ألفا مقاتل من داعش والنصرة على حدود لبنان والجيش يمسك بالمبادرة

داعش في لبنان
منذ بداية الهدنة في سوريا وسيناريو التخوّف من خطر داعش على المناطق الحدودية في البقاع والشمال اللبنانيَين قد عاد إلى الواجهة مجددًا، ف حال وجد هذا التنظيم في الحدود ملاذاً آمنًا للفرار من الحصار والضربات في سوريا خصوصًا وأنّ الهدنة لا تشمل داعش. فهل ممكن أن يتكرر سيناريو داعش في آب 2014؟ وهل قرر داعش أن يتوسّع فعلًا في عرسال على حساب النصرة؟

منذ يومين خسر داعش تدمر وهي نقطة لوجستية بالنسبة للتنظيم، وقد تزامن هذا مع الاشتباكات والتحرّشات التي افتعَلها «داعش» في المناطق الحدودية، قبل أيام. يضاف إلى ذلك، الإشتباكات الدائرة بين داعش والنصرة منذ أول من أمس، فهل هناك ترابط بين هذين المشهدين؟ وهل قرر داعش أن يتوسّع في عرسال على حساب النصرة؟

إقرأ أيضًا: «داعش» قرر الدخول في معركة مع «النصرة» في جرود عرسال
في هذا السياق، أكّد رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة العميد الركن السابق هشام جابر لـ”جنوبية” أنّ “ما يجري في سوريا حتمًا سيكون له تداعيات على لبنان، فداعش يتعرض في سوريا لهجوم في عدّة أماكن وبعد تدمر سيقوم الجيش السوري بمحاصرته أكثر، إضافة إلى الاشتباكات الحاصلة بين التنظيم والنصرة في أكثر من موقع وفي لبنان حتّى”.
لهذا توقّع جابر “ازدياد عدد تنظيم داعش في لبنان وتوسيع قاعدته ذلك أنّه في حال دخل إلى لبنان من السلسلة الشرقية يصبح بمنأى عن ضربات الطيران الروسي”.

وتابع: “يمكن أن يقوم داعش بعمليات اختراق ما، مشيرًا إلى بدء داعش بالتوسع على حساب النصرة في جرود عرسال وأنّه في حال لم يستطع الدخول نحو عرسال هناك مخطط آخر بالدخول عبر مخيم اللاجئين”.
وأكّد: “أنّ اختراق داعش للحدود اللبنانية غير مستحيل إطلاقًا مشيرًا إلى أنّ الجيش يقوم بدوريات في عرسال فيقاتل بطاقات معينة وبعدّة نقاط استراتيجية لكن المشكلة هي داخل عرسال”. لافتًا إلى أنّ “اليوم هناك خوف من سيناريو مشابه لآب 2014 حيث حذرنا مرارًا من خطر داعش على عرسال واليوم نكرر انتبهوا لعرسال”.
وأشار جابر إلى أنّه “في كل مرّة يجد داعش صعوبة الإختراق باتجاه الغرب حيث المناطق الشيعية الواقعة تحت سيطرة حزب الله والعشائر كذلك القرى المسيحية حيث يقوم الجيش بالتصدي لأيّ هجمات والدفاع عن نفسه”. وبالتالي داعش بحاجة لمكان لوجيستي لذا ممكن أن يدخلوا عبر المخيم ويخلطوا الأوراق”. لافتًا “إلى أنّه تنظيم ذكي ويتغلغل وله خلايا نائمة ويمكن له أن يدخل في أيّ مكان بواسطة أعمال ارهابية عندما يجد الفرصة سانحة “.
كما أضاف إلى أنّه “في منطقة وادي خالد يقوم داعش بتجربة لتحقيق هدفه بإقامة مستعمرة أو إمارة لكن الصعوبة بالوصول إلى وادي خالد هي بالتسلّل عبر مزارع القاع”. كذلك السيناريو الآخر هو “إمكانية أن يصلوا إلى عكار عن طريق البحر من الحدود التركية بحرًا”.

