ماذا عن لبنان بعد ان أقلعت «السوخوي» من سوريا؟‎

الانسحاب الروسي من سوريا
وسط تراجع لافت في وتيرة التحركات السياسية، بعد أن تحولت الأنظار إلى الطارئ الجديد المتمثل في اعلان الرئيس فلاديمير بوتين سحب جزء من قواته في سوريا، وسط ترقب لبناني الى انعكاسات هذه الخطوة سورياً ولبنانياً!

مع بدء هبوط طلائع مقاتلات “السوخوي” في روسيا أمس عائدة من قاعدة “حميميم” السورية، ارتفع منسوب التفاؤل بأن يؤدي الانسحاب الروسي إلى اقلاع قطار الحل السياسي للأزمة السورية.

ولا يزال قرار الرئيس فلاديمير بوتين سحبَ أجزاء من القوات الروسية المنتشرة في سوريا، والذي دخلَ حيّز التنفيذ أمس، يستحوذ على الاهتمام والمتابعة، ويتوقّع المراقبون أن تنعكس هذه الخطوة الروسية إيجابيات مِن شأنها أن تدفعَ مفاوضات جنيف إلى الأمام، وقد شكّلَ إعلان المعارضة استعدادَها للتفاوض المباشر مع النظام إحدى هذه الإيجابيات.

وأمس نظم استقبال حاشد في روسيا لطلائع الطيارين والطائرات الروسية العائدة وتجمع أهالي الطيارين وعدد من المسؤولين لاستقبالهم في قاعدة جوية جنوب غرب البلاد، وذلك بعد إعلان سحب الجزء الأكبر من الوحدات العسكرية التي أرسلتها موسكو. وعادت مجموعة أولى من قاذفات “سو 34” وطائرات النقل “تو 154” وعلى متنها فنيون ومعدات عسكرية من قاعدة حميميم الجوية في شمال غرب سوريا، الى روسيا. وحضر الاستقبال أيضاً ضباط كبار في الجيش الروسي، بينهم قائد القوات الجوية فيكتور بونداريف، الذي قال “خلال العملية في سوريا، لم يكن هناك أي قصف لم يصب هدفه. نشكركم كثيراً على ذلك”، مشدداً على أن “الإرهاب الدولي تكبد خسائر كبيرة”.

انسحاب الروسي

لبنان يترقب انعكاسات الإنسحاب الروسي

أما لبنانيا، فثمة اهتماماً واسعاً برز في اليومين الأخيرين بالتأثيرات المحتملة للانسحاب الروسي من سوريا وما يمكن ان يتركه من تداعيات على لبنان.

فوسط تبدلات في موازين القوى العسكرية والسياسية في ما خص الصراع في سوريا، بعد الخطوة الروسية بسحب القسم الأكبر من وحداتها العسكرية والطائرات واعادتها إلى مواقعها في بلادها، سلكت الأجندة السياسية المحلية مسلكاً، فحواه: ان الاستقرار اللبناني هو المدخل لانتخاب الرئيس وإعادة احياء المؤسسات وإزالة النفايات، ومعالجة التوتر في علاقات لبنان.

إقرأ أيضاً: السعودية واميركا والتسوية السورية…تحالف أم تنافر ؟‏

وعلمت “النهار” ان التكتلات السياسية بدأت تناقش التطورات المستجدة في سوريا بعيداً من الاضواء ومدى إنعكاسها داخلياً وخصوصاً على إستحقاق الانتخابات الرئاسية التي تشهد جولة جديدة من الاقتراع في 23 آذار الجاري. وقالت أوساط نيابية ان “حزب الله” سيكون أكثر تشدداً في الامساك بأوراقه الرئاسية في مرحلة إنتظار ما ستؤول اليه الامور في سوريا بعد الانسحاب الروسي منها. وأضافت أن واقع ترشيح النائب سليمان فرنجية سيخضع لمؤثرات الانسحاب الروسي على حال الرئيس السوري بشار الاسد.

إقرأ أيضاً: بعد الانسحاب الروسي… من شيطانك الاكبر يا «سيد حسن»

جولة زاسبيكين

وبقدر ما بقيت الأوساط السياسية اللبنانية منشغلة بالمشكلات اللبنانية الداخلية، كان سفير الاتحاد الروسي في لبنان ألكسندر زاسبيكين يلتقي كبار المسؤولين وبعض القيادات السياسية لوضعها في قرار سحب القسم الأكبر من الوحدات العسكرية الروسية من المعركة في سوريا. وأشارت أوساط نيابية لـ”النهار” الى ما صرّح به أمس زاسبكين من أن “طريق السلام صار أعرض” يعني أن ضغط الانسحاب الروسي يستهدف النظام السوري وليس المعارضة.

– أكد زاسبيكين لـ”اللواء” أن قرار الرئيس بوتين مدروس، وأن الانسحاب هو دليل قوة للاتحاد الروسي.

السابق
أحدهم سيخلف المرشد في ايران (2): المرشحون المحافظون وتناقض المصالح
التالي
جديد فضيحة شبكات الإنترنت