إله الحرب عند اللبنانيين

ما حاجة لبنان إلى سياسة خارجية؟ سؤال يفرض نفسه بقوة بوجود مرشد أعلى للجمهورية اللبنانية، يقدر بما لديه من معرفة "غيبية" وإقليمية ودولية وفهم للتوازنات، تحديد الخطوط العريضة لسياسة لبنان مع محيطه العربي والغرب، فيقيم علاقات مميزة وحلفاً راسخاً بين لبنان وسوريا ـ الأسد، عرين الديمقراطية في المشرق العربي وبين لبنان وطليعة الدول السعيدة والمتقدمة على الدانمرك والسويد في مجال حقوق الإنسان.

ولا يمانع المرشد الأعلى لجمهوريتنا من مدّ يد التعاون إلى الصين الشيوعية وبعض دول “البريكس”.

ما حاجة لبنان إلى أسلحة هجومية وسياسة دفاعية وإلى توازن استراتيجي مع العدو الإسرائيلي؟ وجيش المرشد يملك ما يكفي من صواريخ لضرب الترسانة العسكرية الصهيونية ويملك ما يكفي من المجاهدين لإبقاء الرئيس بشار الأسد ـ حفظه الله والحزب ـ حتى بلوغ حافظ جونيور سن الرابعة والثلاثين. ويملك سماحة المرشد ما يكفي من القوة لإبادة التكفيريين عن بكرة أبيهم في جبال اليمن وتورا بورا والخليج العربي وسيناء والموصل ونينوى وجوار بغداد. فكفى تباكياً على الهبة السُعودية.

إقرأ ايضًا: لماذا نفى الأسد تسريب حزب الله

ما حاجة لبنان إلى رئيس جمهورية ينتخبه النوّاب اللبنانيون؟ المرشد غير مستعجل على حرق المراحل. يريد الجنرال عون رئيساً ولا يريد المس بالعشق الإلهي المستجد بين الرئيس بري وسليمان بك فرنجيه. علاقة المرشد الأعلى برئيس مجلس الشعب اللبناني مثال على الإحترام المتبادل. الإستيذ يقدّس خيارات الحزب ويحترم مساهماته في إغناء التجربة الديمقراطية في سوريا واليمن والعراق وفي المقابل يحترم “الحزب” القائد رئيس لقاء الأربعاء ويقدّر مساعيه لإنضاج الحلول. كل حل يحتاج إلى ثلاثة أعوام على نار خفيفة.

ما حاجة لبنان إلى حوارات ثنائية أو إلى حوارات جامعة ما دام المرشد الأعلى للجمهورية يمتلك الحقيقة المطلقة ونحن الرعايا نعمل وفق أجندته وعلى توقيته. قديه الساعة هلأ سماحة المرشد؟

ما حاجة الطلاّب اللبنانيين إلى قراءة التاريخ، والعودة إلى بشارة ورياض وما قبلهما وإلى فخر الدين وما قبل فخر الدين وإلى الفتح الإسلامي وما قبل الفتح، وإلى فينيقيا وما قبل فينيقيا؟ التاريخ بدأ مع المقاومة الإسلامية. ونقطة على السطر. والمقاومة (هذه بالتحديد) علة وجود لبنان!

نصر الله

ما حاجة الجمهورية اللبنانية إلى خطط تنمية ومشاريع سياحية واستثمارات ما دام المرشد الأعلى بمنزلة إله الحرب عند اليونان أرس إبن زيوس وقاعد على شفير إعلان حرب. كل ثلاثة أشهر يبتكر معادلة وكل ستة أشهر يعد بانتصارت جديدة. وانتصارات المرشد الأعلى مكلفة. راجِع حرب تموز بالأرقام. حرب تموز ستكون نزهة. هدد المرشد بضرب المنشآت الكيماوية والنووية في بيت العنكبوت الواهن. إذا أبشروا بانتصار مزلزل وحرب بلا سقوف. أنا أصدق المرشد. في حرب تموز “ظمط” سقف منزلنا. هذه المرة سيطير.

إقرأ أيضًا: لقد «مات الله» فكيف لا «تموت المقاومة»؟

ما حاجة لبنان إلى إعلام تفاعلي وسريع وحيادي؟ المنار والميادين والتلفزيون السوري وقناة العالم تكفي حاجة السوق وتفيض.

ما حاجة لبنان لمن يفكر بمصلحة لبنان وبمستقبله؟ المرشد الأعلى يفكر. يخطط وينفذ، أما السلطات الدستورية فمن مستلزمات الديكور فقط.

ما حاجة لبنان ليسعى إلى مكانة في العالم، وحزب المرشد الأعلى، يحتل الصدارة في قلب العالم العربي والإسلامي. هذا ما قاله تواضعًا سماحته، في حديث تلفزيوني مع الذات!

السابق
السفير في مزادها العلني.. فتّش عن هوية الشاري!
التالي
بري: طلبنا من الامم المتحدة تولي ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل