الشرق الأوسط: كذبة أوّل نيسان.. حقيقة

أشاهدهم اليوم كما شاهدتهم أمس، وأسخر، هو حسّ الوطنية الذي لا يتحرك بدماء اللبنانيين الزرقاء إلاّ حينما تكون المطرقة خليجية..

في الأيام الماضية حققت لنا أحلام “الوحدة الوطنية”، من لم يجتمعوا لانتخاب رئيس أو للتشريع، مَنْ حوارهم حوار الخرفان والطرشان، توّحدوا للمرة الأولى منذ سنوات لشتيمة أحلام، فتناست الوسائل الإعلامية خلافاتها وتناسى أتباع السياسة – الدينية مذهبيتهم، واتفقوا على أنّ الفنانة قد انتهكت حرمة لبنان فغردت حيث لا يجوز التغريد.

إقرأ أيضًا: شعبٌ لا يوّحده إلا الشتائم… فإشتمي يا «أحلام» !

من أحلام إلى جريدة الشرق الأوسط تتجدد العظّة الوطنية وموشحاتها، فكاريكاتير يوصفنا بـ “كذبة نيسان” خدش شعور الإنتماء لمناصري حزب الله خاصة ولجمهور الممانعة عطفًا على المؤيدين لحركة أمل عامةً، هؤلاء قرروا اليوم التمسك بالعلم الوطني لا العلم الأصفر لتصبح الأرزة للمرة الأولى في تاريخها أكثر رمزية من عبارة “حزب الله هم الغالبون”
ولتكتمل مسرحية الوطنية “السمجة”، انضم لهؤلاء موقع النشرة، ليعلن أنّه سوف يرفع دعوى قضائية ضدّ صحيفة “الشرق الأوسط” ‏على خلفية تحقير العلم اللبناني والمس بالشعور الوطني اللبناني، مؤكدًا أنّ الأرز اللبنانية ذات بعد قدسيّ…

الكاريكاتير الذي تسبب بإقتحام مكاتب الشرق الأوسط
الكاريكاتير الذي تسبب بإقتحام مكاتب الشرق الأوسط

غير أنّ المفارقة أنّ هذه الأرزة نفسها قد استبدلت منذ شهور قليلة بكيس من النفايات دون أن تتحرك الحمية الوطنية، وهي نفسها أيضًا من تعجّ الصحف اللبنانية برسوم ساخرة منها.
وهي نفسها من أنزلت مرة من ساحة الشهداء فرميت أرضًا ليرتفع عوضًا عنها علم حزب الله، وهي نفسها من تغيب عن جميع الأنشطة الحزبية وبروباغندا الخطابات حيث لا يرفع إلاّ علم اللون السياسي الواحد

إقرأ أيضًا: الاعتداء على مكاتب الشرق الأوسط يؤكد صواب الكاريكاتور وصحته

فخرنا بعلمنا، هو لأن الشرق الأوسط من نشرت الرسم، في حين لو نشر على أيّ من الصحف اللبنانية لابتسمنا وقلنا “محق من رَسَمَ.. كذبةٌ نحن”.
فخرنا بعلمنا، ليس إلا سخافة أخرى تضاف لتاريخنا، فأي حقيقة تريدون للصحف أن تراها بنا ونحن وبكل فخر تفوقنا “عنصرية .. وطائفية.. وحزبية.. وفساد.. ودعارة.. وسرقة.. ونفايات”

السابق
بهية الحريري: لوقف النار وتجنيب المخيم وصيدا المخاطر
التالي
بالصورة.. أحد المعتدين على مكتب الشرق الأوسط: بدكم عنوان بيتي؟