تفجير العاصمة بروكسل فتش عن الأصابع الصهيونية!

يتبنى الاستاذ غسان بركات في هذا المقال نظرية كلاسيكية قديمة تعفي المسلمين من مسؤولية النقد ومحاسبة انفسهم وتلقي تبعة تخلفهم وتعصبهم على عاتق المؤامرة الصهيونية المتحالفة مع اليمين في دول الغرب ويقول انها هي من تقود وتأمر تنظيم داعش الارهابي بتنفيذ هذه العمليات الارهابية الاخيرة في باريس وبلجيكا ذلك من اجل التمهيد لطرد المسلمين من كامل اوروبا.

أعمال إجرامية نفذتها مجموعة من العرب المهاجرين لا تعير أي للقيم الإنسانية أي اهتمام أو قيمة بعدما قدمت لهم بلجيكا الملجأ الآمن، ولكن الشر قد تغلب عليهم داخل نفوسهم وعقولهم المريضة والضعيفة، ليصبحوا أداة طيعة بأيدي شيطانية خسيسة تهدف من وراء كل هذا الى صراع بين الحضارات الإسلامية والأوروبية.

إقرأ أيضًا: الـ «CNN» تكشف تفاصيل هجوم بروكسل
في أيلول عام 2013 حشدت القوات الأميركية عضلات قواتها لضرب سوريا من أجل تأديب النظام السوري، وبدأ حينها نظام الأسد الممانع وحشد المقاومة والحرس الثوري المتحالفين معه يعيشون اللحظات الأخيرة مخافة من الضربة التي كانت محتملة، ولكن في اللحظات الأخيرة وبعد حبس الانفاس تراجع الرئيس أوباما عن تسديد الضربة بعد الضغوط التي مورست عليه وبالشكل العلني من قبل روسيا لنجدة حليفها الاستراتيجي، وبالشكل غير العلني من قبل القنوات السرية للدبلوماسية الإسرائيلية التي يتقاطع مصالحها أيضا وبالتساوي مع روسيا لجهة بقاء الأسد على رأس الحكم، وذلك بعدما اجبر الرئيس السوري على تسليم السلاح الكيماوي للمجتمع الدولي؛ وللذين لم ينتبهوا آنذاك أيضا انه خلال تلك الفترة أعلاه كانت الدولة الاجرامية “داعش” في سورية طرية العود تعداد افرادها لا يتعدى 500 فرد بعد اخراجهم من سجون ومعتقلات النظام السوري مباشرة الى داخل المطابخ الأمنية للمخابرات الإسرائيلية وذلك من اجل أدوار أمنية مستقبلية بانتظارهم.
بتاريخ 29 تموز 2011 نشرت لي إحدى الصحف العربية المعروفة، مقال بعنوان “اليمين المتطرف وتنظيم القاعدة وجهان لعملة واحدة”، حيث ذكرت في سياق المقالة على ان الصهيونية العالمية بشكل عام، والصهيونية اليمينية المتطرفة بشكل خاص المنتشرة وبكثرة داخل أوروبا، استطاعت ان تخرق والى حد بعيد اليمين المتطرف الأوروبي وتنظيم “القاعدة” بهدف نشر فكر التطرف لكلا الطرفين الأول بفكر محاربة ضرب المسلمين المهاجرين تحت مسمى “المدن ضد الأسلمة”، والثاني بفكر محاربة الأوروبيين تحت مسمى “محاربة الصليبيين”، وفي آخر المقالة ذكرت “الخوف لاحقاً أن يكون لدى بعض المسلميين المهاجرين وعن طريق تنظيم “القاعدة” وبتخطيط من الصهيونية العالمية فكر لضرب أوروبا وذلك من أجل نشر التفرقة والطائفية.”

انفجار بروكسل
نعم المحظور وقع ونجح التخطيط الصهيوني العالمي بعدما صنع عدواً استراتيجياً ليشغل به العالم، وذلك من خلال ظاهرة تنظيم “داعش”، ووجهته ليخوض صراعات عدة من بينها صراع الحضارات، أولاً: داخل البلاد العربية بعدما قام هذا التنظيم التكفيري ذو التركيبة الصهيونية بحرب التطهير العرقي ومحو معالم تاريخ الحضارات تماماً كما حصل في العراق وسورية؛
ثانياً: التفجيرات الانتحارية تماما كما حصل في ضواحي جنوب العاصمة باريس سابقاً وحاليا في العاصمة بروكسل، وذلك بهدف تحويل الساحة الأوروبية إلى حرب حضارات وبالطابع المذهبي بين المسلمين المهاجرين والمسيحيين الأوروبيين، والهدف من كل ذلك إعادة احياء اليمين المتطرف في أوروبا صاحب نظرية “المدن ضد الأسلمة” الذي ينظر بعين الريبة إلى الأجانب كمزاحمين على الوظائف وفرص العمل وخاصة المسلمين منهم، وليس من المستبعد في حال استمرت اعتداءات “داعش” الشيطانية، ان يتحول الشعب الأوروبي كله الى يمين متطرف، ويبدأ باستخدام العنف واستعمال السلاح ضد المسلمين المهاجرين وحرق مراكزهم التجارية والدينية مثل الجوامع، بهدف تهجيرجميع المسلمين عن أوروبا من حيث أتوا، ليتحقق بذلك حلم اليمين الأوروبي المتطرف وهذا ما تسعى إليه الصهيونية العالمية؛ كما ايضاً ان الحكومات الأوروبية لها الفضل الكبير في مساهمة نجاح نشاط الإرهابي داخل مدنهم، وذلك بعد السماح ومن دون رقابة ومحاسبة بمغادرة المئات من شباب أوروبا الى سورية والتحاقهم بتنظيم “داعش”، ومن ثم العودة إلى وطنهم إرهابيين يفجرون أنفسهم ضمن أعمال إنتحارية داخل بيئتهم واحيائهم.

إقرأ أيضًا: الإرهاب تكتيكٌ وليس فريقًا‏
نعم نجح الفكري الصهيوني المجرم بعدما ترجم لظاهرة تنظيم “داعش”، كما ساهمت أميركا أيضا وإلى حد كبير في إنماء هذه الظاهرة وتركه يسرح ويمرح قتلاً واجراماً بعد تأمين الغطاء له، وذلك من خلال تصريحات الرئيس أوباما السابقة: “يجب استيعاب تنظيم “داعش”، ثم أضاف لاحقاً “ان الحرب على “داعش” ستستمر لأكثر من 10 سنوات”، لان لا الرئيس أوباما ولا حتى ادارته كانت لديهم الرغبة الجادة لمحاسبة او القضاء على هذا التنظيم المجرم، وذلك نزولاً عند رغبة الصهيونية العالمية، وذلك بهدف تشويه صورة الإسلام والمسلمين من خلال عناصر ومجموعات متخلفة مبرمجة على الاجرام بعدما نصبت عليهم المخابرات الإسرائيلية افرادا بلقب أمراء ذات خلفية سلفية جاهلة لا تفقه بالدين الإسلامي بشيء، ولا حتى بالقييم الإنسانية تحت لواء دولة الإسلام في العراق والشام “داعش”، بعدما جهزت لهم إسرائيل حواضن اجتماعية داخل الدول العربية والأفريقية وحتى في أوروبا يتحركون رهن إشارة الموساد الإسرائيلي كخلاية إرهابية.

السابق
جريدة السفير لن تتوقف عن الصدور..
التالي
أزمة الإعلام تتفاعل.. الجزيرة تنهي خدمات 500 موظف