إلى السيد نصرالله: هل من يسأل ويحاسب عن الورطة السورية؟

هيهات ما بين تشريع الحروب، وما بين التراجع عن ساحاتها محملين بالهزائم والخيبة ومجردين من التكاليف الشرعية ومن المبررات التي سقطت جميعها بين دماء الشهداء...

وكأني بحال السيد حسن نصر الله في هذه المرحلة وما يعانيه من تخبط، ومن عجز عن اتخاذ أيّ قرار، ولا أستغرب تأخره بالظهور الإعلامي والإبتعاد عن المنابر لا سيما وأنّ لا خطاب سوف يمكّن السيد من إقناع أهالي الشهداء بأنّ أولادهم قتلوا “فدا” بشار، وليس “فدا” الشيعة أو السيدة زينب.

إقرأ أيضًا: «حزب الله» إرهابي.. ماذا عن الشيعة العرب
لربما أدرك الأمين العام لحزب الله أخيراً، أنّ السيدة زينب سنية أيضًا، وأنّ مقامها لا يحتاج لحماية فهي محصنة في وجدان كل مؤمن بأيّ طائفة كان، كما أنّه أصبح على اليقين أنّ التكليف الشرعي الذي جاء بإشعار من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي هو تكليف دينوي، تنتهي صلاحياته يوم تبدأ صلاحيات الإفادة من بنود الاتفاق النووي ورفع العقوبات.
السيد نصر الله واثق أيضًا، أن الأسد ورقة خاسرة وأنّ المحور السوري أصبح بين أيدي الدول الكبرى ولا مصلحة لا لإيران ولا لروسيا في اكتساب لا الغضب الدولي، ولا غضب النفط الأميركي والسعودي.

حزب الله تشييع

 

لعبة خلط الأوراق التي تخضع لها المرحلة الحالية والتي أهم شطرانجها النفط والغاز والعجلة الاقتصادية، هي التي تحدد توزع الأدوار في سوريا، وقد فرضت ثقلها على المنطقة وبالتالي لا مصلحة لأيّ دولة في خسارة السوق الاقتصادي العالمي لأجل نظام الأسد.

حزب الله لن يتمكن وحيداً من القول “كش ملك” لكل هؤلاء، ولن يتمكن من الإبقاء على الأسد في عرشه في ظلّ كل هذه التبدلات، وبالتالي تراجعت خطوطه واسترجع بعض مقاتليه، ولكن لنكن أكثر واقعية الحزب لن يتمكن من الإنسحاب من سوريا ضارباً عرض الحائط كل خطاباته السابقة، ومتخطياً الألفي قتيلاً.
التملّص من الحرب السورية هو قرار الشجعان، ولكنه قرار عليه أن يقترن بالإعتذار من الدماء التي هدرت دفاعاً عن ديكتاتور، بالإعتذار من أمهات الشهداء من أبنائهم وأهاليهم، ومن شيعة لبنان والعرب.
وهو قرار أيضاً، يجب أن يرتبط بإعتراف بالفشل وبعدم صوابية القرار، وبأنّ “لو كنت أعلم” تكررت في حين كان الجميع يعلم، و في حين حاول الجميع أن يقول للسيد “دع سوريا لشعبها”.
كما لا بد وأنّ يكون أول خطوات التراجع من الحرب السورية، التنحي عن منصب الأمانة العامة لحزب الله، فقرار خاطئ وآلاف الشهداء والجرحى والمعوقين، يستأهلون إعادة نظر في النظام الداخلي للحزب ومنح مساحات الديمقراطية للمفكرين والمثقفين.

إقرأ أيضاً: حزب الله ولعنة السوشيال ميديا

بإختصار، حزب الله أمام قرارين لا ثالث لهما، أو التراجع بالخطوات التي ذكرناها أعلاها وحينها يمكن للحاضنة الشيعية أن تقول “دماء أولادنا لم تهدر” وإنّما صوبت الحزب وأعادته مقاوماً، أو التخلي عن اللبنانية موطناً وجنسية واستكمال أعماله من حاضنة الأسد بعيداً عن اللبنانيين وعن لبنان وعن الجنوب والشيعة.

السابق
مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة 18-3-2016
التالي
في الكسليك: إيليان جثة على باب الملهى الليلي