خيبات غير معلنة لجمهور حزب الله

جمهور حزب الله
حاشى لجمهور حزب الله أن يرتد عن عصبه المشدود مذهبياً على وقع مشروعه المذهبي.

إنما اللامبالاة تأتي من خلفية أن أخبار الميدان لم تعد وتيرتها متسارعة لتداعب مشاعره ولم تعد الأخبار العاجلة على قناتي “المنار” و “الميادين” تخبره أن الحزب قد سيطر وإقتحم القرى في حلب والريف الدمشقي، وحتى ان إقتحام جيش الأسد لمدينة تدمر الأثرية لم تعد ذات أهمية رغم مشاركة عناصر من حزب الله في المعركة وسقوط قتلى له، والمفارقة هنا أن بشار الأسد كان قد شكر روسيا فقط عن هذا الإنجاز ولم يأتِ على ذكر حزب الله.

وقد حلت الهدنة الهشة في سوريا كالصاعقة على جمهور حزب الله المعتاد على قرقعة السلاح وأزيز رصاص “رجال الله” في الميدان، مما جعله ولو نسبياً غير مبال بالحدث السوري ليس من باب التذمر من كثر الضحايا ولا الأوضاع الأمنية المتردية والتي يزيد حزب الله من غليانها من خلال التشديد الأمني وتركيب الكاميرات على مفارق الضاحية، فالكاميرات بالضاحية حلال وحرام في بيروت.

اقرأ أيضاً: إله الحرب عند اللبنانيين

ومن المعروف أن حزب الله كان قد رفض سابقاً تركيب الكاميرات في بيروت خصوصاً بعد إرتفاع وتيرة المطالب حينها من قبل فريق 14 إذارعلى وقع تعرضه لحرب التصفيات الأمنية التي ذهب ضحيتها العديد من الرموز اللبنانية.
إن ما يعتقده وما يؤمن به جمهور حزب الله هو فقط ما يفهمه إياه السيد نصرالله أن المعركة هي بين حقنا في الميدان السوري وليس حق قوات الأسد التي بحسب ما يشيع انصار الحزب انها غدار ة وتقتنص الفرصة للإيقاع بعناصرالحزب.

تدمر سوريا

أما المفهوم الثاني فواضح وجلي ألا وهو العصب المذهبي الذي جعل حزب الله بندقية للإيجار، مهمته أن يقتحم ويتدخل ويحتل القرى والمدن السورية لأنه يدافع عن “قدسية المذهب” شأنه شأن أكثر التظيمات الإسلامية التي لا تقيم وزناً للحدود الجغرافية بين الدول.

ستنتهي الحرب في سوريا يوماً ما على وقع إقتراب الحل السياسي الذي يلوح في الأفق، وستعصف الخيبة قريباً بعقل جمهور حزب الله وسيدركون أن ملف الأسد بات في عهدة الدول الكبرى للبحث عن السبل الآمنة لرحيله.

اقرأ أيضاً: عون وحزب الله ليسا على أفضل حال

وستبقى السيدة زينب في الشام مقيمة بين الشعب السوري الذي حضنها مئات الأعوام وسيعود “رجال الله” مع محمولاتهم المذهبية خائبين لأن مسألة سوريا أكبر من الجميع وقرارات الدول الكبرى لن تراعي مصالح المرتزقة والأيام ستشهد.

 

السابق
الحريري بحثت مع ضو وشحادة الوضع الأمني في صيدا وتطورات عين الحلوة
التالي
عادل كرم: الي بجيب سيرة لبنان رقبته منفلكه ياها