فضيحة شبكة الانترنت تفضح التلفزيونات اللبنانية‏

شبكة الانترنت لبنان
يبدو أنّ فضيحة «شبكات الإنترنت غير الشرعي» التي كشفها وزير الاتصالات بطرس حرب منذ أيام، تحوّلت إلى مادة سجال إعلامية بين الشاشات اللبنانية، فبدل أن يبقى الإعلام وسيلة لكشف الحقائق وعرض الوقائع، أصبحت بعض نشرات الأخبار منبرًا للشتائم وتراشق التهم وتحوير الوقائع كما يتناسب مع مصالح المحطة وصولاً إلى فتح حرب إعلامية بين شاشة ال MTV وlbci والجديد.

بدأت القضية عندما باشرت أوجيرو بحملة مكافحة المحطات الدولية غير الشرعية، بعدما أعلن الوزير حرب أنّ «معلومات اللبنانيين قد تكون مباحة لجهات مجهولة من جهة ونافذة من جهة أخرى»، وعلى أثر هذه المعلومات عرضت قناة «الأم تي في» تقريراً في نشرة أخبارها في 12 آذار الماضي شنّت فيه هجومًا على رئيس هيئة «أوجيرو» عبد المنعم يوسف واصفةً إياه بـ«الرجل غير المسؤول» وقالت أنّ «مجموعة من شركة «أوجيرو» تسللت إلى «هنغار» يقع على مركز الزعرور وخلعوا باب غرفة التابلوهات ورموا خارج الغرفة بطاريات «التلي سياج».

اقرأ أيضاً: الصحافة اللبنانية إلى الإفلاس دُر… والسفير تستسلم ورقياً!

هذا التقرير استدعى ردًا من أوجيرو ببيان صحافي، مؤكدة أن «دخول الزعرور جاء ضمن حملة مكافحة المحطات الدولية غير الشرعية وبموافقة المراجع القضائية وبمواكبة الأجهزة الأمنية وتعرضنا لتهديد مسلح»، وأن «التجريح والأسلوب المتشنج الذي واكب ما نشرته محطة MTV يشي وكأنه هجوم استباقي، يهدف إلى التهويل والترهيب بما يطرح تساؤلات عدة عن الدوافع الكامنة وراءه».
ما حصل بين الأم تي في ويوسف تحوّل إلى حرب أخذ ورد وتراشق تهم في النشرات الإخبارية بين «الأم تي في» من جهة، ال lbci والجديد من جهة ثانية.
فقناة LBCI كشفت في تقرير حمل عنوان «إنترنت الزعرور… مسلحون وتهديد» أن «أكثر من 20 مسلحاً تابعين لميشال المر هجموا على فريق أوجيرو، أثناء حملتهم بمكافحة الإنترنت غير الشرعية في مركز التزلج بالزعرور، وأفرغوا سيارات أوجيرو من المضبوطات وأخفوا الكابلات».
وفي المقابل استقبلت قناة الجديد عبد المنعم يوسف وعرضت تقريراً تؤكد فيه أن شركة “Virtual-ISP” مملوكة من النائب السابق، إميل إميل، لحود ورئيس مجلس إدارة الـ«أم تي في» ميشال المر والمحامي نصري لحود.
ولاحقًا ردّت الMTV على المحطتين في تقرير خلال نشرتها، نافيةً ما يتم تداوله عن امتلاك رئيس مجلس إدارتها محطة للإنترنت غير الشرعي، متهمةً عبد المنعم يوسف باستخدام الإعلام لإخفاء فشله وفضائحه في قطاع الإنترنت، واعتبرت أن المحطتين التلفزيونيتين لديهما «حسد مما بلغته الـ”أم تي في” من منافسة أثبتتها الأرقام».
كذلك خصّصت الجديد في مقدمة نشرتها الإخبارية أكثر من 10 دقائق لترّد على الأم تي في، وتساءلت الجديد عن صدفة وجود هذه الشبكات في موقعي لل mtv هما الزعرور والباروك.

حرب القنوات اللبنانية بسبب شبكة الانترنت
حرب القنوات اللبنانية بسبب شبكة الانترنت

في سياق الرد، اعتبرت ال mtv في نشرتها أمس أنّ ما أوردته الجديد عن علاقة القناة بشبكة الباروك محض اختلاق ومغاير للقرار الظني.
إذًا ما يحصل اليوم بين الشاشات اللبنانية حوّل الأنظار من قضية الإنترنت غير الشرعية إلى حرب الشتائم بين الشاشات، فما حقيقة ما حصل في الزعرور؟
مصدر موثوق من «أوجيرو» أكّد لـ«جنوبية» أنّه «بالفعل تمّ الاعتداء على موظفي أوجيرو من قبل مسلحين في الزعرور»، وشرح المصدر أنّ شبكة الإنترنت في الزعرور مرخصة بالفعل من قبل أوجيرو كما قالت الـ mtv في تقريرها ولكن كمية الانترنت في الشبكة تفوق الكمية المرخصة للشبكة من قبل أوجيرو» وتابع «لقد تبيّن أنّ مصدر الانترنت في هذه الشبكة هو من قبرص، ولكن لا أحد يعلم ماذا يجري في قبرص وإلى أين تصل المعلومات التي تمرّ عبر الشبكة في الزعرور».
وأضاف «أوجيرو تبيع ال E1 بـ30$، أمّا شبكة الزعرور فتبيع E1 للأشخاص العاديين بـ10$ أمّا للمؤسسات العامة بمبلغ رمزي أو من دون مقابل» وكشف المصدر «أنّ وزارة الدفاع ووزارة الخارجية وغيرها من المؤسسات العامة تستخدم الانترنت من هذه الشبكة، فما هو الدافع وراء بيع هذه المؤسسات الانترنت بهذا المبلغ الرمزي وأين تذهب المعلومات التي تمر عبر شبكة الانترنت ولحساب من؟» تساءل المصدر.
هكذا فضحت قضية الانترنت غير الشرعي الحقد الدفين بين المحطات التلفزيونية اللبنانية، فباتوا في الأيام الماضية يتسابقون في توجيه الاتهامات لبعضهم بالعمالة لإسرائيل حينًا والتمويل من جهات مجهولة أحيانًا وصولاً إلى التجريح، فأين المهنية والموضوعية فيما يجري من تقاذف مشين بين القنوات اللبنانية؟

اقرأ يضاً: الجديد تعتذر على طريقتها من الـmtv: لا باروك علينا ولا زعرور

من المعيب أن تغيب المسؤولية الاعلامية وتتحول وسائل الاعلام من منابر لقضايا الناس وفضح الحقائق إلى منابر للسجالات وتصفية الحسابات.

السابق
انفجارات بروكسل
التالي
تبريد الاجواء بين نصرالله والحريري يريح اللبنانيين‏