من ساحة الشهداء: سورية حريتنا التي لا تموت

ليس صدفة أن تؤرخ الذكرى الخامسة للثورة السورية من ساحة الشهداء، وليس غريبًا، أن تتلون الساحة بأعلام الثورة الخضراء، فالمشترك بين الساحة والمتظاهرين أوسع من وطن وأكبر من جنسية وأهم من طائفة ومن حدود .. المشترك هو الرد على الطغيان وعلى النظام المستبد نفسه الذي اذاق اللبنانيين كما السوريين مرورة الاستبداد.

ساحة الشهداء ليست فقط ملكًا للبنانيين، وإنّما للشعب السوري خصوصية بها وللثورة السورية حقَها منها، أوَ ليست هي الساحة التي كسرت حاجز الخوف بدماء الشهداء، واثبتت أنّ نظام الأسد هو نظام مهما علا قابل للسقوط.

أوَ ليست هي الساحة التي أعلنت ثورتها على الوصاية ونظامها الامني والتي تمكنت بإرادة الحياة والحرية والسيادة من إخراجه من لبنان.

إقرأ أيضًا: التقسيم في سوريا عدوى يخشاها الجميع!‏

ساحة الشهداء هي شعلة الثورة الحقيقية، وهي أوّل الأمل السوري بالخلاص من نظام بشار الأسد، في هذه الساحة ولدت الحرية اللبنانية، أكثر من ثلاثين عاماً، والشعب اللبناني يمارس عاداته اليومية بالقلق بالصمت متجنبًا ايّ حديث سياسي او انتقاد عابر، أكثر من ثلاثين عاماً وشعب هذا الوطن بقي مكسور الجناح مطأطأ الرأس بالقرب من مركز “الفرع” خوفًا من أن يراه من يقول له الجميع “أمرك سيدنا”.

وتستغربون بعد ذلك لماذا تظاهر السوريون في ساحة الشهداء ولماذا هتف لهم اللبنانيون؟

ما شهدناه بالأمس (السبت) هو امتداد للثورات، ما شهدناه هو صورة الساحة الحقيقية، والهتافات التي ضجَت بها بيروت هي هتافات سلمية…

أمس، تجسدت الحرية المجردة من أيّ حزبية، الحرية الخالصة التي لا يشوبها لا تبعية ولا مذهبية ولا عنصرية.

الثورة السورية التي أضاءت من ساحة الشهداء، التقت وثورة اللبنانيين المستمرة على مصادرتهم، لحظة تاريخية لم يبصرها ولم يتوقف عندها ولم يشعر بها و بهذه الإنتفاضة إلاّ من عرف معنى الحرية…

الثورة السورية في ساحة الشهداء
الثورة السورية في ساحة الشهداء

لا اتعجب من تلك الأصوات النافرة والعابرة التي خرجت منذ لحظة التظاهرة وما زالت حتى اليوم تتحدث على قياسها، فتلعن الثورة ومن تضامن معها وتحيطهم بأكثر الكلمات إساءة.

هذه الأصوات ببساطة لا تفقه الحرية، وإنّما مفهومها للثورة هو مفهوم مستعبد مرتهن لعقيدة جامدة، فالثائر على نظامه والمؤيد لديكتاتور يقتل شعبه، لا يمكن أن يكون إلا عبدًا يهتف زيفًا بالحرية!

هذه الأصوات، أبعد ما تكون عن حقيقة الثورات والتغيير، وإنّما هي أصوات راضخة يحركها “ريموت كونترول” الحزبية والطائفية والعنصرية، فيقول لها اهتفي للحرية هنا فتهتف، والعني الأحرار هنا .. فتلعن!

الذين سجلوا موقفًا معارضًا يوم أمس ضد الثوار، هم الشريحة التي لا تمثل لبنان، ولا يتمثل بها الشعب…

إقرأ أيضًا: الثورة السورية لم تتحول إلى حرب
ومن هنا نقول لكم ايها الثوار، المجد للثورة… وبراء نحن من هذه الأصوات المريضة

ومن هنا نقول لكم أيها الأحرار… تحيا الحرية!

ثورتكم شرف لنا وحراككم في ساحة الشهداء هو “أشرف الحراك من أشرف الناس”..

من هنا نقول لكم، قضيتكم قضيتنا… وفي السنة الخامسة نؤكد معكم نحن وسوف نبقى، ليسقط الديكتاتور بجرائمة لتعود سوريتنا لكم حرّة من كل ظلم، لتفشل كل المشاريع التي تصر على مواجهة ارادة الحرية والتغيير.

ولتظل، أرضكم أرض الياسمين أرض الشام…!

تحية لكم.. لإصراركم… لشعلة الحرية التي تضيئون فيها دروب الحرية

السابق
نتنياهو يحذر الإسرائيليين من السفر إلى تركيا
التالي
حزب الله سيخسر فرنجية وعون