الإعلام نكّل بجثة طفل صيدا أيضًا

لم أمرّ دون أن أتوقف عند مقال في أحد المواقع الالكترونية المعروفة طرح كيفية تعاطي الإعلام اللبناني مع “طفل صيدا”.
هذا المقال الذي وصّف الحالة بأنّ الرضيع حصل بما لم يحصل عليه الكثيرون “إذ لم يبصقه رحم العار الى الاوساخ وحسب، ولم يقطّع الغدر اوصاله الصغيرة فقط، بل خرقت بعض الوسائل الاعلامية المحلية حرمة موته، فنشرت صورته مقطعاً في “الكرتونة””.

محقّ كاتب المقال بكل ما قاله مع التحفظ على رحم العار، إلا إن كان العار هو أخلاقيات من رمّاه ولربما تكون الأم هي الأخرى ضحية.
إلاّ إن كان العار الحقيقي هو إعلامنا الذي وجد في صورة طفل مشوه ومقطعٍ سبيلاً لحصد قراءات وللترويج لمادة، إلاّ إن كان العار هو نحن من لم نتعامل كبشر ومن لم تجعلنا الإنسانية نترفع عن نشر هذه الصورة وتداولها.

هنيئًا لمواقع “السكوب” الأرقام التي حصدتها، هنيئًا لها زيارات هائلة سجّلها عداد الموقع عبر استغلال صورة طفل مقطع!
هذا النوع من الإعلام الذي حوّل الطفل الرضيع إلى مادة مستهلكة، يجعل مواقع البلاي بوي أكثر شرفًا منه، فما أهون أن تتاجر بجسد باع نفسه من أن تتاجر بطفل لا ذنب له.

السابق
مقدمات نشرات الاخبار التلفزيونية المسائية ليوم الثلاثاء 29-3-2016
التالي
صور الأسد ونصر الله تثير غضب اليمنيين