الراعي في رسالة الفصح: لبنان بحاجة إلى قيامة قلوب أبنائه

وجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، رسالة الفصح الى اللبنانيين عامة والمسيحيين خاصة، تحت عنوان “شهود القيامة”.
وأكد الراعي في الرسالة أنه “لا خلاص إلا بيسوع، وما من اسم آخر تحت الشمس، وهبه الله للناس، نقدر به أن نخلص”، جازماً أنه “لو كان المسيح لم يقم، فتبشيرنا باطل وإيمانكم أيضا باطل وأنتم بعد في خطاياكم، وكنا أشقى الناس جميعا”.
وقال: “انها مأساة إخفاء الحقيقة بالرشوة. فالحاقدون على يسوع والحساد بسبب كلمة الحق التي قالها، وجسدها بالأفعال والآيات، ودافع عنها بجرأة ووداعة، فأحبه الشعب وسار وراءه، أرشوا مرة أولى يهوذا الإسخريوطي بالمال ليسلم إليهم يسوع، ومرة ثانية الحرس ليكذبوا ويخفوا حقيقة القيامة التي سطعت كالشمس وخذلتهم”.
وأضاف “حبل الكذب قصير بحسب القول المأثور، ألم ير هؤلاء الحرس الكفن الذي تركه الرب في القبر علامة لقيامته؟ وكيف رأوا تلاميذ يسوع يدحرجون الحجر الكبير ويسرقون جثمانه، وهم يسترسلون في النوم. الرشوة بالمال أو بالوظيفة أو بالوعود إنما تعمي القلوب. مأساة إخفاء الحقيقة بالرشوة تتواصل ويا للأسف، كل يوم، ويذهب ضحيتها مواطنون أبرياء بل وأوطان وكرامات ومؤسسات كما هو حاصل عندنا”.
وتابع الراعي “يحتاج عالم اليوم إلى شهود قيامة وسط الجماعة السياسية وحكام الدول. شهود يختبرون قيامة القلوب بمشاعر الإنسانية والعدالة والسلام”، معتبرا ان “القوى السياسية الإقليمية والدولية تفرض الحروب المدمرة للحجر والبشر في بلدان الشرق الأوسط وبخاصة في فلسطين والعراق وسوريا وسواها، وتوقد نارها وتمولها وتمدها بالسلاح وترسل إليها الإرهابيين والمرتزقة وتغطيها سياسيا، من أجل مآرب سياسية، ومصالح اقتصادية، وأهداف استراتيجية”.
وأردف “هؤلاء هم أشخاص ماتت المشاعر الإنسانية في قلوبهم، بل قلوبهم ماتت. إننا نصلي من أجل أن تمسها نعمة القيامة المنتصرة على الموت”.
وتوجه الراعي لـ”الكتل السياسية والنيابية في لبنان التي ترمي سدة رئاسة الجمهورية في الفراغ منذ سنة و10 أشهر، وتحجم عن واجبها الدستوري بانتخاب رئيس للبلاد منذ سنتين كاملتين من دون مبرر، وتتسبب بشل المجلس النيابي وتعثر عمل الحكومة وتفشي الفساد”، حسب ما وصفها وقال: “نرجو أيضا قيامة القلوب، رحمة بلبنان وشعبه ومؤسساته. ونرجوها لكي يصبح الخطاب السياسي والديني والاجتماعي خطاب سلام وتلاق واحترام. نرجوه خطابا حياتيا قائما على التعاون والمشاركة المتوازنة في الحكم والإدارة، المرتكزة على التعددية، البعيدة عن الروح المذهبية والفئوية”.
واعتبر الراعي أن “لبنان بحاجة إلى قيامة قلوب أبنائه لكي نحافظ عليه كما يراه المجتمع: لبنان الرسالة لبنان النموذج في القيم الحضارية، لبنان رئة الحرية والحداثة بالنسبة لمحيطه العربي، لبنان العيش المشترك، الذي يؤدي دورا كبيرا في تظهير الصورة الحقيقية للعالم العربي، وتطوير علاقاته بالعالم الأوروبي، لبنان المنارة للعروبة المتنورة”.
وختم “يستطيع لبنان أن يحافظ على هويته هذه بمقدار ما تتربى أجياله عليها، وبمقدار ما يتحصن نظامه السياسي بالحياد الملتزم بقضايا العدالة والسلام والنمو في محيطه، والبعيد عن الانخراط في المحاور الإقليمية والدولية، ما يجعله واحة تلاق وحوار وسلام”،  مجددا التهاني بالفصح المجيد”.
(الوكالة الوطنية)
السابق
من وراء اطلاق «التحالف المدني الاسلامي» ومن يموله؟‏
التالي
مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 26-3-2016