الصين و روسيا حلفاء لإيران وللسعودية ولإسرائيل أيضًا

نشر موقع عربي 21 تحقيقًا مطولاً لمنير شفيق، أشار به إلى أنّ قرار الإنسحاب من روسيا، وإن كان يبدو عاديا، ولم يحدث تغييرا في ميزان القوى العسكري المحقّق حتى لحظة اتخاذه وتنفيذه إلاّ أنّ طريقة اتخاذ القرار المذكور وتبليغه لرئيس النظام السوري بشار الأسد من قِبَل الرئيس بوتين عن طريق الهاتف يفرضان أن يُقرأ الحدث بما هو وراء ما بدا ظاهريا وعاديا من جهة، وبما هو أبعد من التأكيدات المختلفة التي راحت توحي كأن شيئا لم يحدث في العلاقات الروسية-السورية، وإلى حد ما العلاقات الروسية-الإيرانية من جهة ثانية..

إقرأ أيضًا: سوء تفاهم بين ايران وروسيا حول سوريا

وأضاف الموقع: “صحيح أن العلاقات الروسية-السورية كما العلاقات الروسية-الإيرانية ستتأثر، إلى حد ما، في هذا القرار، بل إن القرار ذاته يعكس حدوث تناقضات ما في العلاقة وفي التفاهمات عما كان عليه الحال يوم اتخاذ القرار بالتدخل الروسي، الذي جاء بعد سلسلة من اللقاءات والدراسات والتفاهمات، أو عما كانت عليه العلاقات في الأشهر الأولى أثناء التدخل العسكري بين كل من روسيا وإيران وسوريا.”

واعتبر أنّ “التدخل الروسي جاء في ظروف تطلبت أن يُسهِمَ في تعزيز ميزان القوى العسكري للنظام السوري وحلفائه في الميدان. وبالفعل حقق هذا الإنجاز”

مضيفًا أنّ: “القرار بما تضمنه من سحب للطائرات ووقف عملية التدخل من حيث مستواها الذي بدأت فيه، وواظبت عليه إلى حينه، يكون قد حمل أبعاداً تتعدّى ما يمكن أن يُقال عن إنجاز لمهمة أو القول إن الانسحاب جزئي وأن التنسيق مستمر، وأن العودة ممكنة. وهذا كله صحيح، ولكنه لا يفسّر القرار وأبعاده، أو ما يُراد منه.”

وأشار الموقع إلى أنّ: “التحليل هنا في تفسير أسباب القرار أو بُعدِه الرئيس أو ما أُريدَ منه، لا يعتمد على أيّ معلومات سريّة، أو خاصة، أو مسرّبة، وإنما هو قراءة لما سبق القرار من تناقضات، بغض النظر عن حجمها، بين الموقفين الروسي والسوري الرسمي، والبداية المعلنة بدأت بتصريحات المندوب الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركن، الذي انتقد علنا خطابا للأسد، تناول تحرير كل الأراضي السورية، واعتبَرَه لا يتماشى مع الجهود الديبلوماسية.”
وتابع: “ثم كانت هنالك ململة سورية واضحة من التصريح الروسي حول الحلّ الفيدرالي “بعد موافقة السوريين عليه”. والأهم أن اتفاق وقف إطلاق النار وطريقة تنفيذه تمّا بتوافق روسي-أمريكي”

واختصر الموقع الأمر بأنّه “من الواضح أن التوجّه الروسي في الذهاب إلى العملية الديبلوماسية يختلف عن التوجّه السوري في التعاطي مع موضوعيْ الحرب والعملية السياسية”

وأضاف أنّه “ليتضح الموقف الروسي أكثر، يجب أن تفهم استراتيجيته التي كانت وراء قرار تدخله العسكري وحجمه، وما صحبه من حراك سياسي وديبلوماسي على المستوى الأمريكي- الدولي أو على المستوى الإقليمي: التركي- الإيراني- السعودي (العربي عموما).”

ليشير إلى أنّ “التدخل العسكري الروسي في مصلحة النظام السوري، بالرغم مما حمله من قوّة وتأثير، يشكل جزءا من استراتيجية أكبر تتعلق بالقفزة التي أحدثها هذا التدخل بمكانة روسيا في ميزان القوى العالمي، لا سيما في علاقتها بالولايات المتحدة الأمريكية وهذه كلها أهداف تتعدّى الموضوع السوري إلى الدولي الاستراتيجي العام”.

إقرأ أيضًا: سوريا بلا روسيا تُسقط.. «أساطير الممانعة»

وختم الموقع قراءته للقرارات الروسية بأنّه “أخطأ الذين تصوّروا أنهم في صدد تشكُّل محور روسي- سوري- إيراني مقابل محور أمريكي- سعودي- تركي، بما يشبه النمط السابق لتشكل المحاور. فالعلاقات الدولية أخذت تتشكل ضمن أنماط من التقاطعات التي تقترب من التحالف وتبتعد عنه في الآن نفسه، فمثلا بقدر ما هنالك من تقاطع (يشبه التحالف) بين الصين وإيران فيما هنالك مثله، في الآن ذاته، بين الصين والسعودية، أو بين الصين والكيان الصهيوني.، وكذلك، مثلا، فيما ذهبت روسيا للتحالف مع النظام في سوريا أو مع إيران حول سوريا ذهبت، في الآن ذاته، للمساومة مع أمريكا، كما مع السعودية. وبقي الباب مفتوحا ليتطوّر أكثر أو أقل في هذا الاتجاه أو ذاك”.

(العربي 21)

السابق
ابراج اليوم.. خفايا لا بد أن تقرأها
التالي
بالأسماء الموثقة: 58 قتيلاً للجيش السوري من تدمر إلى طرطوس