تطورات سوريا والتقسيم تقلق لبنان

فرضت الوقائع السورية، وفق “اللواء”، من محادثات جنيف الهادفة إلى التوصّل إلى تسوية سياسية، تتمثل بوقف النار وتشكيل حكومة الائتلاف الوطني والخطوة التي أقدمت عليها الأحزاب الكردية بإعلان المدن والمناطق الكردية شمال سوريا اقليماً فيدرالياً، كمؤشر على تقسيم هذا البلد، نفسها بقوة على كبار المسؤولين والقيادات السياسية والحزبية، لاعتبارات تاريخية ومستقبلية وراهنة، تفيد ان ما تتعرض له سوريا لا يمكن ان ينجو منه لبنان، بدليل نزوح أكثر من مليون ونصف المليون سوري إلى أراضيه، وتعرض مناطقه ومدنه لتفجيرات وقلاقل أمنية، فضلاً عن الوضع المتفجر شرقي البلاد، والمخاوف من وضع مماثل شمالاً.

ولفتت “اللواء” إلى أنه من الناحية التاريخية، تزامنت ولادة دولتي لبنان وسوريا، بما في ذلك نيل الاستقلال في ظروف مشابهة، الأمر الذي فاقم من المخاوف من ان تكون باكورة الفدرلة والتقسيم منطلقة من هذا البلد، وهذا ما أشار إليه صراحة النائب وليد جنبلاط الذي حمّل رأس النظام في سوريا المسؤولية، مشيراً إلى ان معالم التقسيم بدأت من البوابة الكردية من خلال لافروف – كيري، وللتذكير فقط، فإن سايكس وبيكو منذ مائة عام طرحا تقسيم تركيا أيضاً، معتبراً ان الأكراد استغلوا من الدول الكبرى.

وفي هذا السياق، قال النائب وليد جنبلاط في سلسلة تغريدات عبر “تويتر”: “على حد علمي لا تعلن الفيديرالية من جانب واحد. إنها توافق مكونات عدة”، لافتاً إلى أن “إعلان أكراد سورية الفيديرالية هو بداية تقسيم سورية، لكن اللوم الأول والأخير يقع على النظام السوري الذي منذ اللحظة الأولى من الانتفاضة السلمية استشرس في القتل والقمع، ومن ثم التدمير والتهجير إلى أن أوصل سورية إلى هذه الحال”:

–          أضاف: “كان شعار النظام إما نحن وإما هم حتى ولو كلَّف الأمر مليون قتيل، مقولة محمد ناصيف. وبعد سنة وسنوات من حرب أهلية طاحنة دخلت القوى الكبرى على الخط، أميركا، وروسيا لإعادة النظر بوحدة القطر السوري. وكأن التاريخ يعيد نفسه”.

–          تابع: “في الأمس “سايكس وبيكو” أما اليوم فلافروف – كيري. لكن لا تنسوا بلفور الحاضر الدائم، وبدأت معالم التقسيم من البوابة الكردية. وللتذكير فإن سايكس وبيكو منذ مئة عام طرحا تقسيم تركيا أيضاً”.

السابق
أزمة الصحافة تبحث عن حل
التالي
الجلسة الـ37: بري لـ«حزب الله» هذه الفرصة الأخيرة