في مثل هذا اليوم اغتيل «المعلم» كمال جنبلاط

كمال جنبلاط
تمرّ اليوم الذكرى التاسعة والثلاثين لاستشهاد مؤسس الحزب التقدمي الاشتراكي، وزعيم "الحركة الوطنية اللبنانية" المعلم كمال جنبلاط، وبهذه المناسبة المؤلمة، يستذكره أحد رفاق الدرب الاستاذ توفيق سلطان بحديث خاص أدلى به لموقع «جنوبية».

إنه السادس عشر من آذار، ذكرى اغتيال المعلم كمال جنبلاط زعيم الجبل، ومؤسس «الحزب التقدمي الاشتراكي»، وقائد «الحركة الوطنية اللبنانية» وذلك عندما نصب له كمين، فسقط شهيداً، في اطلاق للنار تعرض له من قبل سيارة تحمل لوحات عراقية، على طريق بعقلين دير دوريت، وعلى مقربة من حاجز للجيش السوري، المنضوي وقتذاك تحت لواء «قوات الردع العربية»، واستشهد معه مرافقاه فوزي شديد وحافظ الغصيني.

اقرأ أيضاً: هل تعلم متى كان أوّل انفجار بسيارة مفخخة في لبنان؟

يعتبر كمال جنبلاط من أهم اركان الحياة السياسة، التي برزت إبان فترة الحرب الأهلية التي عاشها لبنان أواسط السبعينات، وشغل المقعد النيابي الدرزي ثماني مرات آخرها في انتخابات 1972 قبل بداية الأحداث اللبنانية. كما يعتبر من أبرز الزعماء العرب المناصرين القضية الفلسطينية، والمدافعين عنها في وجه الإحتلال الإسرائيلي وجيشه الذي كان يقصف ويعتدي على لبنان أيضاً.

يستذكر الاستاذ توفيق سلطان الذي كان أحد قياديي الحزب التقدمي الاشتراكي في هذه المناسبة المؤلمة في حديث لـ«جنوبية» «الرجل العظيم الذي فقده لبنان ككل وليس حزبه أو طائفته فقط» بحسب تعبيره، فقال «كمال جنبلاط هو صاحب الرؤية الذي حاول استيعاب انفجار الحرب الاهلية عام 1975 التي شهدها لبنان، ووضع برنامجا مرحليا لتصليح النظام السياسي وكان يحاول تدوير الزوايا وتقريب وجهات النظر».

كمال جنبلاط

واستذكر سلطان كيف أوقف الفلسطينيين عند حدّهم عندما كان جنبلاط وزيرا للداخلية على الرغم من مناصرته وإيمانه التام بالقضية الفلسطينية، وقال سلطان «حينها كان يتصرف كرجل دولة بعيدًا عن عواطفه ولم يتهرب من المسؤولية والفلسطينيون تفهموا موقفه».

ولفت سلطان أنّ «كمال جنبلاط دفع حياته ثمن التزامه بالقضية الفلسطينية، وكانت بالنسبة اليه قضية «حياة او موت…»، عارض المشروع العربي والدولي الذي كان يحاك لضرب القضية الفلسطينية، خصوصًا بعدما انتقال الفصائل الفلسطينية من الاردن الى لبنان، بعد مجزرة أيلول عام 1970، فكان يردد دائمًا أنّ “المؤامرة أكبر منّا” لذلك كان يؤمن أن لبنان مقدمًا على مرحلة بالغة الخطورة».

وتابع سلطان «كمال جنبلاط لم يكن قوميا وحدويا فقط، بل كان عربيًا أصيلاً حثّ العرب على استنهاض قدراتهم، يتمتع بحسّ عال من الديمقراطية، ودعا إلى وجوب الاصلاح السياسي الذي يحاول البعض المنادات به اليوم، كان يحارب الفساد وصاحب فكرة مشروع “من أين لك هذا؟” ولو طبقت حينها لما كنا شهدنا هذا الفساد والسرقة اليوم. أيضًا كمال جنبلاط هو من أول المطالبين بقانون للانتخابات يراعي النسبية، لتحسين التمثيل السياسي».

وختم سلطان كمال جنبلاط هو «دائرة المعارف الشمولية، كان مثقفا كبيرا وشاعرًا وصاحب رؤية في الأدب والحياة، والفلسفة، والسياسة، كان قائدًا كبيرا يحمل رؤية وطنية يحسن الايداء والتدبير، كان معلم كل من حوله ونحن رفاقه كنا نتعلم منه كل يوم جديد».

اقرأ أيضاً: متى نحاسب ازلام رستم غزالي اللبنانيين وجباته وصبيانه؟

هذا هو كمال جنبلاط الذي خرج من زعامة الطائفة الدرزية ليتحوّل الى زعيم وطني، فكمال جنبلاط المثقف هو مدرسة ادبية وفكرية عربية، اذ نشر العديد من المؤلفات السياسية والفلسفية التي تتمحور حول رؤيته العامة للسياسة العربية والعالمية، ومن أهم كتبه «هذه وصيتي، نحو اشتراكية اكثر انسانية، فلسطين: قضية شعب وتاريخ وطن»، واُطلق عليه لقب “المعلم” من قبل اتباع مدرسته الفكرية. تزوج من الأميرة مي شكيب ارسلان ورزق بولد واحد، هو النائب وليد جنبلاط زعيم اللقاء الديموقراطي، والذي ورث عن أبيه كريزما الزعامة وحب المعرفة والشغف بالمطالعة والقراءة ، كما ورث رئاسة الحزب التقدمي الاشتراكي من بعده.

السابق
بعد الإنسحاب الروسي ماذا عن حزب الله؟
التالي
ربيع خامس للثورة السورية…