شهيد حصار الزبداني اليوم.. وصيته قصيدة

هو الرصاص الذي لا يميّز بين الطفل والرجل وبين الطبيب وبين المقاتل، هو رصاص النظام السوري وحليفه حزب الله الذي لم يغفر انسانية الطبيب الشاعر محمد الخوض، والذي قد رفض مغادرة الزبداني مصرًّا رغم الحصار والمجاعة مصرًّا على الاستمرار  في مزاولة واجبه كطبيب بين أبناء بلدته.

إقرأ أيضًا: زيارة بان كي مون الى نهر البارد‏

محمد الخوض لم يميزه اليوم رصاص القنص ولم تشفع له رسالته الإنسانية فسقط شهيدًا هو ورفاقه في ظلّ هدنة ورقية لا قيمة لها لدى نظام البراميل ومن يجاريه.

استشهد محمد وترك قصيدة باللهجة الزبدانية، قصيدة أرسلها لموقع “جنوبية” مشكورًا أحد المقربين منه ونحن بدورنا نقوم بنشرها:

زبداني يا زبداني … يا شحرورة وجداني
حلفتك باسم الرحمن …. قولي ليشك زعلانة
قالولي اتركها ترتاح … مسكينة شو يأسانة
مع هذا بدي قلا …. شو صرلك يا ضرسانة؟
قالتلي لا تغازلني … شو مفكرني عتبانة؟
كلمة ضرسانة حلوة ….. بس بتفتح أشجاني
تأمل بالأول لحظة …. وشوف دموعي الهتانة
صلبوني وهدوني هد … هدوا كامل أركاني
نشروا فرقة دبابات …. بكل جبالي العليانة
قلتلا مين المقصود؟ … وإنت الدرة المنصانة

الدكتور محمد الخوص
الدكتور محمد الخوص

قالتلي بحرقة كبيرة …. الجيش الأسدي الإيراني
ما تركوا بأرضي جامع … ولا كنيسة ولا دكانة
ولا بيت يوحد ربه … يا ويلي ويا أحزاني
طعموني براميل النار .. وما قلتلن جوعانة
وبعدا وأدوني بجورة …. وحرقوا فوقي أكفاني
كانت أيامي حلوة ….. غرقانة ببحر غناني
وهلق ودموعي أنهار … بدمي النازف غرقانه
وين العارة والنابوع؟ …. وين قصور السلطاني؟
وين السكة والمحطة؟ … وين الكبرة العمرانة؟
وين الحارة الغربية؟ … وينو طريق الميداني؟
والجسر وجامع المراح …. كانوا ما إلهن تاني
صاروا والمولى شاهد …. ساحة كبيرة خربانة
وين المشمش والتفاح …. وين العنب الحلواني؟
قلتلا شو نسيتي السهل ؟… قالت لأ مو نسيانة
بس حاجتني إتذكر… والله ماني قدرانة
حاجي تفتحلي جروحي …. بموت وماني وعيانة
وينن بيت الدالاتي ؟ … وينن بيت الدرساني
وين الباقي والباقي؟ … من غانم للبواني
كلهن هجروني وعاشوا … بأرض المولى الوسعانة
ويمكن بكرة ينسوني …. وصفي ذكرى دبلانة
قلبي كانوا المصطافين …. وكانوا عيوني وأجفاني
وهلق تركوني وراحوا …. لما شافوا نيراني
صاروا ذكرى بتاريخي …. عزوني يا إخواني
بكيت كتير وقلتلا …. حاجي تبكي وتعاني
ما حنخليكي أبدا… لقمة بتمو للجاني
بعد الليل بيطلع صبح … وكل هادم بعدو باني
بدنا نعيدك جنة خلد … يا قلبي يا زبداني

 

السابق
عندما غرد اللبنانيون ‫#‏غسان_سلامة_لليونسكو‬ دفاعًا عن حضارتهم
التالي
في أبراج اليوم… انفراجات لهذه المواليد!