خفايا سجن صيدنايا: سجين يروي قصة ضباط معتقلين لم يعرفها السوريون

سجن صيدنايا سوريا

تخفي معتقلات وسجون نظام بشار الأسد الكثير من القصص المأساوية لمعتقلين انتهى بهم المطاف في الزنازين المتوزعة عل طول الأراضي السورية ولم يخرجوا منها بعد، وعلى الرغم من التعتيم الإعلامي الكبير وعدم السماح للمنظمات الحقوقية بالوصول إلى السجون السورية، إلا أنه حتى الآن تتسرب بين الحين والآخر.

اقرأ أيضاً: مؤسس ويكليكس سينشر أكثر من 20 الف وثيقة خطيرة تتعلق باسرائيل وفلسطين

قصص يرويها معتقلون ناجون، يتحدثون فيها عن مشاهداتهم وعن حال بقية المعتقلين الذين ما يزالون مغيبين.

الإعلامي السوري توفيق حلاق نشر في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” قصة لضباط سوريين معتقلين في سجون النظام منذ مرحلة مبكرة من بدء الثورة منتصف مارس/ آذار 2011 حتى الآن، ويروي القصة ضابط أفرج عنه مؤخراً وكان برفقة الضباط المعتقلين.

ويشير الضابط واسمه سمير وهو مهندس بحري برتبة نقيب إلى أنه وبقية الضباط اعتقلوا من قبل النظام قبل أن يدخل السلاح إلى الثورة السورية عام 2011 في سجن صيدنايا “المبنى الأحمر”، ويقول إن “عددهم كان 2427 ضابط، بقي منهم الآن 1500 وهم معتقلون بتهم عشوائية والحقيقة أننا ننتمي لطائفة واحدة”.

ويروي سمير شيئاً من الصور المؤلمة التي ما تزال حاضرة في ذاكرته، فيتحدث عن سوقه مع بقية الضباط إلى المحكمة الميدانية وهم معصوبو الأعين ومكبلو الأيدي، ليجري بعدها وضعهم عراة في زنازين تحت الأرض بطابقين، وعانوا جميعاً من الجوع إذ لم “يحصلوا من الطعام إلى على اليسير منه”، حسب قوله.

التعذيب اليومي
ويكمل أنه بعد 4 أشهر من وجودهم تحت الأرض نقلوا إلى الطابق الأول، حيث تعرضوا للتعذيب الشديد، ويدلي بشهادته فيقول: “في كل أسبوع يطلبون من رئيس المهجع قرباناً من الضباط، يقدمونه إلى الجنود الحراس ليقوموا بالدعس عليه وضربه بالعصي الكهربائية ومواسير المياه حتى الموت”.

سورية

ويبدأ التعذيب يومياً في الساعة 9 صباحاً، إذ يدخل 5 من السجانين ويختارون واحداً من الضباط لا على التعيين، ويعرونه من لباسه ويجلدوه على ظهره 30 جلدة بكبل كهرباء ثماني الأقطاب، أو يضربون السجين بالعصا الكهربائية وبعدها يغمى عليه، “فينهال السجانون عليه ضرباً بالحذاء العسكري على رأسه، وخاصرته، وأعضائه التناسلية”، ويصيحون: “منشان إذا فكر السيد الرئيس يطالعكن تكونوا ما بتجيبوا أولا د نجسين متلكن”، وفقاً لقول الضابط سمير.

إهانات متعمدة
وإلى جانب التعذيب الجسدي يتعمد السجانون إهانة الضباط المعتقلين، ويقول الضابط سمير: “كانوا يصيحون مين فيكن برتبة عقيد، وبعدين مين فيكن مقدم وهكذا، وكل مجند يستلم ضابط عقيد أو مقدم، ويركب عليه متل الحمار، ويقلوا من أنا وصغير كان حلمي اركب ع ضابط”.

كما أن زج المعتقلين في مساحات صغيرة بالزنزانات لا يخلو من الإهانة، إذ كان يمنع على الضباط المعتقلين تخطي أو الاقتراب من باب الزنزانة مسافة 3 أمتار تقريباً، كما أن المراحيض كانت داخل الزنزانة نفسها. أما عن ذهاب السجناء إلى الحمام يقول سمير: “الحمام مشترك، يقود السجانون المعتقلين على شكل خط واحد، ويزحفون الى الحمام في آخر الجناح مع الضرب والركل. كل 3 شهور حمام مرة. طبعاً بماء بارد ومعنا فقط عشر عدات لانتهاء الحمام (يمنحون قرابة عشر ثواني فقط لإنهاء الحمام)”.

هذا التعذيب أدى إلى إصابة الضباط بجروح لكن إدارة السجن منعت عنهم الدواء، ما أدى إلى تفشي أمراض الجرب الجلدي الذي بدأ يفتك بأرواح المعتقلين حيث قتل الكثيرين منهم، حسب قول سمير، فضلاً عن أن غالبية المعتقلين أصيبوا أيضاً بمرض الحمى. ويضيف أنه في حال نقل المعتقل إلى مشفى تشرين العسكري فإنه يذهب ولا يعود أبداً.

ويقول سمير إن بحوزته أسماء الضباط الذين كانوا معه في زنزانته، ويشير إلى أنهم “منسيون ويقتلون بدم بارد”، ويلفت إلى أن الضباط في المعتقل لا أسماء لهم بل أرقام، وكان رقم الضابط سمير 155، وفق قوله. وأمام هذا الوضع المذري يتلقى الضباط المعتقلون رغيف خبز واحد يومياً، ولتر واحد من الماء، كما أن الكلام ومواد التنظيف ممنوعة عنهم.

ويعد سجن صيدنايا من أكبر السجون السورية، وأنهت حكومة النظام بناءه في عام 1987، وهو يقع قرب دير صيدنايا التاريخي الواقع شمالي العاصمة السورية دمشق. ويتكون مبنى هذا السجن من ثلاثة طوابق وثلاثة أجنحة تلتقي في المركز على شكل ماركة المرسيدس.

ويحوي السجن مجموعة كبيرة من السجناء العرب والسوريين، حيث ذكرت منظمات حقوقية أن فيه ثماني جنسيات عربية، منهم المتطوعون العرب للعراق، والتنظيمات الجهادية والسلفية، ومعتقلو الأحزاب الكردية على اختلافها، والتجمعات الإسلامية الصغيرة غير المعروفة. ويضم معتقلي “الإخوان المسلمين”، ومعتقلي “حزب التحرير الإسلامي”، و”حركة التوحيد الطرابلسية، والهاربين من نهر البارد”، ومعتقلين لبنانيين من عدة أطراف غير موالية لسورية، وفلسطينيين وسعوديين.

(السورية نت)

السابق
إسرائيل: رفع مستوى التحذير وتوصية بعدم السفر إلى تركيا
التالي
المخطط الإيراني للاستيلاء على دمشق مستمر بتمكين ومساعدة من نظام الأسد