حزب الله و«الجهاديون السنّة» وجهاً لوجه!

حزب الله وداعش
صمود "هدنة ميونخ" في سوريا لم يكن متوقعا في حساب حزب الله، ولا في حساب مئات من المتطوعين الجهاديين السنة من اللبنانيين الذين انضوى قسم كبير منهم في صفوف جبهة النصرة، ثم في صفوف تنظيم داعش الارهابي في سوريا، انسحب القسم الأكبر مقاتلي الحزب الشيعي بسبب الهدنة، وتبعهم الاسبوع الفائت المتطوعون السنّة الذين عادوا الى مدنهم وقراهم ليجدوا أنفسهم بمواجهة الحزب وسراياه في عدد من الأماكن التي كثرت فيها الإشكالات الأمنية كبلدة السعديات الساحلية ومناطق صبرا الجامعة العربية في بيروت.

ما زال انسحاب مئات من مقاتلي حزب الله من سوريا مستمر، وما زالت الأخبار ترد عن اعادة تمركز عدد من القوات المنسحبة في جنوب لبنان، وفي مناطق حساسة استراتيجية في مناطق مختلطة وحول المخيمات الفلسطينية.
بالنسبة لتمركز حزب الله في جنوب لبنان فان حزب الله متخوّف فعلا من حرب اسرائيلية نتيجة للتحوّلات الاستراتيجية التي أصابت المنطقة مع تحوّل العداء الأميركي الإيراني إلى تفاهم وتقاسم للمصالح بشكل واضح وصريح ، فحزب الله أدرك بعد توقيع الاتفاق النووي بين إيران والدول الست الكبرى، وتعاظم الضغط عليه من قبل الدول العربية التي انضمت الى الجهود الغربية لمحاصرته اقتصاديا، نتيجة لذلك، ومع انشغال ايران في توطيد علاقتها مع الغرب تركت الحزب وحيدا يواجه العالم الذي صنفه إرهابيًا نتيجة اتهام خلاياه الأمنية في أميركا اللاتينية وأوروبا والولايات المتحدة وفي الدول العربية بالتورط باعمال عدائية ما جعل الحزب منبوذًا وسيئ السمعة مثله مثل أي تنظيم إرهابي مطارد.
من هنا فان حزب الله متخوف من رفع الغطاء الدولي عنه وضربه ضربة متفق عليها، تضعفه وتخضعه للقرارات الدولية فيصبح مجبرا على تسليم سلاحه وبالتالي فقدان ميزة التفوق التي يتمتع بها منذ سنوات على الساحة اللبنانية.

إقرأ أيضاً: حوار العام مع نصرالله: الأسد أو يخرب البلد!

حزب الله في سوريا
أما بالنسبة لحشد مقاتلي الحزب في مناطق محددة مختلطة في لبنان فإن الأخبار القادمة من الشمال تفيد أن مئات من المتطوعين من المتشددين السلفيين الذين ذهبوا الى سوريا لينضموا الى فصائل المعارضة، ومنهم من انخرط مع تنظيمي داعش والنصرة الارهابيين، هؤلاء عادوا بعد تطبيق الهدنة الى مدنهم وقراهم، كما أن العشرات من هؤلاء عادوا الى منازلهم التي تقع في مناطق مختلطة في بيروت والجنوب والبقاع، مع ورود إشاعات عن تسلّح وتسلّح مضاد، وهو ما أسفر عن عدد من الاشكالات الاسبوع الماضي وقبله، ولكنها بقيت محصورة ضمن مقاتلي سرايا المقاومة المدعومين من حزب الله وأنصار تيار المستقبل ولم تتمدد لتطال حزب الله من ناحية والسلفيين من ناحية ثانية.

إقرأ أيضاً: الفساد ينخر الجمعيات التي تساعد السوريين والرقابة غائبة
ويتخوّف مراقبون من التهديدات التي أطلقها “داعش” قبل عشرة أيام للّبنانيين، والتي بثّت في شريط فيديو ووجهها ضدّ حزب الله بالدرجة الأولى، وضدّ الرؤساء والمسؤولين المتعاونين مع الحزب، ويرى المراقبون فيها انها اشارة سيّئة تنم عن عمل مرتقب للتنظيم الارهابي الذي درج على تقليد يتّبعه وهو تهديد البلدان والمناطق المستهدفة قبل ضربها ومهاجمتها.

السابق
«آيفون SE» في الأسواق
التالي
بالفيديو.. استفزوا الأفيال… فهاجمتهم