حوار العام مع نصرالله: الأسد أو يخرب البلد!

لم تأتِ مقابلة اليوم للسيد حسن نصر الله كما توقعناها، وإنّما جاءت مخيبة للآمال على كل الصعد، يبدو أنّ إطلالات السيد مصابة بوعكة "الاستراتيجية" وأعجز من مسايرة التداعيات الراهنة للمنطقة بديناميكية..

في الحقيقة، حتى الساعة الثامنة ونصف كنت أحسب أنّ هذا الداء الذي أصاب السيد أصابه خطابيًا، وانّ المقابلة سوف تعكس ناحية أخرى وتصريحات جديدة، إلا أنّ ما وجدته بعد انتهاء اللقاء ما كان إلا مسرحية ضعيفة الحبك والسيناريو.
بدايًة، وقبل أن يبدأ المنتقدون بالقول “إلا السيد”، ما سنورده هو من باب الملاحظة على الذي كان يمثل “سيد” الكلام، و المنبر والخطابة.

مقاربة بسيطة بين مقابلة السيد حسن نصر الله منذ عدة شهور مع الإعلامي عماد مرمل عبر قناة المنار، وبين مقابلة اليوم في “حوار العام” مع الإعلامي  غسان بن جدو، تظهر ما افتقده أمين عام حزب الله في لعبة الحوار.

بديهيًا، كان على حوار اليوم أن يكون أقوى، فمع كل تقديرنا للإعلامي عماد مرمل، إلا أنّ الإعلامي غسان بن جدو يملك أرشيفًا يجعله قادرًا على إدارة أهّم الحوارات وبطريقة جذابة، وهذا ما جعلنا نذهب جدلًا إلى أنّ اللقاء سوف يكون “عاصفة العام”، ولكن للأسف كل حنكة بن جدو لم تسعف المقابلة من السقوط، أو لأكون أكثر دقة فصول المسرحية “غير المحبكة”.

إقرأ أيضًا: حزب الله سيخسر فرنجية وعون

“حوار العام” هي الحلقة التي روّجت لها الميادين بـ “برومو” يوحي بالكثير من المواضيع الشيقة والحساسة والفاصلة، حتى حسبنا كل القضايا الإقليمية سوف ينهيها السيد عبر شاشة الميادين بثواني معدودات.
بدأت الحلقة بمقدمة “شاعرية” استغرقت دقائق في التغني بالبطولات والأمجاد والوقوف على الإطلال ودون إطالة هي مقدمة كلّ الهدف منها القول “حزب الله ما فيه يكون إرهابي”، ولا أنكر انّ بلاغة غسان بن جدو كانت قادرة على تحريك الإنفعالات حتى كدنا للحظة نهتف وراءه “السيد وبس”.

بعد المقدمة بدأ الحوار (المتفق عليه مسبقًا) بين السيد والإعلامي، حوار مدروس بعباراته بدلالاته بأسئلته والأجوبة المنتقاة، هو المشهد المسرحي الكامل، الذي كانت خلاصته اسرائيل خطر، حزب الله مقاوم، نصر الله قادر على أن يصل لأبعد نقطة في فلسطين المحتلة، الحزب يملك من الصواريخ ما يستهدف “النووي”.

في ظلّ هذا الأداء العالي المستوى للنص المعد سابقًا كانت الميادين تنشر على صفحتها تويتر ردود فعل الإعلام الإسرائيلي على ما يدلي به السيد حسن نصر الله، وبذلك اكتملت فصول السيناريو و وصلت الرسالات برشاقة دون حاجة لنبرة صوت عالية ولا لإنفعال ولا لكوب ليمون.

ولكن للأسف، حتى في هذا النصّ المسبوك  ومع الأداء الهوليودي، لم يتمكن السيد من الإقناع.

نصر الله

السيد حسن الذي لم يكن مرتاحًا طيلة الحلقة، حتى لون بشرته كان يدل على حالة مرضية فضلًا عن التعرق، فعلًا السيد حسن منذ فترة وإطلالاته نلحظ بها التعرق.
وإن كنا نرجع هذه الحالة سابقًا، لكون الخطاب انفعالي، فلا مبرر لها في جلسة مريحة مكيفة!

التوتر الذي كان ظاهرًا على ملامح السيد انعكس ضعفًا في الكلام وفي الإقناع، وأصبحت كل مبرراته “شاذة”، لدرجة أنّه فصل بين المحور والموقع، ليصبح “أبو علي بوتين” ليس ممانعًا وإنّما شريكًا للحزب في الموقع السوري!
ايضًا صنّف السيد نفسه آمرًا في الوضع السوري وقال بما معناه “الأسد او يخرب البلد”، هذا المعنى الذي التمسناه وتأكّد لنا من كلام السيد أنّ لا تسوية دون بشار وأنّ لا حلّ سياسي دون موافقة كل الأفرقاء المشاركين في هذه الحرب، إلا أنّه رغم هذا التدخل السافر السيد لا يذهب إلى جنيف لأنّ هذا الأمر يختص بالشأن السوري.

هذا الأداء الضعيف لم يتوقف عند هذا “التخبيص”، وإنّما وصل لحد التفريق بين آل سعود والسعودية واعتبار أنّ الأوّل يصفه بالإرهابي بينما الثاني كشعب هو معه؟
وهنا وفي إطار الدراما، وإطار تداعيات الأحداث المسرحية تصل ورقة ليد السيد بها اسم إمام مسجد الرسول الأعظم في مدينة الإحساء، مرفقة بخبر اعتقاله، حسن نصر الله قرأ الخبر بعدما سأل عن صحته “سقطة في السيناريو”، ثم ظهر فجأة وأنّه يعرف السبب ألا وهو رفض الأخير وصف حزب الله بالإرهابي في خطبة ألقاها!

السيد، الذي ظهر هذه المرة فارغ الجيوب تمامًا، وأكاد أجزم أنّه هو من طلب من غسان بن جدو استقباله بعدما استنفد وسائل التبرير الإعلامي، ولكن إطلالات السيد لم تعد تخدمه ولا تصوّب خطه وإنّما تؤكد يومًا بعد يومًا أنّ حسن نصر الله “َضعيفًا”.
حسن نصر الله، الذي لم يستطع أن يقول جديدًا في الشأن اللبناني إلا أدبيات الحريري، والذي أكد أنّه مستمر في سوريا ولن ينسحب والذي أشار أنّ روسيا درست انسحابها منذ أشهر مع أنّها دخلت فقط منذ أشهر!

إقرأ ايضًا: هذا التنظيم.. هو نسخة جديدة عن «حزب الله»

نصر الله الذي لم يقدم الجواب الشافي لا لعون ولا لفرنجية، ولم يستطع أن يقول “جملة مفيدة” للعرب عمومًا وللبنانيين خصوصًا.

ببساطة، هو ضعف تجلّى لا سيما حينما قال، السعودية تحارب “حزب” نحن مجرد “حزب”، بهذه العبارة فَقٍه نصر الله حجم اللعبة وأنّه أضعف من مواجهة دول الخليج عمومًا والمملكة خصوصًا، هو الذي ظهر اليوم لا يملك أي شيء سوى أن يقول لنا “بعرف وين النووي الاسرائيلي وفيي اضربه”>

السابق
بالفيديو: معمم شيعي يتحدى الملك سلمان بـ «أنا مع حزب الله» فيسجن
التالي
الجديد تعتذر على طريقتها من الـmtv: لا باروك علينا ولا زعرور