التقسيم في سوريا عدوى يخشاها الجميع!‏

في غمرة الانهماك بمفاوضات السلام السورية في جنيف، ورصدِ تداعيات الانسحاب الروسي الجزئي من سوريا، يبدو أنّ ملامح الاتفاق على تقسيم سوريا لم ينضج بعد، ليستمر السؤال ما هو مستقبل بشار الأسد، وقوى المعارضة السورية.

في الذكرى الخامسة للثورة السورية التي أتت هذا العام بعودة التظاهرات السلمية التي خرجت من بين الركام لتعيد أمجاد ثورتها، التي وصلت إلى عامها الخامس مع ملايين المهجرين والمشردين في الدول المجاورة لسوريا والدول الأوروبية ومئات الألاف من القتلى والجرحى، دفعوا غاليا ثمن مطالبتهم بالحرية واسقاط النظام الأمني المخابراتي.

إقرأ ايضًا: ربيع خامس للثورة السورية…

فبعد حرب أهلية شاركت فيها دول إقليمية ودولية على الأراض السورية، ومفاوضات باءت بالفشل أعلن الشهر الماضي عن بدء الهدنة ووقف إطلاق النار، هذا القرار الذي مهّد لاستئناف مفاوضات «جنيف 3» يوم الإثنين الماضي، وتبعه الانسحاب الروسي من الأراضي السورية، وأخيرًا إعلان الأكراد نظامهم الفيدرالي في سوريا.. عاد الحديث عن تقسيم سوريا، فهل نضجت طبخة التقسيم؟

المحلل السياسي مصطفى فحص
المحلل السياسي مصطفى فحص

الكاتب السياسي مصطفى فحص رأى في حديث لـ«جنوبية» أنّ «أحد أسباب الانسحاب الروسي يعود إلى أنّ بوتين اكتشف أنّ “سايكس بيكو” ثابتة أكثر من التحولات التي تحصل في سوريا، وكل المحيطين باللعبة السورية عاجزين عن وضع صورة نهائية للتقسيم الداخلي، أي فدرالية وليس كونفدرالية، ولكن الدولتين الاقليميتين في المنطقة، أي تركيا وايران توحدتا ضدّ الفدرالية لأن التقسيم مرض معد سيصيبهما لاحقا، خصوصًا إيران التي يوجد فيها أكراد وكتلة سنية أصولية إضافة الى ان الاكراد المضطهدين عرقيًا ودينيًا، ويمتلكون جناحًا عسكريًا هم ينتظرون أي انفجار لينقلبون على الايراني».

وأضاف فحص «الأكراد تسرعوا في إعلان دولتهم الفدرالية في الشكل والمضمون، فهم اعتقدوا أنّ روسيا ستستمر في الضغط على تركيا إلاّ أنها فاجأتهم وانسحبت واتضح أنّ ضغطها على الاتراك سياسيًا وليس إيمانًا بحق الأكراد.”

اقرأ أيضاً: سوريا بلا روسيا تُسقط.. «أساطير الممانعة»

وبالنسبة للكانتون العلوي الموجود في اللاذقية برأي فحص ان “هذا لن يغير مصير سوريا، فسوريا لا تحكم إلاّ من دمشق وهي مقبلة على مرحلة انتقالية بحكومة وطنية يرأسها سني، وسنشهد في المستقبل ديمغرافيًا وليس جغرافيًا».
وختم فحص «بالطبع سيكون لروسيا حصتها في سوريا ولتركيا حصتها ايضا، وسيكون الحكم في سوريا مستقبليًا لامركزيا لصالح السوريين. أمّا ايران فيمكن أن تكون حصتها محدودة. فرهانها على بشار الأسد أفقادها حصتها الوازنة، وبالتالي ستكون امام خطر الخروج النهائي من سوريا».

السابق
جعجع: حزب الله لا يريد انتخاب رئيس للجمهورية
التالي
فارس يواكيم: الكتاب يحتضر ونحن نشهد «التخريف العربي»!