بين كوبا واميركا عداء عقائدي أنهته زيارة أوباما

بعد أزمات متتالية كادت أن تحدث حربا عالمية ثالثة بين الاتحاد السوفياتي سابقا والولايات المتحدة الاميركية، وبعد عقود من الصراع وقطع العلاقات، وصل الرئيس الأميركي إلى كوبا اليوم ليعيد ترميم ما أفسدته السياسة والايديولوجيات. ولكن ما هي أبرز المحطات التي مرّ بها البلدين؟

في زيارة تاريخية تأتي بعد اكثر من نصف قرن من القطيعة، وصل الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى هافانا  عاصمة كوبا لإجراء محادثات مع رئيس البلاد راؤول كاسترو. هي الزيارة الأولى لرئيس أميركي إلى كوبا بعد الثورة الكوبية عام 1959، التي أجّجت عقودا من العداء بين البلدين.

كان في استقبال أوباما وزوجته وابنتيه لدى وصولهم إلى هافانا وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز،  وكتب اوباما على صفحته الرسمية على موقع «تويتر» لدى هبوط طائرته في كوبا «متشوق لرؤية الشعب الكوبي وسماع صوته».

إقرأ أيضًا: نتانياهو رفض لقاء أوباما

وبُعيد وصوله جال وأسرته في العاصمة هافانا، وسيلتقي أوباما الرئيس الكوبي راوؤل كاسترو وسيناقشان العلاقات السياسية والتجارية، ولكنه لن يلتقي بشقيقه الزعيم الثوري المتقاعد فيدل كاسترو.

وقد وصفت هذه الزيارة بـ«التاريخية» لأنها جاءت بعد 88 عامًا من الانقطاع في العلاقات الدبلوماسية، وهذه نبذة عن أبرز المحطات التي مرّت بها العلاقة الأميركية- الكوبية:

جمعت المصالح المشتركة الولايات المتحدة الأمريكية وكوبا في عهد الرئيس باتيستا اي قبل ظهور الحركات الثورية المسلحة

عام 1959 اكتسح الثوار الشيوعيبن هافانا، برئاسة فيدل كاسترو، وأسقطوا الديكتاتورية العسكرية لفولجنسيو باتيستا، برغم من تسليح أمريكا لجيشه الحليف آنذاك

اوباما

فقد وجه كاسترو للكوبين خطابا دعاهم إلى إضراب شامل، ومن خلال خطة اعدها جيفارا تمكن الثوار من النزول من جبال سييرا باتجاه العاصمة الكوبية هافانا في يناير 1959 على رأس ثلاثمائة مقاتل، ليبدأ عهد جديد في حياة كوبا بعد انتصار الثورة وإطاحتها بحكم الديكتاتور «باتيستا» وحولت البلاد إلى الاشتراكية.

تدهورت العلاقات بشكل جذري عقب الثورة الكوبية عام 1959، قطعت الولايات المتحدة الأميركية العلاقات الدبلوماسية مع كوبا، بل أنها فرضت حظراً اقتصادياً يحرم عليها التعامل التجاري والتعاون مع كوبا.

وقد حاولت اميركا من خلال تدريب وتجهيز قوات كوبية من انصار النظام السابق غزو جنوب كوبا وقلب النظام على حكم فيديل كاسترو، فكانت معركة في منطقة خليج الخنازير في 15 نيسان 1961، التي اسفرت عن فشل الغزو وتكبيد المهاجمين المئات من القتلى على ايدي الجيش الوطني الكوبي.

هذا وتتولى دائرة المصالح الأمريكية في هافانا مسألة التمثيل الدبلوماسي، وتعادلها دائرة للمصالح الكوبية هناك في العاصمة واشنطن، وكلا الدائرتين يتبعان للسفارتين السويسرية في البلدين. إلى ذلك، ما زالت الولايات المتحدة الأمريكية تدير قاعدة بحرية في خليج غوانتانامو في محافظة غوانتانامو، والتي لا تزال محل خلاف بين البلدين منذ استقلال كوبا عام 1902.

ومن أشّد الأزمات التي كادت أن تؤدي لقيام الحرب النووية، هي أزمة الصواريخ الكوبية  التي كادت ان تؤدي الى مواجهة ما بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي المتحالف مع كوبا في أكتوبر 1962 ضمن أحداث الحرب الباردة. وتقارن أزمة الصواريخ الكوبي بـحصار برلين كواحدة من أشد المواجهات خلال الحرب الباردة، وبدأت أزمة الصوايخ عندما شرّعت كوبا والاتحاد السوفييتي آنذاك بناء قواعد سرية لعدد من الصواريخ النووية متوسطة المدى (MRBMs وIRBMs) في كوبا، والتي تعطي الإمكانية من ضرب معظم أراضي الولايات المتحدة.

إقرأ أيضًا: سوريا واوباما والمتمسكون بالعالم القديم

انفراجه في العلاقات الامريكية الكوبية
بعد إفراج هافانا عن المقاول الأمريكي ألان جروس المحتجز في كوبا، أفرجت أميركا عن ثلاثة كوبيين سجنوا في فلوريدا بتهمة التجسس، أعلن الرئيس أوباما أن الولايات المتحدة تتطلع إلى فتح سفارة لها في هافانا. ورحب قادة العالم بالمصالحة الكوبي الامريكية والتي وصفت بالخطوة التاريخية لإنهاء حالة العداء التي استمرت أكثر من 50 عاما.

استأنفت السفارة الأمريكية عملها في هافانا في آب 2015 بعد شهر واحد من استئناف السفارة الكوبية عملها في واشنطن.

السابق
الناشطون: لأم الممانعة نقول..
التالي
السيد نصر الله يوجه معايدة إلى الأمهات