خمس سنوات على حرب تائهة رسالة إلى الإخوة في حزب الله

من اليوم الأول للحماسة التي أطلقتموها وتناديتم لحماية النظام السوري الأسدي، كانت لنا رسالة أخوة، ولأننا في السفينة عينها التي تحملكم وتحملنا، قدمنا مبكرا قراءة للخطأ التاريخي الذي قمتم به، وبعنوان “الخطيئة” وصفنا دخولكم كمحاربين في مستنقع النظام السوري التي ترسّبت فيه أوحال الظلم والبغي والمتاجرة بالإرهاب وفلسطين وكل المقدسات،وعشعشت الطحالب المذهبية والطائفية في مياه مستنقعه الآسن، ولم يبق إلا نقيق ضفادع المنتفعين تعلوا طلبا للإسترزاق في عزف سيمفونية الممانعة، وأدخل نشيد المقاومة الذي كان مكرّما في كل الساحات العربية والإسلامية بعد الإنجاز التاريخي عام 2000،  لكنه سرعان ما حوّله هذا النظام إلى المتاجرة والتترس خلف الصورة المحببة للمقاومة عند كل العرب والمسلمين، ظنا منه أنه يتستر بها على كل عوراته وارتكاباته، ومجانا أعطت المقاومة المنتصرة في لبنان كل رصيدها في حماية سقف بدأ بالإنهيار واحتجز النظام تحته كل مواردنا البشرية والمعنوية والمادية، والسقف ما برح يترنح ويكاد يسقط على رؤسكم فهل من رشيد ؟

إنّ الدول الكبرى اليوم تجري جردة حساب لمواقفها بين الربح والخسارة، ويكون ذلك دوريا أو فصليا أو سنويا، وها هي دول الإقليم تقوم بالمراجعة وإعادة التموقع حسب الحاجة وتقدير المصلحة، فهل أنتم استثناء بين الأمم والجماعات؟

إقرأ أيضًا: الثورة السورية لم تتحول إلى حرب

إن سوريا كلها قبل تقسيمها، تعتبر دولة صغيرة بمقاييس الدول مواردها وإمكاناتها، ولو أنها كانت كبيرة على لبنان وشعبه حيث عمل النظام السوري على إخضاع اللبنانيين لسطوته التي استمدها ” عريفا للصف” وهو لا يعدو أكبر من ذلك عند المعلم الدولي الذي يتلهى عن شغب تلاميذه بمعلمة ومعلمات فظنّ عريف الصف أن دوره هذا لا يُستغنى عنه، وظنّ صغار الطلاب أن العريف هذا له حظوة عند أربابه وتمسكوا به وهم لا يدرون أن اللعبة أكبر وأن الإدارة في مكان آخر .

وبعد خمس سنوات من اللعب والشغب في مدرسة الشغب الشامي من المستحسن مراجعة المواقف والخطى والرؤى والإنسحاب قبل فوات الأوان .

بوتين “أبوعلي ” كما وصفتموه ذات يوم، قرر أن يلتقط أنفاسه وهو لم يُشيّع أعداد ما شيّعتم من الأفراد والقادة كنا ندّخرهم لريب الزمان في مواجهة الصهاينة المتربصين بنا شرا .

إقرأ أيضًا: الانسحاب الروسي يقرّب خيار انسحاب «حزب الله» من سوريا؟

وبكل جرأة قرّر بوتين هذا الإنسحاب فهل لكم جرأة الكبار وتعيدون النظر في الربح والخسارة وتقررون الإنسحاب ؟

إن ذلك لا يسترجع ما خسرناه من بهاء ونقاء وجه لم نحصل عليه إلا بشقّ الأنفس وبذل المُهج في مقاومة كلفتنا خيرة شبابنا .

إرجعوا إلى تاريخكم في مدرسة الوقوف إلى جانب المظلوم وارجعوا الى أصلكم في لبنان الذي يحتاج الى المزيد من التضحية والبناء .

إرجعوا إلى دينكم الذي تشظّى جرّاء فتنة مذهبية مقيتة .

(لبنان الجديد)

السابق
مهزلة عراقية: مقتدى الصدر يقود ‘المجتمع المدني’!
التالي
عالبيت يا شباب