شعبٌ لا يوّحده إلا الشتائم… فإشتمي يا «أحلام» !

يوم أمس تجرّد لبنان من كل مشاكله التي لم يتوّحد لمواجهتها، فصرخت الكرامة وانتفضت "وا لبنانيتي" ليلبيها أهل العزم لحمايتها...

خطيئة الفنانة أحلام أنّها لا تعلم عقدة الأنا لدى اللبنانيين، هذه العقدة التي يترفعون بها عن الكبائر ويلاحقون صغائر الأمور، لبنان الموّحد اختصر ثقافته بفلافل فإعتبر التعدي عليه “ذلّة له”، ولأننا شعب مقاوم وهيهات لنا الذلة، شنّ اللبنانيون منذ يومين حملة شعواء ضد أحلام.

إقرأ أيضًا: اللبنانيون: «ما بدنا #أحلام» في لبنان
هذه الحملة التي وصلت أقصاها يوم أمس بهاشتاغ #منع_أحلام_من_دخول_لبنان
اطلاق الهاشتاغ لم يأتِ مكملاً لحملة “وا فليفلاه”، وإنّما ردًّا على تغريدة لأحلام طلبت من خلالها اللبنانيين الشحاتين لمّ “الزبالة” أولاً، قبل التحدث عن ملكة رأسهم.

بلا شك تغريدة أحلام ليست على المستوى الأخلاقي، وهي وإن كانت صرّحت مراراً أنّ المقصود من الهجوم الذي تشنه هو لبنانيٌ واحدٌ أساء إليها (الإعلامي عادل كرم)، إلا أنّ هذا التبرير لا يمنحها “فيزا انتقادية” لتوجه لشعب بكامله هذا الكيل من الشتائم.
أحلام تخطّت بهذه التغريدة فضيلة لبنان عليها، وكي لا ننسى لا الآن ولا بعد ألف عام، فالدولة اللبنانية كانت وما زالت ستبقى عاصمة الفن والجمال، ولا يمكن لأي فنان أن يثبت حضوره ما لم يمرّ في هذه الساحة أولاً.
ببساطة “طريق النجومية” تمرَ من لبنان، ومهما عصف به  من أزمات سيظلّ باريس الشرق المصاب بوعكة “سياسية”.

تغريدة احلام المسيئة للشعب اللبناني
تغريدة احلام المسيئة للشعب اللبناني

خطأ أحلام لا يغفر أخطاء الوحدة اللبنانية ضد تغريدة، والإختلاف سياسيًا ومذهبيًا و وطنيًا، لبنان المنقسم على ذاته ألف انقسام كان “دفاعًا عن الوطن” يدا واحدة، ولكن ايّ دفاع؟ ضد أحلام؟ وما قيمة تغريدة تويترية أمام جميع مشاكلنا ومصائبنا.

مشهد الأمس “ساخر”، شعب توّحد ضد “تغريدة من أحلام“، فيما لم تتحرك كرامته من النفايات المتراكمة منذ أكثر من عام، وأحلام محقة ما قالته يعكس صورتنا كما يراها الآخرون، ولكن عيبها أنّها قالته وأنّها نسيت أفضال لبنان عليها وسائر الفنانين…
أحلام محقة، فماذا كنا نتوقع أن يقول لنا شعب الخليج وهو يرى الزعماء من سفارة إلى سفارة، يطلبون عطفًا ولا يبحثون عن حلاً.
ماذا كنا نتوقع و “زبالتنا” وصلت للعالمية، وأصبحت من أوجه السياحة في لبنان؟

ما قالته أحلام استفز وطنيتنا، فأصبحنا لبنان “الشعب العنيد”، هذا الشعب الذي استطاع أن يتناسى خلافاته في لحظة وأن يتوّحد ضد اساءة من فنانة، هو نفسه العاجز عن الوحدة ضد الزعيم، هذا الشعب الذي انتفضت كرامته لوصفه ببلد “الزبالة”، بينما لم تتحرك الحمية الوطنية لمشهدية هذه الزبالة.

إقرأ أيضًا: نفاياتنا… نحو النجومية العالمية!
هذا الشعب الذي أفلس، وجاع، وتغلق مؤسساته.. لا تؤذي كرامته إلا تغريدة أحلام!

اشتمي يا “أحلام”، غردي ضدّنا، نحن شعب لا توحدنا إلا الشتائم التويترية.

السابق
بان وصل الى حي التنك في الميناء
التالي
ما هو الذي لم يُعلن من زيارة بان إلى لبنان