منذ متى كانت سيقان الرجال «عورة» يا محطة المنار؟!

قناة المنار
تسألون عن داعش وداعش يتغلغل فيما بيننا، "داعش" هو ليس فقط تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام، بل أصبح مصطلحا يليق بالعقول المتحجرة والمتخلفة. هذا المسمّى أصبح واقعا لا مفرّ منه يعادل للتطرف الديني وقمع الحريات.

دخل حزب الله إلى سوريا لمحاربة التكفيريين الارهابيين كداعش وجبهة النصرة وغيرها من التنظيمات المتشددة في سوريا. وذلك بحسب الرواية التي روّج لها منذ خمس سنوات حتى يومنا كحرب استباقة لمنع هؤلاء المتشددين من التسلل نحو لبنان بلد الحريات والتنوع، رواية صدقها كثيرون وذهب ضحيتها الاف الشبان في ربيع عمرهم.

لكن، يبدو ان داعش نجحت في التسلل ليس عسكريا ولكن عبر افكارها الدينية المتحجرة والتي تعودنا ان نسخر منها، فما تفعله قناة “المنار” قناة المقاومة والتحرير حين حجبت “الشورت الغير الشرعي” لأحد الأشخاص الذي ظهر في احد تقاريرها في فقرة من برنامج “نهار جديد” الصباحي حيث ارتأت القناة المذكورة بحسب الشريعة الاسلامية المتشددة التي ترى ان عرض سيقان الرجل “عورة” وليس بحسب ما تتطلبه التشريعات الاعلامية وأصول المهنة بتمويه الجزء السفلي من الشاب الذي يدعى “محمد حمادة” والسبب هو ارتداؤه “شورت فوق الركبة” وهذا ما يخالف بالتالي الزي الشرعي لدى الرجال!

اقرأ أيضاً: استنكار المنار للشتامين.. حينما تنطق الفتنة اعتدالاُ!

هذا الفعل، يشبه تماما ما قام به داعش في الفيديو الأخير الذي عرضه وقام فيه بتمويه وجه وزيرة المهجرين والعدل بالوكالة أليس شبطيني، وهدّد فيه التنظيم الحكومة اللبنانية.

محمد حمادة الذي وقع ضحية تخلّف القيمين على البرنامج أثار هذا الموضوع على حسابه الشخصي على موقع “فيسبوك” منتقدا ما أقدمت عليه القناة ووجه انتقادا لاذعا، فنشر الصورة التي تظهر الواقعة مرفقة بهذا النص وبهاشتاغ #وتسألون_عن_داعش:

” قناة المنار تحجب “الشورت الغير الشرعي فوق الركبي”
بتسمو حالكن قناة المقاومة والتحرير؟؟ اي مقاومة واي تحرير؟؟؟ اي حرية عم تمثلوا؟!! هاي الحرية يلي شباب قدمت شبابها كرمالها؟! شو الفرق بين داعش يلي غبشت صورة الوزيرة من كم يوم وبين انتو يلي مغبشين الشورت اي احترام عم تمثلو !!!
بفهم انو لما حكيت ساويتو Crop (مع انو الكل بينتو من فوق لتحت) بس انو تغبشو نصي كرمال الشورت:) شو مفروض الناس تفكر:) فيلم ايباحي؟!!!
شكرا قناة المنار:) المنارة التي لا تنطفئ:)
شكرا قناة الحرية:)”
لمشاهدة الفيديو (المقطوش طبعا حسب مزاج القناة والحكي يلي بيعجبها:)) ع موقع المنار برنامج “نهار جديد” السبت ١١/٣/٢٠١٦ الجزء الثاني.
#وتسألون_عن_داعش”.

