فن ونحت وابداع وافلام وثائقية في عرسال..

فيما تضج الوسائل الإعلامية في لبنان بأخبار إرهابيي جرود عرسال، وأخبار القتل والحروب، يعمل تكتّل أبناء عرسال لسدّ بعض الحرمان الذي يعانون منه بسبب إهمال الدولة ولمعالجة العديد من المشاكل الإجتماعية، وتغيير الصورة النمطية التي رسمتها بروباغندا بعض الوسائل الإعلامية وإظهار الصورة الحقيقية للبلدة.

منذ بداية الحرب السورية إحتلت بلدة عرسال حيزًا واسعًا في الوسائل الإعلامية اللبنانية، فتحولت البلدة الآمنة المعروفة بزراعة المشمش والكرز، وبنحت الحجر ونسج السجاد المحلي والمهن الحرفية..إلى بلدة وسمت بالإرهاب، فباتت بيئة حاضنة للإرهاب بحسب بعض وسائل الإعلام، أمّا أبناؤها فهم ممنوعون من الوصول إلى بساتينهم وكساراتهم بحجة تواجد الإرهابيين في الجرود، وعن الوضع الإقتصادي والأمني فحدّث ولا حرج..

إقرأ ايضًا: محتلة الى متى؟

ما تعرضت له عرسال وأبناءها من حملة ممنهجة من قبل بعض وسائل الإعلام وبعض السياسيين خصوصًا بعد الأحداث بين الجيش اللبناني من جهة ومسلحين إرهابيين من جهة أخرى، دفع حوالي 10 جمعيات من الإتحاد في «تكتل منظمات المجتمع المدني» للعمل على أنشطة تعكس الصورة الحقيقية للبلدة  وأهلها وهي مختلفة عن الصورة التي عكستها بعض الوسائل الإعلامية.

أمين سرّ «التكتل» طارق الحجيري يشرح لـ«جنوبية» أبرز انجازات التكتل وإضاءة على المشاريع التي هي قيد الإنجاز، وبحسب الحجيري فإن «التكتل الذي يضم جمعيات من كافة الاتجاهات التنموية والاجتماعية منها متخصص بالمونة الغذائية الريفية، وأخرى متخصصة بتنمية القدرات الشبابية (تدريب شباب على إعداد فلام وثائقية)، فقد تمّ إنجاز 14 فيلما وثائقيا يتناول كل فيلم موضوعا مختلفا عن عرسال تعكس واقع البلدة.

وأبرز المواضيع التي تناولتها الأفلام هي، فيلم وثائقي عن المهن الحرفية التي يمتهنها أبناء عرسال كالزخرفة على الحجر، فيلم يتحدث عن معاناة المزارعين الممنوعين من الوصول إلى بساتينهم وأراضيهم، فحوالي ال 60% من أبناء عرسال يعملون في قطاع الزراعة، فيلم آخر يضيئ على آثار اللّجوء السوري على البنى التحتية والبيئة الاجتماعية في عرسال.

فيلم يظهر الغبن الذي يشعر به أبناء عرسال بسبب ممارسات بعض وسائل الإعلام منذ 2012 حتى هذه اللحظة، هي بروباغندا بأهداف معروفة موجهة للرأي العام اللبناني لإلباس عرسال ثوب غير ثوبها، ولإظهارها أنّها خارجة عن إرادة الدولة بعكس الحقيقة التي تظهر القوى الأمنية موجودة في عرسال وبين أهلها…وغيرها من المواضيع التي تجسّد واقع عرسال البعيدة عن داعش والارهاب والقتل والاعتداء على الجيش كما يروّج البعض».

وفي ظلّ شبه غياب الإنماء ودور الدولة في عرسال، وعدم وجود دوائر للدولة ومؤسسات ومراكز رعاية إجتماعية وصحية وخدماتية يسعى التكتل للعمل على بعض المشاريع التي يمكن أن تغطي جزءًا ضئيلاً من احتياجات البلدة، ويؤكّد الحجيري أنّ كل ما يقوم به التكتل لا يستطيع أن يحلّ محلّ الدولة وهذه جزء من المشاريع التي عمل عليها التكتل:

«عمل التكتل على تحقيق بعض المشاريع التنموية في البلدة بحسب القدرة على التمويل، فهناك مشروع قيد التنفيذ بالتعاون مع البلدية لتنظيم إنارة على الطاقة الشمسية للطريق التي تصل بين بلدتي عرسال واللبوة، واستطاع التكتل إعداد فريق طوارئ مؤلف من حوالي 62 شابًا وشابة للتدخل أثناء الأحداث الطارئة خصوصًا مع عدم وجود مركز للصليب الأحمر في البلدة.

نظّم التكتل مشاركة للسجاد والمونة ونحت الحجر في معرض زحلة ضمن مشروع «كيف ندمج المونة الريفية؟».

 إقرأ أيضًا: أهالي عرسال الممنوعون من العمل بأراضيهم يرحبون بالعملية الأمنية للجيش

وهناك مشروع يعمل عليه التكتل هو النهضة الإجتماعية للحد من التسرب المدرسي الذي يستهدف حوالي 120 طالبا، ولاحظنا أنّ التسرب ناتج عن ضعف في اللغة الأجنية والمواد العلمية فنعمل على مساعدتهم لتعزيز قدراتهم العلمية، كذلك يستهدف هذا المشروع 25 أستاذًا وأستاذة لتدريبهم على أساليب التعليم الحديث لأن الأساليب التقليدية في التعليم تساهم أيضًا في ارتفاع نسبة التسرب.

ويلفت الحجيري “حققنا في آب الماضي عدّة نشاطات ترفيهية للأطفال خصوصًا الذين ساءت حالاتهم النفسية بسبب الحرب. وبعد انتهاء أحداث آب استطاع التكتل ترميم أربع مؤسسات تربوية كانت مدمّرة بشكل كلي جراء القصف الذي طال البلدة».

السابق
صور الأسد ونصر الله تثير غضب اليمنيين
التالي
«ولدنات»… أم استجابة لأوامر حزب الله؟