كيف أصبح عيد الأم «عربياً»؟

احتفل بعيد الأم لأول مرة فى عام 1908، عندما قامت آنا ماري جارفيس “سيدة من ولاية فرجينيا في الولايات المتحدة”، بالدعوة للاحتفال بعيد الأم وكان ذلك في يوم تأبين أمها، ثم قادت حملة لجعل عيد الأم عطلة رسمية معترف بها في الولايات المتحدة ونجحت في أن يصبح عيد الأم عطلة رسمية معترف بها في 1914 بتاريخ “2 مايو – أيار” من كل عام، ثم أخذت عطلة عيد الأم التي دعت إليها جارفيس بالانتشار في البلدان الأخرى حتى أصبحت عالمية.

اقرأ أيضاً: لن أحتفل بعيد الأم!

نشأة عيد الأم في البلدان العربية

وذكرت بعد المصادر البحثية أن تخصيص يوم لعيد الأم على الصعد العربية نبعت من الصحفي المصرى “علي أمين” (مؤسس جريدة أخبار اليوم), حين أعلن فكرة الاحتفال بعيد الأم في إحدى مقالاته, ودعى من خلالها لتخصيص يوم يسمى يوم الأم مركّزًا على تعميم هذا العيد على المستوى العربي وليس في مصر فقط, وتتلخص فكرة عيد الأم عنده في أن يقدم الأبناء الهدايا الصغيرة لأمهاتهم ويرسلون لهنّ بطاقات تهنئة يشكرونهن على حسن صنيعهن معهم, وأن يعامل الأبناء أمهاتهن في هذا اليوم كملكاتٍ, فلا يقمنَ بأي شيء من أعمال المنزل أو غيرها من الأعمال.

وتكوّنت الفكرة في ذهن “علي أمين” عندما بعثت إليه واحدة من الأمهات بخطاب تشكو فيه جفاء أبنائها وسوء تصرفهم معها, وحادثة أخرى إذ قامت إحدى الأمهات بزيارة للراحل “مصطفى أمين” في مكتبه وقصّت عليه قصتها وكيف أنها ترمَّلت وأولادها صغار، ولم تتزوج، وكرّست حياتها من أجلهم، وظلّت ترعاهم حتى تخرجوا من الجامعة، وتزوجوا، واستقلوا بحياتهم، وانصرفوا عنها تماماً، فكتب “مصطفى أمين” و”علي أمين” في عمودهما الشهير “فكرة” يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة يوم لرد الجميل وتذكير بفضلها.

عيد الأم

ولما قام “علي أمين” بنشر هذا المقال لاقت دعوته رواجًا في أوساط الناس, واختار القرّاء أول أيام فصل الربيع ليكون هو ذاته يوم الأم “عيد الأم”, بما يحمل في طيّاته من تشبيهٍ للأم وصنيعها مع أبنائها بما يفعله الربيع مع الناس بكونه أجمل فصول السنة.

فكان أول احتفال للمصريين بأمهاتهم, أي “أول عيد أم” في 21 مارس سنة 1956م. وهكذا خرجت الفكرة من مصر إلى بلاد الشرق الأوســط الأخرى, وقد اقترح البعض في وقت من الأوقات تسمية عيد الأم بعيد الأسرة ليكون تكريمًا للأب أيضًا، لكن هذه الفكرة لم تلقَ قبولاً كبيرًا وإن كان لا أحد ينكر دور الأب العظيم في رعاية الأسرة.

ثم أصبح عيد الأم عيدًا عالميًا تحتفل به كل البلدان, إلاّ أنّ كل بلد أو مجموعة من البلدان خصّصت يومًا يتناسب معها لأسباب ثقافية، اجتماعية، دينية أو غيرها.

السابق
جنبلاط عبر تويتر:المضحك والمبكي في تفاصيل شبكة الانترنت بداية الترويج بأنها مؤامرة صهيونية
التالي
رابطة علماء فلسطين تزور الاعتصام امام مقر الاونروا