مهزلة عراقية: مقتدى الصدر يقود ‘المجتمع المدني’!

عندما تعرض احد الوزراء العراقيين من كتلة الصدر للوم والتقريع بسبب فساده الذي فاق كل حدود قبل اعوام، في عهد حكومة نوري المالكي، أجاب هذا الوزير: ماذا افعل عندما يصلني اتصال هاتفي من السيد مقتدى يطلب مني احضار مليون دولار في الغد وعلى عجل؟!

يعتبر مقتدى الصدر ان جزءا كبيرا من ميزانية الدولة هي حق شرعي له، وان الوزراء الذين يعينهم في الحكومة هم ليسوا اكثر من جباة مأمورين باحضار الملايين مما تطاله ايديهم دون خوف او وجل، ف”فرقة الموت” المجهزة بكواتم الصوت التابعة لمليشيا جيش المهدي سابقا، لا زالت فاعلة حتى بعد حل تلك المليشيا، وجاهزة للتدخل وزرع رصاصة في راس اي مدير او وكيل وزارة شريف يعرقل صفقة من صفقات جلاوزته الوهمية في احدى وزارات الخدمات الدسمة التي يحرص على توليها بعد كل انتخابات.

النكتة ليست هنا، النكتة ان مقتدى الصدر يقود حاليا المجتمع المدني العراقي، ويحاصر المجمع الحكومي في المنطقة الخضراء بناشطين مزيفين، كي يجبر رئيس الوزراء العراقي ان يسير بمشروع اصلاحي كما يرتأي هو، وان يسمي هو ايضا الوزراء التكنوقراط المنوي تعيينهم، اي اعادة انتاج فساد جديد عن طريق الاصلاح!

انها حقا لمهزلة عراقية سمجة عندما يحاصر مقتدى الصدر رمز الفساد، ويستقوي بالمجتمع المدني على رمز الاصلاح رئيس الوزراء حيدر العبادي…

حيدر العبادي لا يملك ميليشيا ولا انصار مستفيدين من الفساد يأمرهم فيطيعونه…ولكن الشعب العراقي الحقيقي اين هو؟

والسؤال يبقى: هل يريد حقا الشعب العراقي اصلاحا، ام يريد ان “يلطم” على الاصلاح ويناصر المفسدين؟!

السابق
عندما عاد الأسد إلى الحياة
التالي
خمس سنوات على حرب تائهة رسالة إلى الإخوة في حزب الله