علي زين

هذا المنشور لقي تفاعلا كبيرا على “فيسبوك” من تعليقات ومشاركات بين الناشطين. مولدا حالة من الاستهجان والسخرية حتى عند جمهور حزب الله الذي تناول بمعظمه الموضوع باستهزاء. فكانت تعليقات تتهكم على فعلة القناة على سبيل المثال “لا يجوز لك ارتداء الشورت الله بيخنقك”، ” من القصص المضحكة انو شورت صديقنا ” Mhamad Hmede” اتغطى على قناة المنار…بظن انو طيابك لا يقاوم..‫#‏ريتني_اتشحر”.. وغيرها

بوستات

لكن، في المقابل لم يلقَ هذا المنشور الذي عكس قضية محقة وهي الحرية الشخصية، استحسان فئة من جمهور حزب الله ذي التبعية العمياء الذي اعتبر مقارنة حزب الله بداعش امر غير منصف في هذا الموضوع بالذات من حيث التشدد الديني وفرض الرؤية المتشددة على الحياة اليومية للمواطنين. ومن احدى هذه التعليقات اللامنطقية والتي لا تجسد سوى واقعنا المرير بالتبعية العمياء “تقارن المنار ب داعش كلو كرمال خبولك فخادك”، “هلا صار الي بطبق شرع الله متعصب ، هني ما الولك روح غصبن عنك لباس طويل هني بس راعوا مشاهدينن”.

بوستات

وكان اللافت، تعليق الاعلامي علي زين وهو المسؤول عن فقرة “#هاشتاغ” في برنامج “نهار جديد” على منشور حمادة إذ توجه اليه قائلا “محمد، وجهة نظرك كتير بمحلها، وهي طبعاً صارت عند المعنيين للتدقيق بالحالة، بس أبداً الكلام المرافق لها مشعلي زين بمحله ومن الخطأ الوصف أو المقارنة بتنظيم إرهابي تكفيري إنطلاقاً من هذا الخطأ، إدارة القناة وخصوصاً إدارة برنامج نهار جديد كتير منفتحة على الملاحظات وعلى تصحيح الأخطاء التي لا يخلو منها أي عمل تلفزيوني، تحية إلك ولشورتك”.

زين هو الاعلامي نفسه الذي هاجم عبر صفحته الخاصة على فيسبوك إعلان حفل فنيّ لمطعم في مدينة النبطية ليل الإثنين 20 تموز الماضي يحييه المغني “بهاء العلي بالإشتراك مع النجمة مايا وهبي والنجم فراس القاضي”. وهو ما عرضه موقع جنوبية سابقا

وقد علق الطالب في كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية محمد حمادة لموقع “جنوبية” ان “ما حدث اعتبره اهانة شخصية. فمن غير اللائق ان يظهر على القناة نصفي الاعلى او نصفي السفلي مموه مما يعطي انطباعا للمشاهد وكأني في وضع معيب”.

محمد حمادة

مضيفا “لا اعتقد ان هذه سياسة القناة ولست في موضع مهاجمتها ولكن ما حدث غير مقبول”.
كما لفت إلى ان”مراسل المنار هو من طلب منه اجراء مقابلة فيما يتعلق بانتخابات الجامعة كونه يمثل المستقلين”. وتابع “هناك طرق اخرى لعدم اظهار (الشورت)اذا سلمنا ان سياسة القناة تفرض ذلك”.

اقرأ أيضاً: دائماً على قناة «المنار»: غوبلز أو الإمام علي؟

خصوصا أنّ الحلقة مسجلة كما اشار الى ان “احدا من القناة لم يقم بالاتصال للاعتذار او التوضيح”. ورأى انه “اذا كانت سياسة المحطة هي بالفعل هكذا، تكون غير متوافقة مع الحرية الشخصية”. مضيفا انه لا يستطيع الحكم نهائيا على ما جرى خصوصا ان الاعلامي زين في تعليقه على صفحته ذكر أنّه سيتم معالجة الموضوع.

السابق
طبيبة لبنانية في اوتيل ديو: انتبهوا يا عاهرات.. لاننا نستطيع قتل اطفالكن يوما ما!
التالي
اوساط غربية بشار يغادر وبشار يدخل….