لن أحتفل بعيد الأم!

عيد الأم
غدًا، 21 آذار، عيد الأم، بداية فصل الربيع، وكثيرة هي الاناشيد والاغاني التي نرددها بدندنة وتغنّيها على وقع موسيقى فيروز أو فايزة احمد وحتى ام كلثوم.

من الروتيني، أن تمتلئ البيوت يوم غد بقوالب “الكاتو” والهدايا، فتقبل أيدي الأمهات، وتذرف الدموع “سكابا”، ويبدأ “الـ show” والأداء المميز.

بالنسبة لي هو “يومٌ آخر” لا جديد فيه، سأصحو وسأطلب من أمي أن تحضر لي النسكافي “اليومي” وسأتذمر إن تأخر قليلاً.

سأسألها ما هو الغداء، وسأقول لها “ما بحب هالأكلة” و “مش عبالي”.

إقرأ أيضًا:في عيد الأم.. أي ورود تقدمين لوالدتك؟

سأدخل بجدال معها حول غرفتي التي لم أرتبها منذ أيام وحول الفوضى التي أتركها أينما جلست، وسوف تطلب مني أن أجلب لها الحاجيات لأرفض متذرعة “اطلبي من الصبي مش من البنت”.

عيد الأم

غدًا، يوم عادي، لن أتكلف به ثمن هدية، ولن أذهب إلى محل ” الباتيسري” حيث ستكون عشرات قوالب الكاتو فيه معروضة ومكتوب عليها “ست الحبايب” “كل سنة وأنت فوق راسنا” “بحبك مامي” وغيرها من الشعارات المزيفة التي يبدع صناع القوالب في تلوينها.

غدًا، لن أكون تلك الإبنة القنوعة المتفانية، والتي لا يلزمها سوى القليل لتلبس الثوب الرحماني الأبيض وتجلس حيث الملائكة، بل سأكون أنا وسيكون يوماً آخر ممل في حياتي، لان معظم المحتفلين بهذا اليوم لا يعرفون الأم إلا في عيد الأم..

هؤلاء “المعظم” لا يفقهون من البر سوى هدية واحدة في العام، وقبلة لليد، ويوم مميز يجيدون به التمثيل.

إقرأ أيضًا: عيد الأم في اعتصامين: منح الجنسية لأسرتها.. حق
ببساطة، عيد الأم هو أكذوبة اخترعناها وتعلقنا بها لنغفر خطايانا، وهي مناسبة من السخافة حصرها في 24 ساعة، فيكون الولد عاق ل364 يوماً ثم يقرر أن يتحوّل إلى ذلك الإبن المثالي في يوم واحد والذي يصادف 21 آذار.

السابق
بالفيديو: هكذا انهار راغب علامة في وداع والده
التالي
الخارجية الإسرائيلية: انفجار اسطنبول أصاب رعايانا