داعش
ووضّح أن ّالخوف ليس إلى حدّ الهلع فالأجهزة الأمنية برهنت عن جدارة بكشف المخططات الإرهابية إضافةً إلى أنّ كافة الأجهزة الأمنية تنسق فيما بينها”.
أمّا الخوف أن تكون وجهة “داعش” عكار، مستعيدة سيناريو المنفذ البحري،لأن الشاطئ طويل ويمتد إلى نحو 250 كلم والجيش لا يتمتع بجهوزية للتصدي لأي هجوم من البحر”.

وخلص إلى أنّ الهجوم لا يمكن أن يحصل إلاّ من عرسال غربًا (حيث القرى المسيحية) أمّا شمالاً فهو صعب لكن المنطقة ستظلّ في دائرة الاستهداف”.
ومن جهة أخرى، أكّد مصدر أمني خاصّ لـ”جنوبية” أنّه “يستبعد أن يقوم داعش بأيّ هجوم على المناطق الحدودية“. وتابع أنّ “الجيش يواصل تعزيز إجراءاته في المواقع التي يتمركز فيها، على طول الخط الممتد من رأس بعلبك إلى بلدة عرسال، في مواجهة المناطق الجردية التي تدور فيها اشتباكات منذ أوّل من أمس بين جبهة “النصرة” وتنظيم “داعش”.
مرجعًّا سبب الاشتباكات إلى “أنّ النصرة تريد الانسحاب من موقعها شرقًا في اتجاه ريف إدلب وبالتالي يقوم “داعش” بالتصدّي لمقاتلي “النصرة” في محاولة لمنعهم من إخلاء المنطقة والبقاء في مواقعهم. لأنّ هذه المنطقة ستبقى خالية وداعش لا يستطيع تغطية هذه الرقعة فلجأت داعش إلى افتعال هذا الإشكال مع النصرة لكي لا يسيطر عليها الجيش اللبناني أو حزب الله في حال تمّ اخلائها”، نافيًا أن يكون السبب توسع داعش على حساب النصرة في عرسال”.
وأكّد المصدر أنّ “لا خوف على عرسال من هجوم من قبل داعش لوجود خطّ دفاع قوي ممتد من جرود يونين وجرود عرسال إلى راس بعلبك امتدادًا لجرود القاع حيث ينتشر 3000 عسكري مجهزّين بمختلف المعدّات والأجهزة لذا من غير الممكن خرق خطّ الدفاع هذا، خصوصًا بالقوة الحالية لتنظيم داعش”. لافتًا إلى أنّ “سقوط تدمر وسيطرة النظام على القلب الإستراتيجي لداعش خصوصًا بعد محاصرة القريتين من قبل النظام أضعف داعش في الجرد وأصبحت محاصرة من كل النواحي شرقًا من قبل النظام وحلفائه وجنوبًا من قبل حزب الله وشمالاً محاصرين من قبل خط دفاع الجيش الذي سبق وذكرناه”.
كما أضاف إلى أنّ “داعش حاليًا بوضع محاصرة ولايوجد طرق لإمداده بالذخائر والمعدات والعناصر”.
كذلك نوّه المصدر ” باستعدادت الجيش لافتًا إلى أنّه من علامات قوة الجيش قيامه بالمبادرات في الهجوم على المسلحين في راس بعلبك قبل يومين وهذا ما يعزز قوّة الجيش على المهاجمة وليس فقط الدفاع”.

إقرأ ايضًا: صفقة سوريّة «سرية» مع «داعش»
مشيرًا إلى أنّ “ضعف تنظيم داعش لا يسمح له في الهجوم من ناحية عرسال وكذلك إمكانية الخرق من الهرمل صعبة ولافتا إلى أنّ أعداد داعش تتراوح من 1200 إلى 1600 مقاتل في الجرد والنصرة حوالي الـ 300_ 400”.
وخلص المصدر الأمني إلى التأكيد على أنّ “الوضع مستقر في عرسال والوضع ممسوك من قبل الجيش. مشيرًا إلى أنّ مدفعية الجيش استطاعت اليوم استهداف عبر رميٍَ مكثف ومركّز مراكز للنصرة في وادي خالد واستطاعت تدمير عدد من الآليات مجهزة بأسلحة رشاشة كذلك تمكنت من إصابة عدد من المراكز لداعش”

السابق
اتهامات…أعجز من المسّ بسمعة أشرف ريفي
التالي
فضائيتا «القدس» و «فلسطين اليوم»