي: إستنفار لـ«موظف» وتعتيم على إتجار ببشر.. لأنهم «مسلمون»

ام تي في و ال بي سي
مرور الكرام عَبَرَ خبر اختطاف فتيات سوريات وإجبارهنّ على ممارسة الدعارة، في منطقة المعاملتين. كأي خبر عاديّ عن حفرة على طريق. إنّها إزدواجية "الإعلام المسيحي" (للأسف) الذي يشنّ حملات لتجييش الرأي العام والتحريض الطائفي إذا قرّر نقل موظّف في إدارات الدولة، لتتحول إلى قضية «تهميش المسيحيين في لبنان»، في حين لا يبالي بأعراض 75 فتاة، ربما لأنّهنّ مسلمات.. وسوريات.

إرغام على ممارسة الدعارة، اختطاف وتعذيب وتشويه، استغلال للجوء والفقر..هي عبارات تختصر حال 75 فتاة من الجنسية السورية تمّ تحريرهنّ في الأيام الماضية على يد قوى الامن الداخلي بعد سلسلة من المداهمات قامت بها في منطقة جونيه.
لا تستأهل هذه العملية “مقدّمة” كاملة من من “أل بي سي lbci” أو “أم تي في mtv” ولا حتى إلى خبر أساسي. ربما لأنّ مالك فندق che Morice “مسيحي” ومن آل جعجع، لهذا لا يجوز التشهير به. لو كان مسلما لقُضيَ الأمر وشنّت الهجمات عليه.
للأسف هذا حال الإعلاميين المسيحيين هذه الأيام. إعلام كان ذات يوم حاملا لواء “14 آذار” و”التلاقي الوطني” و”مسلمين ومسيحيين إلى أبد الآبدين”. لكن في النهاية كلّه “يردّ شمص” أو “يردّ جعجع”، لا فرق.

ام تي في
في تفاصيل العملية الامنية الناجحة لقوى الأمن الداخلي أنّه «نتيجة للتحريات والرصد الدقيق، تمكنت مفرزة إستقصاء جبل لبنان في وحدة الدرك الإقليمي، من خلال عملية أمنية نوعية، من كشف هوية مجموعة أشخاص يؤلفون أخطر شبكة للاتجار بالأشخاص في لبنان وتوقيفهم في محلة جونية، وجرت عملية التوقيف على مرحلتين، حيث داهمت المفرزة المذكورة بتاريخي 27 و 29/3/2016 الملاهي الليلية والشقق التي تستخدم لإيواء الفتيات وألقت القبض على عشرة رجال وثماني عاملات “بصفة “حارسات” تعملن على حراسة وإدارة هذه الشقق، فيما لا يزال اثنان من الذين يديرون هذه الشبكة متواريين عن الأنظار».
أمّا حال الفتيات اللواتي تمّ استغلالهن بأبشع الوسائل وإرغامهنّ على ممارسة الدعارة، فأكّد مصدر أمني لـ«جنوبية» أنّه تمّ «تسليم الفتيات إلى عدد من الجمعيات بناء على إشارة القضاء المختص، لأنّهن في حالة نفسية خطيرة جدًا وبحاجة الى متابعة وإعادة تأهيل نفسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، بعدما تعرضنَ للتعذيب والضرب والجلد والتشويه خصوصًا عند امتناعهنّ عن الرضوخ لأوامر مشغليهنّ ورفضهنّ ممارسة الدعارة، التي كانت، فوق هذا، من دون أي مقابل».

دعارة جنس
وبحسب التحقيقات فقد أكدّت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في بيان إنّ الفتيات تعرّضن لعمليات إجهاض، وتمّ الالقاء على الطبيب ويدعى ر. ع. «مواليد عام 1961، لبنان»، والممرضة التي كانت تعاونه وهي: ج. أ «مواليد 1961، لبنانية»، وبالتحقيق معهما اعترف الطبيب بإجرائه حوالي 200 عملية اجهاض .

إقرأ أيضاً: اوجيرو ترد على الـmtv: سددي ديونك!

وأكّدت مصادر خاصّة لـ”جنوبية” أنّ مكان إيواء الفتيات هما فندقان في المعاملتين هما سيلفر A,B و فندق «شي موريس» الذي يملكه موريس ج.، وهو موقوف منذ أشهر بقضايا متعدّدة من ضمنها الدعارة، والتحقيقات جارية حاليًا لكشف علاقته بشبكة «الاتجار بالبشر» التي تنشط في فندقه.
وأضاف المصدر: «أمّا الشخصين اللذان يديران الشبكة فهويتهم باتت معروفة لذى الأجهزة المختصة، فرئيس العصابة هو اللبناني ع.ز. ومساعده سوري الجنسية وهو ع.ر.».

إقرأ أيضاً: أوجيرو ردت على ال ام تي في: لن نسكت بعد اليوم عن التطاول على سمعتنا
لكنّ المفارقة في وسائل الإعلام “المسيحية”، التي تنطّحت بالويل والثبور وعظائم الأمور، بسبب تعيين “مسلم من الأوزاعي” في “الدكوانة المسيحية”، خبر الفتيات السوريات عبر مروراً خفيفاً. رغم أنّها أكثر الجرائم بشاعة في تاريخ لبنان كلّه ربما، ارتكبت بحق فتيات لاجئات. لكن مرّ كأيّ خبر عادي.
فتيات تمّ استغلال هروبهنّ من الحرب السورية ولجوئهنّ بحثًا عن الأمان واللقمة الشريفة، في بلد الذئاب المذهبية، جنى لبنانيون من مذاهب وطوائف مختلفة الأرباح والثروات مقابل المتاجرة بأجسدهنّ. لكنّ الجريمة وقعت شرق بيروت، في فنادق وفي بيئة “مسيحية”، لذا كانت التغطية “المسيحية” أخطر من الجرائم وأبشع منها. مرّت في تقارير عادية على بعض الشاشات التي كرّست فريق عملها من أجل إعداد المقدمات والتقارير اعتراضا على موظف «مسلم» جاء من كوكب الأوزاعي المجاور إلى كوكب الدكوانة المسيحي.

السابق
النحافة… سببها الكمية ام النوعية؟‏
التالي
القضية ليست أحمد الاسير …إنّها قضية «طائفة»