عون لـ«حزب الله»: لماذا تركتني؟

ميشال عون

كتب اسعد بشاره في “الجمهورية”: عون لـ«حزب الله»: لماذا تركتني؟

لم يعد الكلامُ عن البرودة تجاه «حزب الله» في «التيار الوطني الحر» مجرّد استنتاج، فما لم يُقل علناً حتى اليوم، يُقال في الصالونات الضيقة، وتقوله العيون والإيحاءات والرسائل الصامتة، تارة بالامتناع عن ذكر سيرة المقاومة في الأدبيات العونية، بدءاً من عون وصولاً الى نوابه وإعلامه وكوادره، وطوراً بالسكوت عن الكلام المُباح، في سلوكٍ يؤكّد أنّ سؤالاً كبيراً بات يُطرح في «التيار» من القاعدة الى القمة: لماذا لا يريد الحزب عون رئيساً للجمهورية؟ تقول الاوساط إنّ عون كان متأكداً بشكلٍ غيبي من أنّ «حزب الله» سيبادر فور حصول المصالحة المسيحية، الى جمع قوى «8 آذار» فوراً، والذهاب الى مجلس النواب لانتخاب عون المرشح الطبيعي والميثاقي، لكنه فوجئ بأنّ «الحزب» لم يقم بالحدّ الأدنى بأيّ جهد لإتمام جلسة الانتخاب. تكشف الأوساط بعضاً من أجواء التفاؤل التي سادت قبل المصالحة مع «القوات اللبنانية»، وبعدها بقليل، والتي لم تدم طويلاً. فلقد كان الجنرال قد حصل مسبقاً على ضماناتٍ من «حزب الله» بأن يأتي بموافقة جعجع عليه رئيساً، «والباقي علينا». كان الجنرال على ثقة بأنه سيكون الرئيس الجامع في جلسة 8 شباط التي أُحبطت، الى حدٍّ أنّه جهَّز كلّ الترتيبات اللوجستية للانتقال الى بعبدا، والى حدٍّ أنه وضع الخطوط العريضة لخطاب القسم، ورسم تصوّراً كاملاً لدخوله الى القصر الرئاسي، دخول أراده أن يكون مدخلاً لمصالحة وطنية شاملة، لا مصالحة مسيحية. تتساءل الأوساط: هل حقاً لا يستطيع الحزب إقناع الرئيس نبيه بري بانتخاب عون، وإذا كان ذلك صحيحاً فلماذا وعد بأنّ «الباقي علينا» إذا ما وافق جعجع. تضيف الاوساط: ألا يعلم الحزب أنّ إقناعه للرئيس نبيه برّي بتأييد الجنرال، وسحب فرنجية، يعني تفكيك ثنائي الحريري جنبلاط وإبطال مفعوله؟ هل يريد منا الحزب أن نذهب إلى مزيد من الالتصاق بالدكتور جعجع؟

السابق
النظام في تدمر.. أي دلالات للأسد وبوتين وداعش؟
التالي
جنبلاط ينتقد المشنوق ويتهمه