أحـد عشـر سـببا خلف تعثـــر الاسـتحقاق الرئاســي

ترى مصادر دبلوماسية متابعة لمسار الوضع في لبنان ان الغمامة المخيمة على الافق السياسي مستمرة للمرحلة المقبلة وان كل ما قيل عن انفراج ممكن تبيان تباشيره في نيسان المقبل ويبدأ بملء الشغور الرئاسي لا صحة له خصوصا في ظل الكباش الاقليمي المحتدم ومفاعيله في الداخل.

وتعزو المصادر عبر “المركزية” قراءتها التشاؤمية هذه الى جملة اسباب لعل ابرزها:

اولا: انشغال الكبار وتحديدا اميركا وروسيا في امورهما والتي تشكل الاوضاع في المنطقة بدءا من سوريا وصولا الى اليمن وايران والعراق جزءا منها واعتبارها الوضع اللبناني امتدادا او تفرعا من هذا الملف الكبير غير مستوجب الفصل والمعالجة بمعزل عنه راهنا.

ثانيا: عجز المكونات اللبنانية وتحديدا فريق الثامن من اذار عن الاجتماع لاختيار واحد من مرشحيه المعروفين لرئاسة الجمهورية (عون وفرنجية).

ثالثا:عدم قدرة المرشحين العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية على تقديم جديد مؤثر في دفع الاستحقاق وتاليا الكتل النيابية للخروج من خلف الخطوط والمواقف التي تتمترس وراءها لاعادة خلط الاوراق وتوفير النصاب لجلسة انتخاب الرئيس.

رابعا: وصول جميع المعنيين بالاستحقاق الرئاسي على مختلف مواقعهم ومسؤولياتهم الى قناعة بوجوب تحسن العلاقات السعودية الايرانية للافراج عن هذا الملف الذي قارب شغوره السنتين وتاليا التخلي عن دورهم ومسؤوليتهم في الموضوع.

خامسا: تمسك حزب الله بترشيح عون وعدم الحياد عن هذا الموقف حتى الوفاة على ما يؤكد الحزب في كل يوم.

سادسا: عجز اللبنانيين وتحديدا النواب والمسؤولين عن لبننة الاستحقاق على رغم الدعوات الموجهة اليهم من اميركا وروسيا واوروبا وقادة العام الغربي والعربي على حد سواء.

سابعا: استمرار تطلع اللبنانيين الى الخارج ورهانهم عليه لتدبير شؤونهم خصوصا في الاستحقاقات والملفات الكبرى كما في المحطات السابقة لاتفاق الطائف وبعده، اذ لم ينتخب اللبنانيون رئيسا واحدا لم يسمّه الخارج.

ثامنا: عدم نضوج الظروف للقاء الامين العام السيد حسن نصرالله ورئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري اللذين ابديا استعدادا لمثل هذا اللقاء.

تاسعا: حرص الدول الكبرى وخصوصا اميركا واوروبا على استمرار الستاتيكو القائم في لبنان وعدم خربطته راهنا والتأكيد على الحفاظ على سلامة الوضعين الامني والمالي وتقديمهما على اي شأن اخر.

عاشرا: عجز الحراك المدني عن دفع الامور من ركودها على رغم حماوة بعض الملفات (النفايات والهدر والفساد) وبلوغها حد الغليان.

حادي عشر: التطلع الى الخارج والرهان على حدث اقليمي ينسحب داخليا ويؤدي الى خربطة الاوضاع ويقلبها رأسا على عقب على رغم معرفة الجميع خطورة مثل هذا الامر وتداعياته على لبنان سواء أتى عبر الحدود الشرقية او الغربية او الجنوبية وهو ما دعا الى تجنبه العديد من العقلاء اخيرا وحذر من خطورته.

السابق
استعادة الدور والسمعة
التالي
مقدمات نشرات الاخبار التلفزيونية المسائية ليوم الثلاثاء 28-3-2016